في الوقت الذي وجهنّا فيه تحذيرات شديدة اللهجة من مخاطر استمرار منع إدخال قطع الغيار الخاصة بجهاز القسطرة القلبية الوحيد في قطاع غزة والموجود في مستشفى غزة الأوروبي جراء استمرار الحصار وإغلاق المعابر المستمرين منذ أكثر من ثلاث سنوات , تأبى صحة رام الله إلا وأن تزيد من أوجاع أبناء شعبنا من خلال إقحام المرضى في مسلسل المنكافات السياسية التي لطالما حذرنا منه مرارا وتكرار وطالبنا بتحييدهم عن أي صراعات وتحت أي حجج أو ذرائع واهية والتي كان آخرها الزعم من قبل صحة رام الله بأن وزارة الصحة بغزة قامت بإقصاء رئيس قسم القسطرة ومدير عام الصيانة.
وللتوضيح فقد تم افتتاح قسم القسطرة القلبية في مستشفى غزة الاوروبى بتاريخ 18-11-2006 م بالتعاون مع الحكومة البلجيكية, ومنذ افتتاح القسم وحتى هذه اللحظة التي تتبنى صيانة الجهاز شركة “انترمد” والمسئول عن صيانته هو المهندس عصام حماد مندوب شركة انترمد في قطاع غزة ,علما بان مقر الشركة الرئيسي في رام الله وأن مدير الشركة هو السيد بشار البرغوثى.
وإننا في وزارة الصحة الفلسطينية نؤكد أنه ومنذ افتتاح القسم وحتى الآن لم يتم إقصاء أياً من العاملين فيه من أطباء أو ممرضين. ورئيس قسم القسطرة هو الدكتور محمد حبيب صاحب أعلى شهادة على مستوى العاملين بقسم القسطرة القلبية فهو يحمل شهادة الدكتوارة في هذا المجال, وله 36 بحث علمي في مجال أمراض القلب والقسطرة منشورة في مجلات علمية عالمية, وتم تعيينه في عهد وزير الصحة الأسبق الدكتور ذهني الوحيدي بعد حصوله على المرتبة الأولى في امتحان التوظيف , كما أن الدكتور محمد حبيب يعد صاحب اكبر عدد من عمليات القسطرة ضمن الأطباء العاملين في القسم فقد أجرى في قطاع غزة لوحده فقط أكثر من 950 حالة من بينها 120 حالة قسطرة علاجية و10 حالات تم تركيب منظم لضربات القلب لهم. وهذه العمليات تجرى للمرة الأولى على مستوى قطاع غزة حتى أن بعضها يجرى للمرة الأولى على مستوى الوطن ولم يجرى إلى الآن في الضفة الغربية العمليات الخاصة بـ( توسيع الشريان السباتى المغذى للدماغ)
وإننا في وزارة الصحة نوضح لأبناء شعبنا بان الأطباء الآخرين العاملين في قسم القسطرة بمستشفى غزة الأوروبي من حملة شهادة الماجستير فقط ولا يزالون يتدربون على عمل القسطرة العلاجية.
أما بالنسبة للرسوم فيتم تحصيل نفس نظام الرسوم المتبع في مستشفى رام الله الحكومي ما بين 200-400 شيكل لحالة القسطرة , وجميع العاملين في وزارة الصحة معافون من دفع الرسوم , بالإضافة إلى مئات الحالات يتم إعفائها من الرسوم نظراً للحالة المادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع جراء الحصار.
والجدير ذكره أن قسم القسطرة القلبية بالمستشفى أجرى حتى الآن ما يقارب 3000 حالة قسطرة تشخيصية وعلاجية منذ وجوده وحتى الآن.
من جهته أوضح الدكتور محمد حبيب رئيس قسم القسطرة القلبية قي مستشفى غزة الأوروبي أن د.فتحي أبو مغلي كان يعمل كطبيب عام في الصحة العالمية لأنه لم تخلق له فرصة عمل في وزارة الصحة , لذلك يقوم بتحويل معظم مرضى قطاع غزة إلى مستشفى نابلس لاستخدامهم كحقل تجارب مشيرا أن الجميع يعلم حجم المضاعفات الطبية التي يعانى منها مرضى غزة بعد إجراء العمليات لهم وعودتهم إلى القطاع دون استقرار حالتهم الصحية, منوها أن أبو مغلي مشغول فقط بالعنصرية التي يترجمها عبر إقصاء المدراء العامون والمستشاريين من قطاع غزة واستبدالهم بآخرين من الضفة الغربية.
وإننا في وزارة الصحة الفلسطينية إذ نجدد مطالبتنا بضرورة تحييد مرضانا عن المناكفات السياسية حرصا على حياتهم خاصة في ظل ما يعانوه جراء الحصار الذي حصد أرواح العديد من المواطنين الأبرياء جراء منع إدخال الأدوية والعلاجات الطبية إلى قطاع غزة.
ويكفي من وزارة الصحة في رام الله كل تلك الافتراءات التي باتت أكاذيب هدفها كسر جمود الوحدة الوطنية وزيادة التفرقة , فيكفينا ما يفرضه الاحتلال من إغلاق وحصار على القطاع.