الصحة/ إبراهيم شقوره
قد يبدو الحديث عن قطع الكهرباء على غرف العناية المركزة بالمستشفيات درباً من الخيال أو سيناريو مخيفاً لأحد الأفلام السينمائية، أما أن يصبح سيناريو حقيقيا يهدد الأطفال في غرف العناية المركزة فذاك واقع لن تجده سوى في قطاع غزة.
فعلى بعد عدد غير معلوم من الساعات ينتظر الأطفال تحت العناية الصحية المشددة في مستشفى النصر للأطفال بغزة شبح الموت ولا يبعده قليلاً، سوى تبرعات الخيرين من المجتمع الغزي ببضع كميات من السولار تدفعه ولو قليلا عنهم.
فحالة القلق تسود الجميع داخل المستشفى فذاك الطبيب والفني يترقب لأن يبذل جل ما بوسعه فور نفاد الوقود وتفريغ الأجهزة لشحناتها الاضافية من البطارية، فالحالة لها سابق انذار والمولدات ليست الحل ولكنها البديل الوحيد المتاح.
وفي ذات السياق، يقول الحكيم رأفت أبو ريالة رئيس قسم العناية المشددة بالمستشفى إنه قبيل اسبوع حدث تعطل في المولد المزود للعناية المركزة بالطاقة الكهربائية، لأكثر من نصف ساعة ما أدى لنفاد البطاريات الخاصة بالأجهزة لتضاء العناية المركزة على أضواء الهواتف المحمولة حينها تجمع الأطباء في الغرفة لإجراء التنفس الصناعي بالطريقة اليدوية لعدم فقدان الأطفال المرضى.
وبين الحكيم رأفت أنه لحسن الحظ تمكنت الدائرة الهندسية بالمستشفى من حل المشكلة بعد دقائق من نفاذ شحنات البطاريات بالأجهزة، متسائلاً ماذا لو تكرر الحدث ونفد الوقود؟ كيف سنتصرف حينها؟.
الحكيم رأفت أجاب عن السؤال بنبرة كساها الحزن، سيعمل الجميع جهده لكن لن يكفي ذلك وحينها سنضطر لفقدان كافة المرضى في غرفة العناية المركزة والتي تكون نسبة الاشغال فيها عادة أكثر من 120%.
وتشمل غرفة العناية المركزة بمستشفى النصر للأطفال 8 أسرة مزودة بالأجهزة الحيوية التي تعمل بالكهرباء، وتزيد نسبة الاشغال في فصل الشتاء في ظل زيادة أمراض الالتهابات الرئوية الحادة والأمراض الفيروسية في فصل الشتاء.