الصحة: نهى مسلم

أكد د.ماهر شامية مدير عام ديوان وزير الصحة بأنه تم تحويل 42 جريح الى المستشفيات المصرية خلال فترة الحرب على قطاع غزة من كافة المستشفيات ، بينهم 7 أطفال و 4 سيدات ، و أكثرها حالات عناية مركزة حيث وصفها بالحالات الصعبة جدا ،و تحتاج الى المتابعة العلاجية المستمرة و الى عمليات جراحية ذات تقنيات عالية ،إضافة لأفساح لإفساح المجال لأسرة العناية المركزة فى مستشفيات القطاع لاستقبال عدد أكبر من المصابين و الجرحى الحرجة أثناء أيام الحرب.

تقييم الجرحى داخل المعبر المصرى

و فى هذا السياق،عبر د.شامية عن فخره واعتزازه بموقف الجانب المصرى الذي كان على جاهزية كاملة لاستقبال المصابين فى الساعات الاولى للحرب،حيث فتحت مستشفياتها لاستقبال الجرحى وفتحت المعابر و سمحت لسيارات الاسعاف بالدخول بكل سهولة الى المعبر المصرى ،حيث الإسعافات المصرية و اسعافات العناية المركزة المجهزة بالطواقم الطبية و على رأسها وكيل وزارة الصحة المصرى فى شمال سيناء ،والتى يتم فيها و لأول مرة تقييم و تشخيص حالات الجرحى على المعبر المصرى و تحويلها مباشرة الى المستشفيات المناسبة لكل حالة على حدة .

تحويل جرحى الى تونس

و فى تجسيد آخر للحمة العربية و الاسلامية قال د.شامية:بأنه تم تحويل أربع حالات من الجرحى الى مستشفيات تونس بطلب من رئيس دولة جمهورية تونس  ووزير الصحة التونسى،و التى تم معاينتها و تقييمها من قبل فريق طبى تونسى فى غزة ،و الذين أكدوا بأن هذه الحالات سيتم التعامل معها فى مستشفيات تونس و تقديم خدمات صحية أكثر تخصصية.

تجسيد للوحدة الوطنية

و بين خلال لقائه بالمكتب الاعلامى لوزارة الصحة بأن ما يميز عمل العلاج التخصصى فى تلك الأثناء بأنها شكلت نواة غلب عليها الطابع الوطنى و الوحدوى  ما  بين وزارتى الصحة فى غزة و رام الله حيث كانتا على جهوزية كاملة وبتنسيق عالى جدا بين  الطرفين لانقاذ أكبر ما يمكن انقاذه من المصابين و تحويلهم بأقصى سرعة ممكنة الى مستشفيات خارج القطاع .

و تابع قائلا:” كانت التحويلات تتم من خلال لجان تخصصية تم تشكيلها فى مستشفيات القطاع تحدد الحالات المقترحة للتحويل و بالاتصال و التواصل و التنسيق من خلالى بالجانب المصرى حيث يتم تحويلها مباشرة فى اسعافات عناية مركزة مجهزة بطاقم طبى و تمريضى الى مستشفيات مصر بآليات سريعة تستغرق ساعات فقط.

غصة فى القلب

و خلال اللقاء  تحدث د.شامية أنه خلال عمله فى الميدان جنبا الى جنب مع الطواقم الطبية و التمريضية عن  بعض الحالات المروعة  التى تركت الاثر الكبير النفسى عندما كان من أحد المصابين التى توافدت للمستشفى الشيخ الشهيد جودة شملخ قائلا بأسف:”كان هذا الشهيد جارنا وأعرفه جيدا وهو مؤذن لمسجد مصعب بن عمير فى تل الإسلام و متزوج منذ سبع سنوات و زوجته حامل فى الشهر الثالث وهو أول حمل لها بعد  هذه الفترة من الزواج و العلاج ،حيث تم قصفه بصاروخ طائرة استطلاع أثناء ذهابه للمسجد ليؤذن لصلاة العصر،حيث وصفت اصابته بالخطيرة حيت تم اجراء عمليات كثيرة و تحويله لمصر و لكنه استشهد هناك”

و تابع :” ما زاد الموقف ألما عندما كانت تنادى عليه والدته و هو فى الاسعاف و تقول له أبو البراء ما تنام فتح عينيك،فصرخت عليه حينها “اذا سامعنا هز رأسك عشان خاطر والدتك”هذا كان آخر لقاء له فى غزة.

و عبر عن فظاعة الاصابات التى كانت تتوافد للمستشفى أثناء تواجدنا خلال الثمانى ايام من مجازر جماعية بحق عائلات بأكملها كعائلة الدلو من أطفال و نساء و مسنين،و كذلك الاشلاء المقطعة و الجثث  المتفحمة كجثة الصحفى الكومى الذى ضربت سيارته الاعلامية هو وزميله بصاروخ مباشرة فى محاولة من الاحتلال لطمس الحقيقة و اخفاء جرائمه الوحشية.. صور نقشعر لها الابدان يقف أمامها الانسان عاجزا عن التعبير.

وتابع بذهول عندما استرجع بذاكرته الى شريط مسلسل الحرب:”كانت هناك مشاهد لعائلات تأتى للمستشفى جميعهم مصابين الام و الاب و أطفالهم الأم تصرخ و الاب يعجز انقاذ طفله و هو يستغيث بأبيه لما أصابه هو الاخر من اصابات خطيرة تمنعه من تلبية نداء ابنه الصغير،أطفال مصابين من تهشم زجاج الشبابيك عليهم حيث تنوعت المشاهد و الصور المأساوية فى الحرب على قطاع غزة و كل له سيناريو خاص بحكايته التى تسجل فى التاريخ.

تلاحم الشعب الفلسطينى

هذا وعبر عن اعتزازه بلحمة الشعب الفلسطينى و بإنسانيتهم من طواقم طبية و تمريضية و مسعفين و على رأسها د.مفيد المخللاتى وزير الصحة و التى كانت تعمل كخلية النحل بشكل منظم لم نشعر خلالها بوجود أى مشاكل فى الكادر الطبى ،حتى الكوادر الفنية و الادارية التى هرعت متطوعة الى المستشفيات للوقوف بجانب الاطباء ،جميعهم كانوا مجندين لخدمة ابناء شعبنا تاركين وراءهم أطفالهم و نساءهم معرضين انفسهم للخطر و الموت فى أى لحظة بعدما أصبحت الطائرات الصهيونية تستهدف كل شيء يتحرك على الأرض.

كما وقدم شكره العميق للوفود المتضامنة و الطبية سواء من مصر أو تونس أو الجزائر أو قطر و تركيا او من الضفة الغربية التى ساهمت و بشكل كبير فى تعزيز البعد الفنى فى التعامل مع الجرحى و المصابين على مدار الساعة.