رصاصة متفجرة واحدة كافية لقلب حياة “مروة” البسيطة
وزارة الصحة/ ملكة الشريف
لم تكن “مروة صبح ” 30 عاما تعلم أنها ستحرم من رشاقتها وتنقلها كالفراشة في أرجاء منزلها تحمل أطفالها وتداعبهم ، وتعد لهم الطعام ، ثم ترافقهم حيث يعمل زوجها في الأراضي الزراعية المجاورة لتعود بإصابة بالغة ترقد على أثرها في المستشفى فترة طويلة.
تقول”مروة ” : “حياتنا متعبة ، ورغم التعب فيها إلا أني أحب بساطتها لقد كنت أعد الطعام وأحمله إلى زوجي نتناوله سويا ، ثم أبدأ بمساعدته في حصاد القمح وجمع الخضراوات التي تشتهر بها المناطق الزراعية في رفح وأساعده في حملها ونقلها وبيعها حتى نستطيع سداد أجرة البيت والأرض التي نعمل فيها”.
وتكمل “مروة” والدموع تملأ وجهها “لا أدري كيف سأقوم برعاية أطفالي وبيتي ، ومساعدة زوجي في عمله، رصاصة واحدة قلبت حياتنا”.
“مروة “كانت إحدى الإناث التي أصيبت بطلق ناري قرب الركبة من ناحية المفصل أثناء مسيرة العودة السلمية ، حيث تم تحويلها إلى المستشفى الأوروبي لتلقى الخدمة الطبية فيه.
من جهته، أوضح الطبيب المشرف على حالة “مروة” رئيس قسم العظام في مستشفى غزة الأوروبي د. رأفت ضهير أن حالة المصابة كانت صعبة جدا ، وقد أحدثت الإصابة جرح واسع في الجلد مساحته 20/10سم، مع فقدان أنسجة خلفية في الساق ، وتهتك شديد في العضلات الخلفية ، وإصابة في العصب الخلفي للساق .
وأضاف د. ضهير “لقد قام الطاقم الطبي بإجراء (5) عمليات جراحية ما بين عمليات تنظيف للأنسجة الميتة عدة مرات ، وإصلاح وتعمير العصب الخلفي ، وإجراء عملية تثبيت خارجي للكسر”.
ونوه د. ضهير إلى النقص الحاد في المحاليل الطبية وأدوية التعقيم، ومواد التخدير، مشيرا إلى اضطرار الطواقم الطبية لاستخدام مسكنات قوية في بعض الحالات بدلا من تخدير المصابين والمرضى.