في منطقة الزهراء غرب جباليا، ووسط دمار هائل خلفته قوات الاحتلال جراء اجتياحها لشمال قطاع غزة، حيث بالكاد يمكنك أن تتعرف على تفاصيل المنطقة وأحياءها ومنازلها المدمرة، تقف أسرة الشهيد الطبيب عدنان البرش أمام منزلهم المدمر وسط مشاعر من الذهول والصدمة فلا المنزل ولا ربه بات موجوداً.
وفي ذات السياق يقول النجل الأكبر للشهيد الطبيب عدنان البرش، والذي كان أحد أبرز الكفاءات الطبية النادرة في تخصص جراحة الكسور المعقدة في قطاع غزة، إن أسرته تواجه الكثير من العقبات في ظل غياب والدهم، حيث تركت العائلة بلا منزل لا مأوى.
ويستدرك نجل الشهيد يزن أن أحد أبسط الحقوق الذي لا يزال الاحتلال يحرم أسرتهم منها هو النظر إلى وجه أبيهم للمرة الأخيرة وإكرام مثواه، والصلاة عليه ودفنه حيث لا يزال الاحتلال يحتجز جثمان والدهم، والذي قتله خلال عملية تعذيبه داخل الأسر، بعد أن كان على رأس عمله مؤدياً واجبه كطبيب داخل مستشفى العودة والذي انتقل للعمل إليه عقب تدمير قوات الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي.
وإلى جانب يزن، تقف والدته، زوجة الشهيد الدكتور البرش، مشيرة إلى أنها طلبت من العديد من الجهات ومن بينها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الضغط على الاحتلال للإفراج عن جثمانه خلال زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة.
وتتابع زوجة الشهيد البرش، أن أسرته إلى حد الآن لا تعرف أي معلومة حول جثمان الشهيد البرش، مطالبة كافة الجهات بما في ذلك السلطة الفلسطينية والرئيس أبو مازن والمؤسسات الأممية والدولية للضغط على الاحتلال للإفراج عن جثمان زوجها.
وفي نهاية اللقاء، أبينا أن نفارق أسرة الطبيب عدنان البرش، دون معرفة بما يفكر نجله الأكبر في مستقبله، ليخبرنا بأنه يحلم بإكمال مسيرة والده المهنية ويصبح طبيباً مختصاً في جراحة الكسور المعقدة، ليخدم أبناء شعبه كما علمه والده.
وقتلت قوات الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة أزيد من 1300 شهيداً من الكوادر الصحية وأصحاب الاختصاص الطبي، فيما اعتقلت 360 آخرين.