مرضى الفشل الكلوي يناشدون بتوفير علاجاتهم بشكل عاجل
وزارة الصحة/ زينة محيسن
في قسم الكلى في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة عشرات من مرضى الفشل الكلوي يجلسون لساعات طويلة على أجهزة الغسيل الكلوي، تعلو وجوههم علامات التعب والمرض والتي أصبحت تزداد أكثر فأكثر باستمرار أزمة نقص الأدوية في قطاع غزة وافتقادهم لكثير من علاجاتهم.
باسل أبو داير أحد مرضى الفشل الكلوي، ويداوم منذ 5 سنوات على جلسات الغسيل يوماً بعد يوم في مجمع الشفاء الطبي، أكد أن عدم توفر الأدوية في وزارة الصحة أضاف معاناةً كبيرة لمرضى الفشل الكلوي إلى جانب معاناتهم من المرض وجلسات الغسيل التي ترهق المريض وتسلب منه نصف وقته.
ويؤكد المريض أبو داير أن المرضى يفتقدون من حوالي 6 أشهر لدواء الكالسيوم وأدوية الضغط وإبر تقوية الدم، ويناشد كافة الأطراف بالتدخل العاجل لإنقاذ مرضى الكلى وكافة فئات المرضى في قطاع غزة وتوفير أدويتهم بشكل سريع.
كذلك، المريض المسن محمود الذي يعاني من الفشل الكلوي من 7 سنوات، أصبح يعاني مؤخراً من فقدان الأدوية التي لا يستطيع توفيرها بنفسه نظراً لسوء أحواله المادية.
ويؤكد “محمود” أنه أصبح يضطر إلى شراء دواء الكالسيوم من الصيدليات الخاصة ولكنه لا يعلم إن كان سيستطيع الاستمرار في شرائه خاصة أنه يحتاج إلى شرائه بشكل أسبوعي إضافة إلى تكاليف المواصلات الأسبوعية للمستشفى لإجراء الغسيل، داعياً كافة الجهات إلى النظر بعين الرحمة والرأفة لكافة مرضى الكلى الذين يقضون حياتهم بين البيت والمستشفى ولا يستطيعون توفير أدويتهم في ظل الأوضاع المادية الصعبة.
رئيس التمريض في قسم الكلية الصناعية بمجمع الشفاء الطبي الحكيم أحمد أبو العطا أكد أن 450 مريض فشل كلوي يترددون على مستشفى الشفاء لغسل الكلى، ويعاني قسم الكلى من الازدحام وتعمل الطواقم الطبية فيه لساعات طويلة تمتد لمنتصف الليل لاستيعاب كافة المرضى الذين يحتاج كل منهم إلى ثلاث جلسات أسبوعياً.
وعن أهم الأدوية المفقودة، أشار أبو العطا إلى أن المرضى يفتقدون منذ أكثر من خمسة شهور لعقار الكالسيوم وأدوية الأمراض المزمنة، حيث يعاني أغلب مرضى الفشل الكلوي من الضغط والسكر، إضافة إلى شح كميات هرمون تقوية الدم (إريثروبيوتين – Erythropoietin) وانقطاعها في بعض الأحيان وذلك رغم ضرورتها للمريض ليستطيع ممارسة حياته بصحة جيدة بعد جلسات الغسيل.
وشدد أبو العطا على أن أغلب المرضى لا يستطيعون توفير الدواء بأنفسهم حيث يعيشون وضعاً اقتصادياً صعباً لدرجة أن منهم من يقلص عدد جلسات الغسيل الاسبوعي نظراً لعدم تمكنه توفير تكلفة المواصلات للمستشفى ثلاث مرات في الأسبوع، خاصة أن هناك مرضى يسكنون في مناطق بعيدة عن المستشفى.
وطالب أبو العطا كافة المؤسسات الدولية بالتدخل السريع وتوفير هذه العلاجات التي يشكل غيابها خطر على حياة هؤلاء المرضى.