الصحة:نهى مسلم و عبد الرحمن أحمد//
انعدام للرؤية و عدم القدرة على النوم و آلام ترافق عينيه تدعوه بشكل لا ارادى إلى وضع يديه عليها “لفركها” حتى نزول الدم منها ،هكذا هو حال المواطن أحمد عبيد البالغ من العمر (60 عاما) بعدما تبين وجود ورم حميد فى عينه اليمنى.
منذ تلك اللحظة بدأت المعاناة ترتسم في حياة المواطن (عبيد)بشكل ما تحملها الكلمة من معنى رافقت صاحبها شهرين متتاليين،وسط تخوف كبير من إجراء جراحة بسبب حساسية و خطورة المكان،رغم ذلك كان لديه بصيص من الأمل بعد أن علم بوجود طاقم طبى مميز و ذو كفاءة عالية فى مستشفى العيون بغزة.
“عبيد”كان من ضمن الحالات المرضية التى ستحول للخارج و لكن بسبب الجهد المتواصل و الطاقم الطبى تم اجراء العملية داخل المشفى و تكللت بنجاح باهر.
عبيد تحدث للمكتب الاعلامى الصحي عن شعوره خلال تلك المرحلة المؤلمة من حياته قائلا:”كنت متخوفا جدا من اجراء العملية ،فالعين هى النافذة التي نرى بها العالم من حولنا، ، لكني سمعت بوجود أطباء مميزين فى المستشفى الحكومي جعلني أسارع لإجراء الفحوصات اللازمة للعلاج و تبين وجود ورم حميد في عيني اليسرى ، مما دفعني للموافقة على إجراء العملية ،و صراحة لم أكن أتوقع نجاحها بهذا الشكل ، لقد انتهت كل معاناتي و أصبحت أرى بشكل أفضل من السابق “.
و في ذات السياق،قال د. أيمن صيدم استشاري جراحة التجميل بالمستشفى و الطبيب المعالج :”تم اجراءعملية جراحية خطيرة لإزالة ورم خبيث ومتكرر، كبير الحجم من الجفون وأعلى الأنف للمريض المذكور وتكللت العملية بنجاح تام”.
و نوه د. صيدم إلى معاناة المريض منذ سنوات من وجود ورم متقرح بالعين اليمنى يبلغ من27مل 28 مل وأجريت له 3 مرات عملية استئصال الورم ولكنه كان يعود للنمو بعد أسابيع قليلة من العملية :”
و أوضح بأن المريض اجري فحص باثولوجي تبين على إثره وجود ورم سرطان على الجلد في منطقة الجفون وجانب الأنف، وتم إدخال المريض بشكل عاجل إلى المستشفى حيث قمنا بمساعدة الطاقم الطبي من تخدير وتمريض بإجراء عملية جراحية على مدار 3 ساعات متواصلة لفصل وإستئصال الورم وتغطية الجرح برقعتين الأولى مأخوذة من الجفن العلوي لنفس العين والثانية مأخوذة من البطن وتكللت العملية بنجاح باهر.
و بين أن والرقعة التي أخذت من بطن المريض هي طريقة تجرى للمرة الأولى في غزة حيث تم أخذ قطعة كاملة من 3 طبقات (الجلد والديرما والدهون) وتم زرعها وتثبيتها في مكان العملية بنجاح تام وهو ما يعتبر انطلاقة جديدة بجراحة تجميل العيون في غزة.
و نوه د. صيدم أن الجزء الأكبر من العملية تم إجراؤه بتقنية جديدة كانت غير متوفرة في غزة ولكن بفضل التواصل مع الوفود الطبية القادمة لغزة وخاصة د. سامر خرما استشاري جراحة التجميل في الأردن أصبح من الممكن تطبيق هذه التقنية في غزة،
وأضاف د. صيدم” إجراء مثل هذه العمليات هو بمثابة انجاز كبير في ظل الحصار المفروض على القطاع حيث الكثير من الحالات المرضية كانت تحول للخارج وبفضل الله أصبحنا نجريها في مستشفيات وزارة للتخفيف عن المواطنين عبء السفر للخارج، وهذا الانجاز المكلل بالنجاح هو نتيجة تضافر لجهود فريق طبي مكون من طبيب مساعد وممرض وطبيب تخدير وفني تخدير وإجراء هذه العملية بالأدوات المتاحة لدى المستشفى.
و تعتبر جراحات العيون في م.العيون بغزة من الجراحات التي حققت تقدما ملموسا على الأرض بحيث وصلت إلى إغلاق ملف العلاج بالخارج في عمليات جراحة الشبكية والسائل الزجاجي، وتسعى وزارة الصحة جاهدة في إغلاق ذات الملف في الخدمات التشخيصية ، وجراحة التجميل للعيون وانجاز ما يقارب 80% من الحالات المحولة وفق الإمكانيات المتاحة ، والعمل جاري على إغلاق ملف جراحة القرنية وذلك بتقديم خدمة جراحة القرنية وافتتاح بنك القرنيات من خلال توفير أجهزة تشخيصية وكادر طبي متخصص ،كما و جاري العمل على استحداث تصنيع وتركيب العيون الصناعية بالإضافة إلى تجهيز معمل لتصنيع وتركيب العيون الصناعية”.
كما ويسعى المستشفى إلى أن تكون العيادة الخارجية عبارة عن عدة عيادات تخصصية في طب وجراحة العيون على أن يكون لكل عيادة فريق عمل يقوم بإجراء هذه العمليات.
وفي هذا السياق، أظهرت الإحصائيات الصادرة من م.العيون بأن عدد العمليات التي تم إجراؤها في المستشفى بلغت (4137) عمليه جراحيه كبرى منها (697 عملية نوعية ) ، الى جانب إجراء (11981 ) عملية صغرى .
و ذكرت بأن عدد المترددين على العيادة الخارجية (42487) مريض وعلى قسم الاستقبال والطوارئ (71607) مريض خلال عام 2013، كما وصل عدد المرضى المحولين خلال العام المنصرم (804)مريض منهم (221) طارئة .
من جهته أثنى مدير مستشفى العيون د. عبد السلام صباح على الإنجاز الجديد للدكتور أيمن صيدم ولوحدة التجميل بالمستشفى وعلى التقدم الكبير الذي طرأ على عمل هذه الوحدة مشيرا إلى أن الطواقم الطبية بالمستشفى تسعى جاهدة لتحسين الخدمة المقدمة للمرضى وخاصة مع وجود صعوبة كبيرة في الفترة الأخيرة لسفر المرضى للعلاج في الخارج.
وأوضح أن رغم الجهود المبذولة لتطوير الخدمات المقدمة إلى أن المستشفى بحاجه إلى تجهيز غرفه إضافية لجراحة الشبكية والسائل الزجاجي وتوفير جهاز ميكروسكوب و جهاز شفط المياه وجهاز ليزر إلي جانب تدعيم الطواقم الطبية بأطباء متخصصين في جراحة أجزاء العين المختلفة على أن يكونوا حاصلين على شهادات عليا ولديهم خبره كافيه .
هذا و ثمن مدير مستشفى العيون جهود الطواقم الطبية داخل المستشفى التي ساهمت و بشكل كبير في تحسين جودة الخدمة الصحية المقدمة للمريض بكفاءتها و إصرارها على صقل خبراتها و مهاراتها و تعلم كل جديد من أجل خدمة المواطن و توفير جهده في عناء السفر للخارج.
وحدة العلاقات العامة والاعلام