في ظل تفاقم أزمة الأدوية في مستشفيات القطاع والتي أصبح رصيد 180 صنف من الأدوية و 200 صنف من المستلزمات الطبية رصيدها صفر فقد أكد د. محمد الهبيل مدير الصيدلية في مستشفى الرنتيسى التخصصى للأطفال على نفاذ جميع أنواع الحليب العلاجى للأطفال و التي أصبح رصيدها صفر وتشمل nutrmigen- pregestimel- galacomine19 ،والذى تعتبر العلاج الوحيد للأطفال الذين يعانون من حساسية للبروتين الموجود في الحليب العادي .
و أوضح د. محمد أن هناك أكثر من 20 حالة مرضية من الأطفال الذين يتلقون هذا الحليب من المستشفى بواقع 96 علبة شهريا من حليب nutrmigen و 50 علبة شهريا أيضا من حليب pregestimel، مشيرا إلى عدم وجود أى علبة من هذه الأنواع و الأزمة تزداد في التفاقم.
و لفت إلى أن سعر العلبة الواحدة في الصيدليات يتجاوز 300 شيكل ،حيث أن الطفل الواحد يحتاج معدل علبتين شهريا، و هذا يشكل عبء مادي على الاهالى خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني.
و أعرب عن تخوفه الشديد من تدهور حالات هذه الأطفال و دخولهم في حالة إعياء شديد نتيجة الإسهال و نقصان الوزن و من ثم إلى الوفاة ، لافتا إلى أن هؤلاء الأطفال يعيشون الآن على المحلول فقط و الذي ينذر بكارثة صحية وشيكة على حياتهم.
و من مستشفى الرنتيسى للأطفال، فقد حذر د. الهبيل من موت محقق للأطفال المرضى جراء عدم وجود الحليب العلاجي لهم ،مناشدا أصحاب الضمائر الحية و الإنسانية و المؤسسات الدولية و الصحية و الصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية بالإسراع لحل هذه الأزمة وتوفير هذه الأنواع من الحليب العلاجي لإنقاذ حياة هؤلاء الأبرياء.
من جانبه أكد د. محمد الدردساوى نائب رئيس قسم الجهاز الهضمي في المستشفى بأنّ هؤلاء الأطفال لديهم حساسية للبروتين الموجود في الحليب العادي ،و لابد من إعطائهم هذا الحليب العلاجي، خاصة أنّ الأطفال في سن ما قبل الرابعة أشهر لا يتغذون إلا على الحليب فقط، معتبراً أنّ كل من له علاقة في منع توفير ودخول هذا الحليب هو قاتل، خاصة أنهم أطفال أبرياء لا ذنب لهم.
وقد تجولت عدسة وحدة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة في قسم الأطفال المرضى و هم يتلقون فقط المحلول و التقينا بأهالي هؤلاء الأطفال حيث وجهوا صرخات الاستغاثة إلى كل ضمير حي وإنساني لينقذ أطفالهم من الموت والإسراع في توفير هذا الحليب.
ومن هذا المنبر إذ نضم صوتنا إلى صوت كافة أهالي المرضى للوقوف بجانب هؤلاء المرضى الأبرياء و إنقاذ حياتهم من خطر الموت المحدق بهم وتوفير أبسط مقومات الحياة في حقهم من الغذاء و الدواء.