يتعرض اطفالنا حاليا إلى تجارب صعبة وقاسية في ظل ظروف خطرة يعاني منها الكبار والصغار من تهديد للأرواح وقصف وتدمير وقتل، كلها تشكل عبئاً يفوق مقدرة الطفل على التحمل وبالتالي تظهر عليه ملامح المعاناة النفسية والسلوكية كنتيجة طبيعية ومتوقعة للواقع الضاغط على الطفل. وتظهر تلك المعاناة على هيئة أعراض سلوكية وانفعالية كمحاولة من الطفل للتنفيس عن مشاعره المضغوطة، وفي حال لم ينجح الطفل في التعبير عن مشاعره بالطرق الطبيعية فإنه سيلجأ إلى طرق غير طبيعية ومرضية، ولكي لا يصل الحد بأطفالنا للتعبير عن معاناتهم بسلوك مرضي أو غير طبيعي يجب علينا أن نتدخل مع أطفالنا في المواقف الصعبة منذ اللحظة الأولى التي يتعرض فيها الطفل للحدث الصادم لا سيما الطفل الذي تظهر عليه أعراض نتيجة تعرضه لمواقف الخطر.
إرشادات للتعامل مع الأطفال في ظروف الخطر
- حفاظ الوالدين على مشاعرهم أمام الأطفال، أي عدم الاضطراب وعدم إظهار الخوف بشكل مفرط أمام الطفل لأن الوالدين هم قدوة للطفل، فكيف للطفل أن يشعر بالأمان ومصدر الأمان يفتقد للأمان.
- البحث عن أكثر الأماكن أمناً في المنزل والاحتماء بها و الابتعاد عن النوافذ والشرفات والسطح وعن الجهة التي تواجه القصف والخطر، مع فتح أو تنفيس النوافذ الزجاجية لتجنب تحطم الزجاج عند حدوث الغارات، وضرورة تواجد الوالدين مع الأبناء في تلك اللحظات.
- عدم السماح للأطفال بالخروج في أوقات القصف، وإن كان هناك ضرورة فبعد التأكد من انتهاء القصف، ومنعهم نهائيا من التجمهر في مكان القصف بدافع الفضول.
- شرح الموقف للطفل والإجابة عن أسئلة الطفل المتعلقة بالقصف بصدق والشرح له ببساطة قدر المستطاع .
- السماح للطفل بالحديث عن مخاوفه ومشاعره بصراحة دون التهكم على حديثه، والتعامل مع الموضوعات التي يخاف منها بجدية وتجنب نعت الطفل بأوصاف وألقاب غير مناسبة كأن تقول له جبان أو يا عيب عليك.
- إعداد الطفل نفسياً لتكرار الغارات كأن نقول من الممكن جداً أن تتكرر هذه الغارات في أي وقت.
- تعليم الطفل أن يردد بصوت مرتفع تعبيراً معيناً عند حدوث الغارات مثل “يا الله” أو “الله أكبر” للتخفيف عن خوفه واضطرابه.
- إعطاء الطفل الحرية على التعبير الحركي لأن في ذلك تفريغ للمعاناة النفسية وحبذا لو شارك الوالدين الأطفال أنشطتهم الحركية.
- تنظيم بعض الأنشطة التي تساهم في مشاركة الطفل وتخفيف حدة التوتر وعدم جعل كل الوقت للأخبار وتتناسى الطفل .
- بث الطمأنينة لدى الطفل من خلال التقرب إليه واحتضانه والتواصل الجيد معه وفهم مشاعره.
- تجنب المغالاة في عقد أحاديث مروعة من قبل الكبار عن القصف والمشاهد التي خلفها على مسامع الأطفال، أو مشاهدة المشاهد الصادمة على التلفاز.
- إظهار السعادة بسلوك الطفل حين يقوى على المواجهة والتكيف.
- سرد قصص على مسامع الطفل يناقش مضمونها حالات أطفال تعرضوا لصعوبات معينة وتعلموا كيف يتغلبوا عليها وعلى مخاوفهم وانفعالاتهم.
- ضرورة إنارة المكان ليلا ولو بوسيلة إضاءة بسيطة خاصة في حالة الخوف من الظلام، حتى يستطيع الطفل الحركة بدون خوف إذا تطلب الأمر الحركة ليلاً.
أخيرا زرع روح الثقة في كلام الطفل وأفعاله وعدم كبت الطفل والاستهزاء بمخاوفه أو به عند محاولة التعبير عن ذاته وغمره بمشاعر الحب والطمأنينة، ومده بالأمن والمحبة وإشعاره بأنه عنصر مقبول ومحبوب داخل أسرته، الأمر الذي سيعطيه حصانة قوية يواجه بها المواقف بعد ذلك.