الصحة / نهى مسلم

يحملون أرواحهم على أكفهم ويقاتلون بقلوبهم وأيديهم مرفوعة الى السماء وألسنتهم تلهج بالدعاء ليسلم البلاد من الوباء. الكوادر التمريضية حماة الوطن كما أطلق عليهم ،والمحاربين في الميدان أبوا الا أن يكونوا في الصف الاول لخدمة المرضى المحجورين في مستشفى الصداقة التركى،نداء المهنة كان دافعا قويا ليكونوا في تلك المواقع الاكثرا خطرا و تحديا. الحكيم رمضان عيد الذى يعمل في مستشفى العيون على مدار أحد عشر عاما، ترك خلفه عائلة هو السند و الوتد لها و العمود الفقرى ليكون مع المحاربين من أبناء مهنته،ليقول:”نحن هنا لسلامة عائلاتنا و أبنائنا، لخدمة مرضى هم بأمس الحاجة لنا، و ان لم نكن هنا فمن يكون؟ يشير “عيد” الى أن قراره في بداىة الامر مترددا لكن انسانيته كانت أقوى من ذلك التردد الذى انتابه في بداية الأمر،ليخدم المرضى بكافة فئاتهم المرضية وممن أجروا عمليات جراحية في الخارج و يحتاجون لمتابعة مضاعفة و جهود كبيرة تختلف عن أى محجور في مكان أخر، ليقول أن ذلك يعطينا دفعة قوية و نحن نخدم المستضعفين منهم و نحن في قمة السعادة لكوننا بجانبهم فقط. نبرات حزينة سرعان ما أخفاها الحكيم عيد ليقول “تركت أطفالى ووالدى المريض وأخى الكفيف و شقيقتى المريضة لأكون بجانب المرضى الذيم هم أحوج منا جميعا للخدمة الصحية في مستشفى الصداقة التركى،وما زاده حزنا تركه لابنته و هى تحتفل بعيد ميلاها دون وجوده. الحكيم أحمد اللوح لم يتردد لحظة لخدمة أبناء شعبه من المرضى في مستشفى الصداقة التركى ليكون أول المرحبين بقرار دوامه قائلا:”أن على أتم الاستعداد في أى مكان و زمان لخدمة المرضى و الذى يقوم بتوفير المستلزمات و الاحتياجات الخاصة لكافة المرضى داخل المستشفى،كما و يسعى كغيره من الكوادر لتلبية كافة الاحتياجات سعيا لتوفير خدمة صحية أمنة على مدار الساعة .

د.يوسف فحجان مدير تمريض وزارة الصحة، أكد على أن الطاقم التمريضى المتواجد في مستشفى الصداقة التركى هم من نخبة المستشفيات الذين تم اختيارهم بعناية ويتميزون بحس المبادرة و الانتماء للمهنة والوطن ،و الذين لم يتراجعوا منذ اختيارهم لهذه المهمة ،فمنهم الكثير ممن لديهم ظروف خاصة قد تمنعهم من المشاركة في هذا العمل لكنهم أثروا أن يلبوا نداء الواجب و نداء الانسانية.

وثمن د.فحجان هذه الجهود مقدما الشكر الكبير لهم و لجهودهم المبذولة في خدمة أبناء شعبهم.

هؤلاء الكوادر و غيرهم هم جنود مجهولة تعمل بصمت لخدمة مرضاهم لا يتمنون الا الدعاء لهم في تلك المحنة التى يحاولون اجتيازها بمعنوياتهم العالية و ثقتهم برب العالمين أولا وبأركان وزارة الصحة و على رأسهم عطوفة وكيل وزارة الصحة د.يوسف أبو الريش الذى لم يألوا جهدا لتوفير كافة الامكانات لكل من هو داخل أسوار مراكز الحجر الصحى حفاظا على سلامتهم و سلامة مجتمعهم.