إن كره المرض أمر فطري؛ لكن الإسلام بنظرته إلى المرض والمرضى حوله إلى عامل إيجابي, فإذا تلقاه المسلم من غير حزن ولا شكوى ولا ضجر. كان ابتلاء يكفر الله به الذنوب، ويرفع به الدرجات؛ وجعل للمريض حق على بقية إخوانه المسلمين؛ فجعل عيادة المريض من حقوق المسلم على المسلم. والدعاء له بالشفاء، وحثه على التحمل والصبر؛ ليكون قادراً على التماسك، وهذه حالات نفسية تعين على مقاومة المرض.
ولقد عامل الإسلام المرضى معاملة خاصة؛ فأسقط عنهم بعض الفروض؛ كالجهاد، وخفف عنهم بعضها؛ كالصيام إذا كان صوم المريض يجعل صحته في تدهور وشفاؤه في تأخر, كما أعطى المريض رخصة تعفيه من التزامات شرعية حسب ما تقتضيه الضرورة؛ فأباح استعمال الذهب في العلاج التعويضي، ورخص لمن به حكة في لباس الحرير.
مما تقدم يظهر لنا جلياً: أن الإسلام نظر لصحة الأجسام؛ كحاجة أساسية في حياة الناس، ولذلك قرنها بالعبادات؛ ولذلك فالمسلم مدعو للعناية بالصحة الفردية والعامة للمجتمع؛ لكي يبقى المجتمع المسلم قوياً وفتياً، ولن يتم له ذلك إلا في ظلال تعاليم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في النواحي الطبية.