في اليوم العالمي للسرطان
مرضى غزة يطالبون برفع الحصار وفتح المعابر وحماية حقوقهم العلاجية
وجه مرضى السرطان نداءا عاجلا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والصحية والقانونية الدولية بالضغط على سلطات الاحتلال لفتح المعابر ورفع الحصار عن دخول أدويتهم الطبية , جاء ذلك خلال وقفة للمرضى في اليوم العالمي للسرطان , حيث طالبوا بحماية حقوقهم العلاجية ووقف التهديد المباشر لما يتلقونه من خدمات صحية .
بدوره اعتبر د. حسن خلف مدير مستشفى الباطنة بمجمع الشفاء أنه يوما بعد يوم , تشتد بشاعة الصورة القاسية التي شوهت معالم الحياة بفعل حصار ظالم أرهق كل شئ في قطاع غزة , تجرع الأطفال والنساء والرجال مرارة ظلمته الحالكة , وخاصة مرضى السرطان الذين يزيد عددهم اليوم عن 12,600 مريض منهم 53% من الإناث و 47 % من الذكور الذين لا تكفيهم قسوة المرض لتضاف الى تلك المعاناة حملا ثقيلا لا تقدر أجسادهم النحيلة تحمل عبء ثقلها , فواقعهم الإنساني والصحي يوصف الخطر الذي بات يهدد حقوقهم العلاجية , ويتهددهم كابوس الموت مع كل يوم تتناقص فيه أرصدتهم الدوائية ومهامهم الطبية , وليس ذلك فحسب بل تغلق بوابات المعبر أمام رحلاتهم العلاجية التي ظنوا أنها ستكون بارقة أمل لاستكمال بروتوكولاتهم العلاجية في الخارج .
مشيرا الى أنه في هذا اليوم العالمي لمرضى السرطان , ربما يحتفل به العالم تحت شعارات مليئة بالأمل وبإجراءات طبية أفضل لمرضى السرطان حول العالم , لكن في قطاع غزة تقف هذه الفئة من مرضانا لتصرخ بما تبقى بها من قوة أن أوضاعهم الصحية والإنسانية لا يمكن أن يكون معها أمل بالحياة والشفاء التام , فالحصار خانق وحلقاته تشتد … يقف مرضانا اليوم وهم يرتقبون بخوف شديد النزف الكبير في أرصدتهم الدوائية ما يعني توقف برتوكول العلاجات الكيميائية وغيرها .
وأضاف يقف مرضانا اليوم وهم يتجرعون مرارة الحصار الإسرائيلي الغير قانوني للعام السابع على التوالي و الذي يتنافى مع القانون الإنساني الدولي و القانون الدولي لحقوق الإنسان و اتفاقية جنيف الرابعة و الذي يستهدف من خلال حصاره المستمر تقويض منظومة الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني في قطاع غزة , لا سيما خدماته الصحية , فيعمد إلى إجهاضها بشتى الطرق من خلال إغلاق المعابر و ابتزاز المرضى و منع إدخال الأدوية و المستهلكات الطبية و قطع غيار الأجهزة الطبية .
مؤكدا أن استمرار الحصار الإسرائيلي الغير قانوني و تحكم الاحتلال في حركة معبري بيت حانون و كرم أبو سالم , فإن ذلك يجعل من معبر رفح البري شريان الحياة لقطاع غزة سواء على صعيد حركة الأفراد و المرضى و التبرعات من الأدوية و المستهلكات الطبية و دخول الوفود الطبية، وأن إغلاقه يؤثر بشكل خطير على مجمل الخدمات الصحية على حدٍ سواء, وإن إغلاق معبر رفح البري حرم مرضى قطاع غزة من 30% من الأودية والمستهلكات الطبية التي كانت تصل مرضى القطاع من المؤسسات الاغاثية والإنسانية و كانت تدخل عبر معبر رفح البري بموافقة رسمية من الحكومة المصرية , لذا فإن إغلاقه سبب اضطراباً جديداً في الأرصدة الدوائية وصل الى نفاذ 141 صنف من الأدوية و 470 صنف المستهلكات الطبية من القائمة الأساسية .
إضافة إلى حرمان ما يزيد عن 500 حالة مرضية لا زالت رقما في قائمة طويلة تنتظر بفارغ الصبر أن يسمح لها في أي لحظة بالخروج عبر معبر رفح البري ممن يمتلكون تحويلات علاجية رسمية ، إلى جانب أكثر من ضعفي هذا العدد من المرضى الذين يتلقون العلاج على نفقتهم الخاصة ليتمكنوا من الوصول الى المشافي التخصصية المصرية بسبب عدم وجود العلاجات اللازمة له في قطاع غزة مما يزيد من معاناتهم اليومية .
وطالب د. خلف , المجتمع الدولي بالخروج عن دائرة الصمت الغير مبرر و الانتصار لمبادئه المنادية بحقوق الإنسان و الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع حصاره الغير قانوني عن قطاع غزة , كما ودعى أشقاءنا في جمهورية مصر العربية إلى فتح معبر رفح الدولي بشكل كامل أمام مصالح المواطنين والمرضى والاحتياجات الإنسانية والصحية وذلك استمرارا للدور المصري الأصيل في دعم صمود الشعب الفلسطيني و خاصة قطاع غزة.
كما ودعى الأشقاء العرب والمسلمين وأحرار العالم لدعم صمود أهلنا في قطاع غزة وتعزيز الأرصدة الدوائية و المحروقات بما يكفل استمرارية تقديم الخدمة الصحية, مطالبا المنظمات الدولية والإنسانية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية لبذل الجهود المكثفة لتأمين النقص في الرصيد الدوائي والمحروقات وتأمين احتياجات القطاع الصحي لمواجهة التهديدات والتحديات.