بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية

وزارة الصحة تحمل الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة

 عن استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية

لا يزال العدو الإسرائيلي يمارس سياسة الاغتيال الممنهج بحق أسرانا البواسل من خلال العديد من أشكال الاعتداءات الإجرامية وعلى رأسها الإهمال الطبي،الذي أودى بحياة الأسير ميسرة أبو حمدية البالغ من العمر(64) عاما من مدينة الخليل المحتلة صباح اليوم بعد صراع مرير مع مرض السرطان، حيث تدهورت حالته الصحية نتيجة تعرضه لسياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها مصلحة السجون الإسرائيلية مع أسرانا البواسل ، و التي أدت حتى اللحظة الى استشهاد ( 204 ) أسيراً من الحركة الأسيرة في السجون و المعتقلات الإسرائيلية , الأمر الذي يجعلنا في وزارة الصحة في قلق شديد على مصير ( 25 ) أسيراً يتعرضون للموت البطيء ممن يعانون من مرض السرطان في أنحاء مختلفة من الجسم , إضافة الى ( 180 ) أسيراً يعانون من الأمراض المزمنة و الشلل النصفي أو الشلل الكامل.

وإننا في وزارة الصحة نؤكد أن ما تقوم به مصلحة السجون الإسرائيلية من عمليات قتل متعمد للأسرى من خلال استمرار سياسة الإهمال الطبي القاتل يتنافى مع القانون الدولي الإنساني و اتفاقية جنيف الرابعة، و يكشف عن سلوك لا أخلاقي تنتهجه سلطات الاحتلال بشكل يومي كان ضحيته الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية و الذي كان يعاني من مرض السرطان في الحنجرة و تم نقله من سجن ‘إيشل’ الإسرائيلي إلى العناية المركزة في مستشفى سوروكا بعد فوات الأوان , حيث طرأ تدهور حاد و متسارع على حالته الصحية و دخل في مرحلة حرجة ، ما هدد حياته بشكل مباشر ، حيث عانى من انتفاخ في الغدد الليمفاوية، وهبوط حاد في الوزن، وعدم القدرة على النطق وأوجاع شديدة في كافة أنحاء الجسد، منعته من النوم ليلا ونهارا دون ان تلبي مصلحة السجون الإسرائيلية حاجته الملحة للرعاية الصحية المكثفة , بل زادت على إجرامها إجراماً جديداً عندما أبقت الشهيد الأسير ميسرة أبو حمدية مكبل اليدين والقدمين و هو يرقد على سرير الموت و تحت التنفس الاصطناعي في مستشفى سوروكا و بقى كذلك دون السماح لأهله بزيارته حتى لقي ربه شهيداً يشتكي إليه ظلم الاحتلال الإسرائيلي الذي يضرب بعرض الحائط كل المواثيق و الأعراف الدولية و مبادئ حقوق الإنسان .

مما يدلل على أن الاحتلال الإسرائيلي ماضِ في استهداف الأسرى الفلسطينيين في سجونه بشكل ممنهج جراء استمرار سياسة الإهمال الطبي الذي يرى فيها اشباعاً لرغبته في الانتقام من كل فلسطيني و تستوجب من أحرار العالم الانتفاض لاغتيال الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية الذي كان الاحتلال بأطبائه و سجانيه يسوقوه للقتل بدم بارد .

لذا فإننا في وزارة الصحة نحمل الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن إعدام الأسير ميسرة أبو حمدية ، في عدم تعاطيه بمسئولية مع كل المناشدات والتحذيرات من قبل جميع المؤسسات الحقوقية و الإنسانية المحلية و الإقليمية و الدولية التي كانت تطالبه بإطلاق سراحه ليتلقى العلاج خارج المعتقلات الإسرائيلية.

كما ندعو الأمم المتحدة و المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الحقوقية و القانونية إلى التحرك الجاد لفضح ما ترتكبه قوات الاحتلال من انتهاكات يومية لقواعد القانون الدولي الإنساني و مبادئ حقوق الإنسان بحق المعتقلين الفلسطينيين، و العمل على إلزام سلطات الاحتلال بالقيام بواجباتها القانونية في احترام حقوق المعتقلين و في الحماية من التعذيب وسوء المعاملة، وتوفير الرعاية الصحية الشاملة لكافة المعتقلين والإفراج العاجل عن الأسرى المرضى و عن الأطفال و النساء و الموقوفين دون محاكمات تمهيداً لتحرير المعتقلين الفلسطينيين كافة من سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل.

                                                                          وزارة الصحة الفلسطينية

                                                                    قطاع غزة – فلسطين

                                                                    الثاني من نيسان لعام 2013 م

     الموافق 21 جمادى الأول 1434ه