بسم الله الرحمن الرحيم

مع الله في رحاب ليلة القدر!!!

حين يعلو موج الغربة .. وتشتد جرأة الألم .. ويفيض الكأس بالهَم .. وحين تنظر إلى الأمل الذي يتلألأ في الأفق وتخشى أن يكون سراباً فتذبل ورود الحياة.. وحين تتضاءل القدرة على مخالطة الناس والصبر على أذاهم .. وكذلك القبض على الجمر في آخر الزمان .. وحين يهدّ الروحَ الفراقُ ويجنّ القلب من الاشتياق..لا يعود هناك إلا شدّ الرحال إلى حيث تُسكَب العبرات .. إنها ليلية القدر وما أدراك ما ليلة القدر.. هي محطّة وقود يتزوّد منها المسلم حين يشير عدّاد الهمّة والإيمان إلى الانخفاض .. وهي مهمة لإعادة بثّ الروح في القلب والحيوية في الحياة .. وحمداً لله تبارك اسمه أن جعل للمسلم مواسماً ومحطات يتقوّى بها على الطاعة .. ويلتمس فيها الإياب والارتقاء! هناك تتلذّذ بمعنى الخضوع لله جلَّ في عُلاه والتضرّع إليه والانكسار على بابه والتمرّغ بأعتابه .. هناك تغرف من معين الطاعة  حيث يزيدك الرحمن جل وعلا من فضله .. هناك يحلو للدموع أن تخضّب الخدود فتتوضأ المعاصي من ماء الرحمة دموع كفيلة بالبوح عن كل ما يختلج الضلوع من حب وخوف ورجاء .. وحرقة على معاصٍ مضت وأوقات ضيّعت وحقوق ربانيةٍ انتهكت .. هناك يزيد اليقين ويفيض الحنين ويسجد الجبين .. إنها ليلة الفدر وما أدراك ما ليلة القدر.

أولاً – في فضلها والترغيب في قيامها : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يقم ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنّ هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم" وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا دخل العشر, أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر.

ثانياً – في وقتها : وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" يجاور: يعتكف وقال عمر رضي الله عنه: من يعلم متى ليلة القدر؟ فقال ابن عباس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي في العشر, في سبع يمضين, أو سبع يبقين. سبع يمضين: أي ليلة السابع والعشرين , سبع يبقين : وتكون في ليلة الثالث والعشرين.

ثالثاً – في ماهيتها وعلاماتها : فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: "ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة و لا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء" وقال أيضًا في ليلة القدر: إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى .

رابعاً – في الدعاء في ليلة القدر : عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا نبي الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : تقولين : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .                 

 دائرة العلاقات العامة والإعلام                                                                                              وزارة الصحة