أكد معالي وزير الصحة د. باسم نعيم ” أن الوزارة وفي مثل هذا اليوم عاشت تحديا من نوع جديد تمثل في عدوان غاشم غير مسبوق على قطاع غزة المحاصر أوقع مئات الشهداء والجرحى في اللحظات الأولى للحرب، موضحاً أن مجمع الشفاء الطبي ورغم ما كان يعانيه وما زال من نقص حاد في الأدوية والمهمات الطبية وحرمانه على مدار السنوات الماضية من مشاريع التطوير والتحديث في قطاع الخدمات الصحية المقدمة للمواطن الفلسطيني إلا أنه وبفضل الله عز وجل، ثم بجهود المخلصين من أبناء الطواقم الطبية والذين يفتخر بهم وبجهودهم المباركة تمكنّوا من أن يحافظوا على مستوى عال في تقديم الخدمة العلاجية لآلاف الجرحى وأن يثبتوا للعالم بأن دورهم أظهر حقيقة الانتماء لهذا الشعب ولهذه الأرض، حتى أن نيران الحقد الصهيوني طالت 16 من أبناء الطواقم الطبية الذين لم يبخلوا على أبناء شعبهم في تقديم أرواحهم تلبية لاستغاثة هنا أو هناك من المناطق التي اتخمت بالفسفور وقنابل الدايم وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً، علاوة على أن المؤسسات الصحية لم تكن بمنأى عن دائرة الاستهداف المتعمد لأسلحة الفتك الصهيوني.

وأشار الوزير نعيم أن الوزارة كانت قد وضعت خطة طوارئ مسبقة للتعامل مع الظروف الطارئة حال وقوعها لكن حجم وبشاعة هذا العدوان كانتا فوق تصور الجميع، مبينا أن النجاح الذي تحقق لم يكن محض صدفة وإنما جاء نتيجة تنفيذ خطة الطوارئ التي وضعتها الوزارة، لكنّ خلية الطوارئ التي شكّلت أسهمت في تخطي كل هذه العقبات.

واعتبر الوزير نعيم أن الاستنكاف الوظيفي إلى جانب الحصار الظالم ساعد على تقويض جوانب الحياة المختلفة بما فيها القطاع الصحي، حيث أن نقص تلك الكوادر الطبية في المستشفيات كان هاجسا بات يشكل معوقا في تقديم الإسعافات والخدمات الطبية للمواطنين، مؤكداً أن العاملين في المستشفيات من آمنوا برسالتهم واصلوا عملهم الليل بالنهار بغض النظر عن أي عوائق قد تحيلهم دون أداء واجبهم الديني والوطنين، بالإضافة إلى أن سلطة رام الله حرمت غزة وأبناؤها من مخصصات الوزارة من أدوية ومهمات طبية تقدمت بها العديد من الدول العربية والإسلامية والصديقة.

وفي حديثه عن تجربته الشخصية التي عاشها خلال فترة الحرب قال معاليه “إنه طبيب قبل كل شيء وأن واجبه الديني والإنساني يحتّم عليه تقديم الخدمة الطبية لمحتاجيها، حيث انه عمل طبيبا مشاركا لإخوانه في مجمع الشفاء الطبي على مدار 22 يوم من دون أن يغادر المستشفى للاطمئنان على أهله مشيراً أنه لم يشارك في تشييع جثمان ابن أخيه (أنس فضل نعيم) والذي استشهد أثناء محاولته لإخلاء احد الجرحى، خاصة وانه كان يعمل فارسا من فرسان الإسعاف والطوارئ

وحول المساعدات والوفود الطبية التي وصلت لقطاع غزة، أكد معاليه أن هذه المساعدات والوفود الطبية كان لها الأثر الكبير في التخفيف من ذلك المصاب الجلل، وكانت صورة من أروع صور التلاحم الإنساني والأخوي للذين تكاتفت أياديهم في سبيل مداواة جراح الآلاف من الجرحى والذين عانوا من حقد وإرهاب إسرائيلي منظم حيث استخدم الاحتلال أسلحة لم تستخدم من قبل في كثير من الحروب، حيث أنهم تباهوا أمام عدسات الكاميرات بأنهم استخدموا أكثر من نصف عتادهم العسكري ضد الأطفال والنساء والشيوخ المثقلين بهموم الحصار مضيفاً أن الوزارة قد شكلت أثناء العدوان لجنة مهمتها استقبال المساعدات الطبية حيث تقوم بتخزين هذه المساعدات ومن ثم توزيعها على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.

هذا ووجه الوزير نعيم تحية إجلال وإكبار إلى كافة الأيادي البيضاء التي أسهمت بجهودها المضنية في تذليل التحديات الجمّة التي واجهتها الوزارة خلال فترة العدوان الغاشم سائلاّ المولى عز وجل أن يرحم شهداء معركة الفرقان وخاصة شهداء الطواقم الطبية، متمنياً أن تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار وان يرفع هذا الحصار الظالم وتعود الحياة لطبيعتها، وان تعيش بلادنا حياة حرة كريمة كباقي شعوب العالم.