غرقت.. فكانت مستشفى الشهيد محمد الدرة قارب النجاة
الصحة / أمل مطير
الطفلة ديما مرزوق تبلغ من العمر عامين تتميز ببراءتها وعفويتها حضرت لهذه الدنيا بعد اربع سنوات من طول الانتظار والحرمان الذي تذوقه أهلها، حيث كانت على موعد مع القدر الذي سلب منها طفولتها أثناء لعبها ولهوها بجوار المنزل لتسقط غريقة في بركة مياه عادمه (حفرة)خلفتها آلة الحرب الاسرائيلية نتيجة قصف الارض المجاورة لمنزلها في الحرب الاخيرة على غزة حيث قام الأهل بانتشالها جثه هامدة وتوجهوا بها على وجه السرعة إلي مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال .
من جهته أوضح د.أحمد بصل رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشهيد محمد الدرة أن الطفلة أحضرت إلى قسم الاستقبال وهي جثه هامدة دون أي علامات للحياة، حيث توقفت نبضات قلبها وتنفسها بشكل تام وتسعت حدقة عينيها وزرق لون وجهها الى جانب هبوط حاد في درجة حرارة الجسم.
وأضاف”رغم صعوبة المعطيات الموجودة لم يسيطر اليأس على الكادر الطبي حيث قاموا بعمل التنفس الصناعي والإسعافات الاولية الخاصة بالأطفال الغرقى بالماء العذب لتنشيط الدورة الدموية ومتابعتها على جهاز (المونيتور) في غرفة العناية المركزة في الاستقبال حيث تبين من النتائج المعطاة عبر الجهاز عدم وجود اي نبضات للقلب مما استدعى لعمل CPR(انعاش القلب و التنفس ) لمدة خمس دقائق متواصلة ساهم ذلك بعودة التنفس للطفلة وقيامها بحركات لا إرادية مما يدل على عودة نشاط القلب إلى طبيعته حيث تم نقلها بشكل عاجل إلى قسم العناية المركزة لاستكمال العلاج الكامل والمتابعة وإنعاش الدماغ “.
من جانبه أكد د.زياد المصري رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى الشهيد محمد الدرة على أن الجهود الطبية تواصلت لإنعاش دماغ الطفله منذ لحظة وصولها للقسم وبفضل الله ومنته تم انعاش الدماغ وتحسن الطفله خلال 72 ساعة .
كما وبين د.المصري أن النجاح الذي حقق في إنعاش دماغ الطفلة كان نتيجة العديد من الإجراءات منها :المحافظة على درجة حرارة جسم الطفلة دون معدلها الطبيعي (أقل قليلا)،إعطاء علاجات تعمل على راحة الدماغ أثناء وضعها على الأجهزة ،إعادة غازات الدم والحفاظ على ثاني أكسيد الكربون بمعدل يسمح بتدفق الدم بشكل طبيعي للدماغ،ورفع رأس المريضة بمعدل 30 درجة للأعلى في خط وسطي ،والحفاظ على نسبة السوائل بمعدل 70% الى جانب متابعة الوظائف الحيوية والتحاليل الطبية ومدى استقرارها.
وتابع” بعد مرور أقل من 72 ساعة لوحظ أن الطفلة تحسنت وعادت حجم حدقة عينيها الى حجمها الطبيعي ثم بدأنا تدرجنا بالاستغناء عن العلاجات المكثفة وجهاز التنفس الصناعي ،منوها الى أنه في اليوم الرابع عادت درجة الوعي ونشاط الطفلة الى طبيعتهما في السابق مؤكدة بالنتائج ونسب التحاليل الطبية حيث تم وضع الطفله تحت المراقبة خلال 24 ساعة اضافية وبعد التأكد من شفائها تم خروجها من المستشفى بوضع صحي ممتاز”.
بدوره قال د.أحمد شتات المدير الطبي في مستشفى الشهيد محمد الدرة “إن هذا الانجاز حقق بفضل الله أولا و ثم بفضل أداء أطباء و تمريض قسمى الطوارئ و العناية المركزة وسياسة تطوير الكوادر الطبية والتمريضية العاملة في قسم الاستقبال والطوارئ ورفع أدائهم في عمليات الانعاش السريع التي اتبعتها وزارة الصحة وإدارة مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال , كل ذلك ساهم في تحقيق سرعة التقييم والعمل بروح الفريق وفق أساسيات الانعاش و الالتزام بالبروتوكولات العالمية المحدثة.
كما وأكد د.شتات على أهمية عملية الانعاش في مكان الواقعة وقبل الوصول للمستشفى ومن ثم استكمالها في قسم الاستقبال والطوارئ مما يساعد على تحقيق النتائج المرجوة في حماية المصاب من الاعاقات الدماغية التي قد تنتج من تأخير شالانعاش أو قلة الخبرة مثنياً على عمل الكوادر الطبية و التمريضية في العناية المركزة برئاسة د.زياد المصري الذين استكملوا عملية الانعاش وتقديم الخدمة الطبية تبعا لآخر البروتوكولات العالمية بعد عودة الوظائف الحيوية للعمل .
ومن جانبها عبرت جدة الطفلة الحاجة أم عاهد مرزوق عن سعادتها الكبيرة بشفاء حفيدتها وعودة ابتسامتها لتمارس حياتها من جديد.
كما وجهت شكرها لإدارة المستشفى وجميع الكوادر الطبية والتمريضية لما لهم من جهد كبير في متابعة الحالة الصحية لحفيدتها وجميع المرضى على حد سواء
مضيفة “أن الكوادر العاملة كانت نموذجاً للتعامل الودي والتعاون مع ذوي المرضى فكانوا خير المعين”.
.