الصحة :نهى مسلم/

أكد د.مفيد المخللاتى وزير الصحة على دور القابلات في القطاع الصحي لما لهم من أهمية كبيرة في تطوير الخدمة و تحقيق انجازات كبيرة فى تخفيض وفيات الأمومة.

في هذا السياق هنأ معاليه القابلات باليوم العالمي للقبالة ، كما هنأهم بانضمام القابلات للاتحاد العالمي للقبالة وأيضا بحصول كلية فلسطين على الاعتماد لدبلوم القبالة  والمعتمد من وزارة التعليم العالي، خاصة وأن القطاع الصحي في غزة يتجه نحو الدبلومات المتخصصة.

جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمته وزارة الصحة   باليوم العالمي للقبالة بعنوان (قابلات فلسطين.. انطلاقة عالمية)  بإشراف وتنفيذ كلية التمريض و بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان وذلك في مطعم السلام أبو حصيرة على شاطئ بحر غزة.

وحضر الاحتفال د. مفيد المخللاتي وزير الصحة ود. حسن جودة مدير وحدة  التمريض بوزارة الصحة و أ. جهاد الحطاب نائب عميد  كلية فلسطين للتمريض وأ. أسامة أبو عيطة مدير مكتب وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان فى قطاع غزة و المدراء والمدراء العامون ورؤساء الأقسام وممثلو الاونروا ومنظمة الصحة العالمية وممثلي اليونيسيف ولفيف من القابلات والمعنيين فى ذات المجال.

وأشار معاليه إلى إيمان وزارته إيمانا عميقا بخدمات الصحة الإنجابية والولادة التى كانت من أولى أولوياتها منذ توليه للوزارة، مؤكدا على أنها تسير بخطى ثابتة وقوية فى هذا المجال، حيث لم يسجل مجمع الشفاء الطبي منذ العام 2013 أي حالة وفيات أمومة حتى اللحظة، وذلك بجهود الطواقم الطبية والتمريض والقابلات.

وفي كلمته، أكد الوزير المخللاتي على دعم وزيادة عدد القابلات في أقسام الولادة خاصة أننا وفي مجتمع مسلم وملتزم وينبغي من ناحية شرعية أن تتواجد القابلات في عمليات الولادة.

ونوه إلى أن نصيب الأسد من الوظائف في العام الماضي كانت للقابلات حتى هذا العام رغم شح الوظائف.

وشكر وزير الصحة في ختام كلمته كل من ساهم فى تطوير خدمات القبالة ودعم جهودها خاصة مؤسسة النورواك النرويجية و منظمة الصحة العالمية و الاونروا و صندوق الأمم المتحدة للسكان التي لازالت تدعم خدمات الصحة الإنجابية.

توفير أخصائي صحي

من جانبه قال أ.الحطاب نائب عميد كلية التمريض بأن القبالة هي أول من يستقبل أولى صرخات الحياة للمولود لما لها من أهمية كبيرة فى المجتمع بالإضافة إلى مهمتها في تهدئة نفسية السيدة و طمأنتها بسهولة الولادة وسلامة جنينها.

وأشار إلى إن القابلة رسالتها سامية وإنسانية وبرغم ذلك  تواجه مخاطر الأمراض المعدية ومشاكل نفسية.

وأكد الحطاب على ضرورة توفير أخصائي صحي في أقسام لولادة و ضرورة تدريب القابلات بحيث تتم عملية الولادة كاملة على يد القابلة، كما أكد على ضرورة وجود أقسام قابلة قانونية فى الجامعات المحلية والتي تميزت كلية فلسطين للتمريض باحتوائها لهذا القسم يعمل على تعليم أسس تحسين الرعاية الصحية والإنجابية على نهج علمي اكلينيكى.

وتطرق نائب عميد كلية التمريض الى انجازات الكلية المتمثلة في تعزيز البرامج التعليمية كما ونوعا وتطويرها وإدخال برامج جديدة تلبى الاحتياج المهني في المؤسسات الصحية .

وشدد على ضرورة الاعتماد على طواقم الكلية ذات الكفاءة العالية، إضافة إلى الدعم المتواصل من وزارة الصحة و المانحين لتنفيذ برامج تعليمية متميزة .

وشكر أ. الحطاب كل من ساهم فى دعم خدمات التمريض خاصة مؤسسة النورواك النرويجية وصندوق الأمم المتحدة للسكان وكل من ساهم في تحقيق التطوير والانجاز في هذا المجال.

وأعرب أ.الحطاب عن أمله فى تدريب كوادر طبية متخصصة تساهم في تحسين المؤشرات الصحية في هذا المجال.

زيادة الاهتمام بالقابلات

د.حسن جودة قال بأن اتخاذ العالم للخامس من مايو من كل عام يوما عالميا للقابلات لهو تأكيد واضح لدور و أهمية القابلات في خدمة المجتمعات والتي تقدم الرعاية للام قبل وأثناء وبعد الحمل والولادة،و مساهمتها في تقليل نسبة وفيات الأم والطفل .

وطالب د.جودة بإبداء المزيد من الاهتمام بهذه الشريحة والعمل على الرقى بالمستوى العلمي والمهني، كما طالب القابلات ببذل المزيد من الجهد لخدمة الأمهات الفلسطينيات.

انخفاض معدلات وفيات الأمهات إلى النصف عالمياً

وفي كلمة ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان ،أشار أ.أبو عيطة إلى انخفاض معدلات وفيات الأمهات على الصعيد العالمي بما يناهز النصف،و خلال الفترة ذاتها زادت معدلات توافر القابلات الماهرات بنسبة 15%.

