في حضانة الشفاء
أطباء يرسمون البسمة على وجوه أمهات المواليد
وزارة الصحة/ ملكة الشريف
السيدة “سها” انتظرت وليدها بلهفة وشوق وهي التي كانت تنتظره منذ عدة أعوام فما إن سمعت بكاء صغيرها حتى بدت تباشير الأمل تعود لها من جديد لتنسيها تعب الحمل والمخاض، إلا أن سعادتها بترت إن قام الطبيب المختص بالفحوصات الروتينيةوجد أن المولود بحاجة لاهتمام خاص وعملية جراحة للقلب.
وتقول السيدة سها ” لقد كنت أعد الدقائق حتى ألمس طفلي وأحضنه وهو معافى ، وقد مكث في حضانة الشفاء شهرا كاملا ، كنت أزوره وأطمئن عليه ، وكنت سعيدة جدا بالخدمة والرعاية التي يقدمها الطاقم الطبي للمواليد بشكل عام “.
وحال السيدة ” سها ” هو حال مئات الأمهات اللواتي يعانين من الحمل والمخاض ينتظرن مواليدهن بفارغ الصبر ، وعدد كبير من هؤلاء المواليد تحتضنهم حضانة الشفاء والتي تعتبر أكبر حضانة في فلسطين حيث تستقبل الحضانة تلك الحالات من جميع محافظات قطاع غزة ، والذي يشتمل على قسمين هما قسم العناية المكثفة للأطفال الخدج، والذي يعتبر من أكبر أقسام العنايات في فلسطين وتبلغ سعته 16حاضنة عناية بالإضافة إلى جهازين إنعاش مع جميع ملحقات أجهزة طبية العناية لكل سرير ، أما القسم الثاني وهو قسم الحضانة وسعته 14 حاضنة بالإضافة إلى جهازين إنعاش.
بدوره ، يتابع رئيس قسم حضانة الشفاء د. علام بو حامدة حالات المواليد الخدج في القسم بمعدل دخول 180-200 حالة شهريا ويقول” نقوم بتقييم الأطفال ما بعد الولادة ، وإذا كان المولود يعاني من ضيق في التنفس أو يحتاج الى مساعدة ما نقوم بعمل فحوصات وأخذ عينات وعمل مزارع ، وفي حال وجود أي عيوب خلقية قد تتطلب اجراء جراحة أطفال أو جراحة أعصاب أو جراحة قلب ،يقوم المختصين بإجرائها، وأحيانا تتطلب تلك الحالات تحويلها للخارج”.
وذكر د. أبو حامدة أن عدد الولادات يصل سنوياً إلى نحو (17,000) حالة ولادة أي ما يقارب من 1500- 1700 مولود شهريا، وأغلب حالات الدخول تكمن في صعوبة التنفس سواء كان المولود مكتمل النمو أو خادج و هناك أسباب أخرى تستدعي الجراحة نتيجة مشاكل في الجهاز الهضمي أو العصبي، مضيفاً أن هناك عيوب خلقية تستدعي المراقبة والتشخيص وتشكل نسبة من1 – 3% من إجمالي حالات الدخول.
وقال د أبو حامدة: إن نسبة الوفيات في حضانة مستشفى الشفاء تنخفض بشكل ملموس و ذل بعد وضع خطة محكمة مع الطاقم الطبي الموجود، وبدعم من إدارة المستشفى والوزارة، وبوضع بروتوكولات للحالات التي تدخل حضانة الشفاء، ومتابعتها وفق البروتوكولات وتطبيقها لتنخفض نسبة الوفيات من 25% – 7% خلال العامين الماضيين.