على مدار سنوات كان أبو محمد يعاني من ورم متقرح في العين اليمنى، في كل مرة يقوم بعملية إزالته يعود بحجم اكبر من جديد فتتجدد المعاناة. حتى أجريت له أخيرًا عملية جراحية باستخدام تقنية جديدة في مستشفى العيون بغزة وتكللت بالنجاح.

أبو محمد من سكان غزه لم يصدق نفسه من الفرحة بأن معاناته سوف تنتهي إلى الأبد، فيقول ووجهه مبتسما” نفسيتي كانت سيئة جدا. اعتزلت الناس وكنت أخجل الخروج من البيت، وأصبحت عصبي المزاج لا أتحمل احد” وكأن الحياة وقفت عند هذا الألم”.

ويضيف” اما اليوم، الحمد لله انتعشت أمالي بالحياة، بعد أن فقدت الأمل في أن أعود لسابق حالتي الطبيعية قبل ظهور الورم، أتمنى أن أتعافى بسرعة لأعوض ما عانيته”.

وكان أبو محمد قد توجه إلى مستشفى العيون في غزة يشكو من نمو جديد وسريع للورم الذي يبلغ طوله (من27مل 28- مل)، ولم تفلح 3 عمليات سابقة أجريت له من استئصاله،  ولكنه كان يعود للنمو بعد أسابيع قليلة من العملية.

أبو محمد أجرى فحص باثولوجي في المستشفى، تبين على إثره وجود (ورم سرطان) على الجلد في منطقة الجفون، وجانب الأنف في نفس المكان، ما استدعى من المستشفى إلى إدخاله بشكل عاجل إلى غرفة العمليات لإجراء عملية استئصال جديدة.

وأجرى العملية د. أيمن صيدم استشاري في جراحة التجميل بالمستشفى وبمساعدة الطاقم الطبي المكون من: حكيم عمليات منذر معروف، أخصائي التخدير د. يوسف الدعاليس ، وفني العمليات عبد الهادي جودة.

ويقول صيدم أن  العملية الجراحية استمرت 3 ساعات متواصلة لفصل واستئصال الورم وتغطية الجرح برقعتين: الأولى مأخوذة من الجفن العلوي لنفس العين والثانية من البطن، وتكللت العملية بنجاح تام. ويضيف” الرقعة التي أخذت من بطن المريض، طريقة تجرى للمرة الأولى في غزة حيث أخذ قطعة كاملة من 3 طبقات (الجلد والديرما والدهون)، وتمّ زرعها وتثبيتها في مكان العملية بنجاح تام وهو ما يعتبره انطلاقة جديدة في جراحة تجميل العيون في غزة.

ونوه د. صيدم أن توفر تقنية جديدة لمثل هذه العمليات ساعد في نجاح العملية، ويقول” الجزء الأكبر من العملية تم إجراؤه بتقنية جديدة كانت غير متوفرة في غزة سابقًا، وبفضل التواصل مع الوفود الطبية القادمة لغزة وخاصة د.سامر خرما استشاري جراحة التجميل في الأردن أصبح من الممكن تطبيقها في قطاع غزة.

من جهته أثنى د. عبد السلام صباح ( مدير المستشفى ) على الإنجاز الجديد للدكتور أيمن صيدم ولوحدة التجميل بالمستشفى، مشيرا إلى أن تقدم كبير طرأ على عمل هذه الوحدة، وقال” ان الطواقم الطبية بالمستشفى تسعى جاهدة لتحسين الخدمة المقدمة للمرضى وخاصة مع وجود صعوبة كبيرة في الفترة الأخيرة لسفر المرضى للعلاج في الخارج.

اليوم بإمكان أبو محمد أن يضم أطفاله دون أن يخافون من شكله، أو يسألون عن حجم عينه لماذا يكبر .. ولم يعد صغيرا كعيونهم، يبتسم أبو محمد وراحة كبيرة تسير في خلايا وجهه،  مشيدا بطاقم العملية وبجهود المستشفى في إعادة الأمل والحياة إلى روحه التي سرقها المرض طيلة هذه السنوات، وقال:” لن أخجل، وسأنظر في وجهي في المرآة وفي عيون أطفالي، شكرًا لكم ولطاقم المستشفى وعلى رأسهم د. أيمن صيدم.