الصحة/ تقرير ابراهيم شقوره
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات من الحصار وما خلفه من معدلات عالية من الفقر والبطالة حرمت بموجبها المواطنين من التمتع من أبسط حقوقهم الحياتية بسبب سياسات الحصار المفروضة على القطاع، إلا أن هذه المعاناة تبقى غيض من فيض اذا ما قورنت بمن ابتلوا بالفقر والسرطان معا.
المريضة المسنة نعيمة والتي ترقد بمستشفى الرنتيسي التخصصي والمصابة بمرض السرطان عبرت بحرقة وألم عن عدم قدرتها استكمال علاجها بعد ان قطعت نصف شوط العلاج، حيث اخبرها الأطباء انهم لن يستطيعوا تحضير المزيد من البروتكولات العلاجية الخاصة بها بعد نفاد الدواء الذي يدخل في تركيب البروتوكولات العلاجية.
تقول المريضة نعيمة: ” بالكاد وبالديون استطعت تدبير تكاليف الأدوية التي رافقت عملية استئصال الورم من القولون، وأخبرني الأطباء بعد نجاح العملية اني بحاجة لـ 12 جلسة علاج كيميائي لضمان القضاء على السرطان”.
وتتابع: ” واليوم وبعد استكمال7 جلسات علاجية بالمستشفى أخبرني الأطباء بأن الجلسات ستتوقف بسبب نفاد رصيد الأدوية التي تدخل في علاج المرض، وأخشى أن يعود السرطان لي من جديد”.
وتشير المواطنة نعيمة إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها عائلتها واعتمادها على القليل المتيسر من مساعدات للعائلات الفقيرة والذي لا يكفي أصلا للحصول على الغذاء فما بالك بشراء العلاج، وفقاً لتعبيرها.
وتناشد المواطنة نعيمة بأن يتم النظر لها بعين الرحمة ولكافة المرضى الذين يعانون من الأورام وتوفير الدواء الخاص بهم.
بدوره، يقول مسؤول صيدلية مستشفى الرنتيسي د. طلحة بعلوشة إن 29 صنفا من الأدوية الأساسية التي تدخل في البروتكولات العلاجية الخاصة بمرضى السرطان اضحى رصيدها صفر وأن مستقبل المرضى الأطفال والكبار بات يتهدده الخطر جراء عدم القدرة على استكمال علاجهم.
وعبر د. بعلوشة عن خشيته من تدهور العديد من الحالات المرضية التي تتلقى علاجها في مستشفى الرنتيسي والحالات الجديدة التي يتم اكتشافها حيث يؤدي عدم البدء المبكر بالعلاج إلى انتشار أكبر للمرض وعدم القدرة على السيطرة عليه.
وكانت وزارة الصحة في رام الله قد أوقفت منذ نهاية فبراير من العام الحالي جميع شحنات الأدوية والمستهلكات الطبية إلى قطاع غزة والذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني يعتمدون على الخدمات الصحية الحكومية ما حرمهم من حقهم الانساني في الصحة والعلاج.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.