كيف يستقبل محمد ذو السنوات الثلاث أمه الحكيمة بعد عودتها من النقاط الطبية؟
وزارة الصحة/
بعد يوم شاق قضته في إسعاف وعلاج الجرحى في مسيرات العودة الكبرى، وبعد غروب شمس يوم الجمعة، تدخل الحكيمة ليندا النجار منزلها لتفاجأ بطفلها محمد الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره متسائلاً بلهفة “ماما طخوكي اليهود؟”.
هكذا تصف الحكيمة في الإدارة العامة للرعاية الأولية ليندا النجار خوف أطفالها عليها بعد أن خرجت لتلبي نداء الضمير والإنسانية ونداء الواجب المهني.
منذ بدء مسيرات العودة الكبرى، وفي السابعة من صباح كل جمعة تترك الحكيمة ليندا النجار عائلتها وأطفالها الأربعة في يوم العطلة المقدس، وتخرج لتقف إلى جانب زملائها في الطواقم الطبية لتهيئة النقطة الطبية وتحضير الأجهزة والمعدات والأدوية.
الحكيمة ليندا أخت الأسير نائل النجار الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ خمسة عشر عاماً، وزوجها “حاسم غيث” الذي يعمل أيضاً حكيم عمليات في مجمع الشفاء الطبي اضطرا لترك أطفالهما الأربعة وخرجا لعلاج وإنقاذ جرحى المسيرات الذين يستهدفهم الاحتلال بكل همجية رغم سلمية مسيراتهم.
“أول جمعة أخرج بها للعمل كانت الأصعب، شعرت بأني سأخرج ولن أعود ثانية لأطفالي” هذا كان شعور الحكيمة ليندا عند تركها لأطفالها للمرة الأولى، في حين أن أطفالها من خوفهم وقلقهم عليها يوصونها كثيراً بعدم مغادرة النقطة الطبية، كما لا يملون الاتصال بها للاطمئنان عليها، وكانت تمر ساعات طويلة يتعذر عليها الإجابة على اتصالات أطفالها بسبب ضغط العمل وتدفق الإصابات إلى النقطة الطبية.
وحول الدافع من خروجها، أكدت الحكيمة ليندا أن احساسها بالواجب والمسؤولية تجاه أبناء شعبها هو ما يدفعها للخروج، مشيرة إلى أنه رغم صعوبة الموقف عليها وعلى أطفالها إلا أنها لم تترد بالخروج كل جمعة، بل كانت تصر في كل مرة على أن تكون إلى جانب زملائها لتقدم شيئاً لوطنها وتقف إلى جانب شعبها في مطالبته بحقوقه المسلوبة.
ونوّهت الحكيمة ليندا أن جميع الأطباء والممرضين من الذكور والإناث يبادرون بالخروج للنقاط الطبية ويصرّون على ذلك، مؤكدة أن العمل في النقاط الطبية يسوده الكثير من التكافل والتعاون بين الأطباء والممرضين والمسعفين الذين تلقوا تدريباً مركزاً جعلهم قادرين على التعامل بحرفية وسرعة مع المصابين، وأن عملهم في الميدان يخفف الكثير من الضغط على المستشفيات من خلال التعامل الميداني مع الحالات الخفيفة التي لا تستوجب دخول المستشفى، وكذلك القيام بالإسعافات الأولية السريعة لبعض الحالات قبل نقلها للمستشفى.