دعا مختصون إلى ضرورة ترشيد استعمال صور الأشعة من خلال تجنب حدوث أخطاء في التصوير في ظل ارتفاع سعر تكلفتها المادية بالإضافة إلى أرشفة أفلامها وتعبئة الطلب الخاص في صور الأشعة بصورة متميزة ، كما طالب المشاركون بضرورة كتابة التقرير والطلب الذي تم تعبئته على أفلام الأشعة.
جاءت هذه التوصيات على هامش فعاليات اليوم العلمي الثامن للأشعة التشخيصية، والذي نظمته وزارة الصحة الفلسطينية في مجمع ناصر الطبي بحضور حشد كبير من الأطباء المتخصصون في مجالات متنوعة شملت الأشعة والباطنة والجراحة والأطفال والعظام
هذا وبدأت فعاليات اليوم بكلمة للدكتور جمال الهمص المدير الطبي في مجمع ناصر، حيث رحب بالحضور وأكد حرص إدارة مجمع ناصر الطبي على إقامة الأيام العلمية بشكل دوري وفي كل التخصصات الطبية مشيرا أن شعار هذا اليوم يتضمن (ترشيد استعمال الأشعة( منوها أن الهدف الحقيقي من إقامة هذه الفعالية هو العمل على تطوير قسم الأشعة في كافة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في قطاع غزة.

من جهته تحدث د. سامي الآغا استشاري الأشعة في مجمع ناصر الطبي عن الطرق الحديثة التي يتم من خلالها تشخيص مرض السل بصور الأشعة ، داعيا إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة واستثمار الدعم التي تتلقاه المستشفيات من قبل الوزارة في هذا الحقل حسب الإمكانات المتاحة والمتوفرة لديها.

بدوره استعرض د.خالد  ضهير مدير دائرة الأشعة في مجمع ناصر الطبي التطور الذي يشهده المجمع في إجراء صور الأشعة خاصة المتعلقة بحوادث الصدر مشيرا أنها أسهمت في تشخيص سليم للحالات التي تصل المشفى قبل عرضها على الطبيب المختص لتحديد إمكانية إجراء العملية في المستشفى أو تحويلها للخارج، وذلك وفقا لطبيعة الحالة، منوهاً أن التعاون بين أخصائيي الأشعة وأطباء الباطنة والتخصصات الأخرى دفع باتجاه نجاح العديد من العمليات التي أجرتها الفرق الطبية مؤخراً.

من جانبه أكد  أ. ياسر العجرمى المحاضر في جامعة الأزهر في دراسة تم إعدادها بالتنسيق مع مجمع الشفاء الطبي على أهمية اكتمال طلب الأشعة ووضوحه، منوهاً إلى ضرورة التقيد بما جاء فيه مثمناً اهتمام وزارة الصحة بوجود أطباء أشعة متخصصين في المستشفيات ، داعيا إلى ضرورة عقد ورشة عمل بين قسم الأشعة والعظام لتحديد صور الأشعة المطلوبة وكذلك الآليات التي سيتم اعتمادها في هذا المجال.

هذا واستعرض د. كمال جبر مدير دائرة الأشعة في مجمع الشفاء الطبي في محاضرته حول الرنين المغناطيسي الخاص بفقرات الظهر ، منوها إلى ضرورة الاستخدام الأمثل لها وفقا للمواصفات والمقاييس العالمية ، من أجل تجنب بعض المخاطر التي قد يتعرض لها فنيي الأشعة وفي مقدمتها إجهاض الحوامل علاوة على تشكيل خلايا غير سليمة على المدى البعيد تؤدي إلى نقص حاد في نمو العظام وكذلك في نمو الجسم.

 بدوره قال د. رائد الجزار مدير عام مركز نايف للأشعة العلاجية والتشخيصية ” إن جهاز الرنين المغناطيسي يستقطب كل الجزيئات العصبية لجسم الإنسان،مهما كان حجمها الأمر الذي سينعكس على عمل تشخيص سليم للمريض، مؤكداً على الرغم من دقة وفوائد أشعة الرنين المغناطيسي إلا انه يجب التنويه بأن هذه الأشعة ليست ضرورية في جميع المرضى وجميع الحالات ولا ينصح بعملها دون استشارة الطبيب.

وتابع”  إن صورة واحدة للرنين المغناطيسي تعادل أكثر من 3000 صورة أشعة عادية وهو الأمر الذي يشكل خطر حقيقي على المدى البعيد حول صحة الإنسان.

وأشار د. رائد الجزار أن أشعة الرنين المغناطيسي تساعد في تشخيص أمراض كثيرة مثل الانزلاق الغضروفي وعرق النسا وضيق القناة الشوكية وإصابات النخاع الشوكي والتهابات وأورام العمود الفقري وحالات التشوه الخلقي في العمود الفقري والنخاع الشوكي .

من جهته ركّز د. محمود الحلاق أخصائي الأشعة في مستشفى النصر للأطفال في حديثه على الفوائد مبين أن التشخيص الدقيق يحدد نوعية الالتهاب الذي قد يصيب منطقة البطن من خلال تحديده لنوعية هذه الإصابة التي قد تصيب الكلية أو الكبد بشكل جلي.

 من جانبه تناول د. وليد داوود رئيس قسم الأمراض الصدرية في مجمع الشفاء الطبي القراءة الصحيحة لصورة الأشعة الصدرية موضحا أن الكشف المبكر لبدايات أعراض الأمراض التي قد تصيب جسم الإنسان عددا من الأمراض كالسل والالتهاب الرئوي الحاد ومرض سرطان الرئة وغيرها موضحا أن كشفها السريع يسمح بإمكانية معالجة المريض ومتابعة حالتها الصحية قبل تفاقمها.

بدوره  قدم د. فادى رمضان  فنّي الأشعة في مجمع ناصر الطبي عرضا فنيا حول الطرق السليمة  التي يتم من خلالها حماية الفنيين من مخاطر العمل في صور الأشعة، داعيا إلى ضرورة تقيد الفنيين وأخصائيي الأشعة بالابتعاد مسافة تزيد عن مترين عند عمل صور الأشعة بالإضافة إلى ارتداء الزي الخاص بالوقاية من تأثيرات الأشعة.

هذا وتم في ختام اليوم العلمي عقد محاضرة لشركة الزنط للأجهزة الطبية والمخبرية الراعي الرسمي لهذا الحفل ، حيث استعرضوا آخر ما توصل له العلم الحديث في مجال الأشعة.