الصحة/
لا تزال الأزمة الدوائية في قطاع غزة تراوح مكانها، دون أي استجابات واضحة لما يعانيه المرضى في القطاع المحاصر منذ اكثر من 13 عاماً، من آلام ومضاعفات خطيرة، بسبب الأزمات المتلاحقة والتي ما تكاد أن تنتهي احداها حتى تتجدد أزمة أخرى.
مرضى الهيموفيليا من الأطفال هم أحد ضحايا معاناة أزمة نقص الدواء في المرافق الصحية الحكومية، في قطاع غزة، حيث تقطعت بهؤلاء الأطفال السبل في ظل غياب أدويتهم، وأضحوا غير قادرين على ممارسة حياتهم اليومية المعتادة، فلا لعب في اجازة الصيف والتي يهنأ بها أطفال العالم في ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، بسبب الخوف من التعرض لإصابات لا يتوقف نزيفها وبالتالي التهابات ومضاعفات وكل ذلك بسبب نفاد الدواء.
وفي ذات السياق، يوضح استشاري أمراض الدم بمستشفى غزة الأوروبي الدكتور هاني عياش أن الأطفال المصابين بمرض الهيموفيليا، وهو مرض وراثي يسبب خللا في الجسم ويمنعه من السيطرة على عملية تخثر الدم، أن الأطفال المصابين بالمرض هم الأكثر عرضة للإصابات والكدمات بشكل متكرر والتي ينجم عنها حدوث نزيف داخلي، ما يجعلهم بحاجة لجرعاتهم الدوائية من فاكتور 8 و فاكتور 9 للسيطرة على النزيف.
ويشير استشاري أمراض الدم إلى أن أسوأ ما يحدث لمرضى الهيموفيليا، استمرار النزيف الداخلي ومضاعفاته، وخصوصا التهاب المفاصل وصولاً إلى عدم وجود حركة بالمفصل واحداث اعاقات قد تكون دائمة.
ويلفت د. عياش إلى أن من أهم المشاكل التي ظهرت حديثاً لهؤلاء المرضى بسبب نقص الدواء، هو تلقيهم للمسكنات والأدوية الشائعة لتسكين الآلام، ما أحدث للكثير منهم نزيف داخلي مستمر في المعدة، وتمكن الطاقم الطبي من السيطرة على النزيف بعد مبيت لأيام عديدة في المستشفى للمرضى، وتلقيهم لكميات أكبر من الكميات القليلة المتبقية من جرعات فاكتور 8 و فاكتور 9 للسيطرة على النزيف.
كما يوضح د. عياش إلى أن الكثير من مرضى الهيموفيليا من الأطفال، باتوا يعانون من آلام شديدة في الأسنان والتهابات، وهم غير قادرين على علاجها لأن التدخل بخلع أي سن يعني النزيف لساعات طويلة، دون توقف بسبب نقص الدواء.
كما بات مرضى الهيموفيليا في مستشفيات قطاع غزة لا يتلقون دواء هيكشا كابرون اليومي والذي يعمل على المساعدة مع عامل التجلط في ممارسة الحياة اليومية الطبيعية للمرضى، حيث تسبب غياب الدواء في التسبب في التهابات داخل المفاصل وتآكل الأنسجة في صفوف المرضى المصابين بالقطاع.
لكن د. عياش أن الطاقم الطبي في المرافق الصحية، أوضح أن الطواقم الطبية تقوم بأقصى ما بوسعها للحفاظ على حياة مرضى هيموفيليا الدم، مشيراً إلى اجراءه بنفسه العديد من الأبحاث والدراسات الخاصة بالنظام الغذائي الأفضل للمرضى والذي يقلل من مضاعفات وخطورة المرض.
وكانت وزارة الصحة حذرت من مضاعفات وتداعيات متعددة وخطيرة على مرضى الهيموفيليا في قطاع غزة بسبب استمرار أزمة نفاد الأدوية الخاصة بهم من المرافق الصحية في قطاع غزة.
وذكرت الوزارة في تصريح لمدير عام الصيدلة د. منير البرش ، أن 124 شخصاً مصابا بالمرض في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال، باتوا لا يتلقون جرعاتهم الدوائية الكافية بسبب عدم توافر الدواء في المرافق الصحية العامة وعدم وجود مثل هذه الأدوية الباهظة الثمن في الصيدليات والمرافق الصحية الخاصة.
وينتشر مرض الهيموفيليا في قطاع غزة على نوعين، حيث النوع الأول من المرض، الهيموفيليا (A)، ويصيب 104 مواطنين، حيث يحتاج المرضى لحقن وريدية من عامل التجلط رقم (8)، إلى جانب الشكل الثاني للمرضى وهو الهيموفيليا (B) و مصاب به 21 مواطناً في قطاع غزة ويحتاجون لحقن وريدية من عامل التجلط رقم (9).
ويقطن في قطاع غزة المحاصر أكثر من 2 مليون مواطن يعتمدون بشكل كلي على الخدمات الصحية الحكومية في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بسبب سياسة الحصار المفروضة على القطاع منذ 13 سنة.