ونوه الى بذل المزيد من الجهود المتضافرة لزيادة حجم التدخلات الفعالة من حيث التكلفة الرامية إلى تثقيف القابلات و تزويدهن بالمهارات اللازمة فى هذا المجال.

مضاعفة عدد القابلات

وأضاف:”فى هذا اليوم نحتاج إلى المزيد من القابلات أكثر من أي وقت مضى ،لما لها من أهمية كبيرة في تحقيق ما هو أكثر من مجرد المساعدة فى عملية الوضع فهن أيضا يقمن بتوفير معلومات و خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة بما في ذلك الرعاية قبل الولادة  وبعدها، إلى جانب خدمات تنظيم الأسرة.

وفي هذا اليوم الدولي للقابلة أشاد صندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الدولي للقابلات بجميع القابلات الملتزمات اللاتي تفوق خدماتهن حدود الواجب الواقع على كاهلهن و اللاتي تعملن في معظم الأحيان في ظل ظروف بالغة الصعوبة و بموارد محدودة من أجل توفير الرعاية للأمهات و المواليد لكل النساء و الفتيات حول العالم .

وأكد دعمه للقابلات على الصعيد العالمي في إطار بلوغ الهدف المتمثل فى ضمان أن يكون كل حمل مأمون ،و فى أن يصبح تعميم خدمات الصحة الإنجابية للجميع حقيقة واقعة للجميع.

كلمة القابلات

وفي كلمة عن القابلات هنأت السيدة ليلى المشارفة هذه النخبة المتميزة ممن كان لهم السبق فى العمل على انجاح مهنة القبالة و تقديم نموذج حى للمؤسسة الصحية النموذجية التي تتعدد فيها الأنشطة و البرامج و تقدم فيها الخبرات لتغطى شتى مناحي الحياة.

وأشارت إلى أن تحقيق مبدأ الولادة الآمنة يتطلب وجود كوادر صحية مدربة و مؤهلة علميا وفنيا للقيام بالرعية الصحية للأمهات في جميع مراحل الحمل والولادة، مضيفة:”من هنا خطت مهنة القبالة خطوات راسخة نحو تحقيق هذا المبدأ و ساهمت في وضع وتحسين معايير خدمات الصحة الإنجابية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتمثلة فى خفض وفيات الأمهات والمواليد و من خلال تحقيق إستراتيجية الأمومة الآمنة.

نشر الوعي الصحي

وقالت المشارفة خلال كلمتها:”أنه بالرغم من التحديات الصعبة التي تواجهها القبالة في مجتمعنا الفلسطيني إلا أنهن لعبن دورا محوريا فى نشر الوعي الصحي في المجتمع عبر تقديم وتسهيل الحصول على المشورة فى مختلف الجوانب السلوكية والعلاجية وفي رسم شخصية القابلة الاجتماعية و المنهية و العلمية فى المجتمع

كذلك إبراز دور القابلة الفاعل في توفير الرعاية الصحية للام و الطفل والأسرة والمجتمع من خلال تحسين نوعية الرعاية الصحية في مختلف البيئات الصحية و الاعتماد على النهج العلمي و النظري المبنى على أسس علمية لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية.

تغيير واقع المهنة

ونوهت إلى أن القابلة كان ينظر إليها في السابق على انها مهنة تقتصر فقط على مساعدة المرأة الحامل أثناء عملية الولادة  لكن الآن المفهوم تغير ليشمل كل الأعمال التى يقوم بها الأشخاص المؤهلون علميا و تقنيا ، كما شمل دورها الطفل والعائلة والمجتمع ككل و ليس فقط الأم.

وأكدت المشارفة فى هذه المناسبة على أهمية مهنة القبالة والتي تحظى على إقبال ملحوظ على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن فلسطين بحاجة للقابلات أكثر من ذي قبل.

رسالة إلى صانعي القرار

وأهابت المشارفة بصانعي القرار الى وضع السياسات و الإجراءات و خطط العمل اللازمة لتعزيز الخدمات الصحية المقدمة للأم و الطفل و رفع مستوى أقسام الولادة بما فيها تعزيز كفاءات ومهارات القابلات وتوفير الإمكانات اللازمة من التدريب و التعليم المستمر، بالإضافة إلى المساعدة في تحسين بيئة العمل ورسم خطة واضحة لزيادة عدد القابلات لتحقيق الاحتياجات المتغيرة للمجتمع الفلسطيني لضمان تقليل معدلات الوفيات بين الأمهات ولضمان حياة مجتمعية صحية على النحو المطلوب.

وأكدت على ضرورة أن تمثل مهنة القبالة في الإدارة العليا للمؤسسة الصحية.

وطالبت المشارفة بالنيابة عن شريحة القابلات الجامعات و الكليات الفلسطينية بتقوية البرامج الأكاديمية المتوفرة حاليا فى القبالة بحيث تشمل الجانب النظري والعملي والبعد الأخلاقي المبنى على أحدث البراهين،و إيجاد برامج تعليمية مختلفة في القبالة والعمل على تقديم منح  للقابلات في مجال الدراسات العليا.

دعوة إلى القابلات

ودعت المشارفة القابلات إلى أن تكون على قدر كبير من المسئولية وأن تعمل بحرفية حتى يمكنها ممارسة عملها فى أى مكان وزمان كما ويجب ان تحافظ على سرية واحترام خصوصية الأمهات أثناء تقديم الرعاية الصحية .

الجدير ذكره أنه في العام 1976 تأسست مدرسة للحكيمات ثم تطورت حتى أصبحت كلية فلسطين للتمريض الرائدة ببرامج التمريض للقبال .

وفي العام 2000 تخرج أول فوج من الكلية في برنامج بكالوريوس القبالة وتأسيس أول دبلوم مهني للقبالة فيها.

وحدة العلاقات العامة و الإعلام