اطلع وزير الصحة د. باسم نعيم ، وفد بعثة تقصي الحقائق الدولي الذي وصل إلى قطاع غزة أول أمس برئاسة القاضي ريتشارد غولد ستون عن حجم المعاناة التي واجهتها مؤسسات وزارة الصحة خلال الحرب على غزة والتي كان أبرزها استشهاد 16 من كوادرها الصحية وتعرض أكثر من 5 مستشفيات و33 مركز صحي للعدوان إلى جانب قصف سيارات الإسعاف واستخدام قوات الاحتلال للأسلحة المحرمة دوليا بحق المدنيين الأبرياء وخاصة الفسفور الأبيض.
جاء ذلك خلال زيارة وفد البعثة التي ضمت البريطانية كريستين شنكين المتخصصة في القانون الدولي، والباكستانية هينا جيلاني القاضية في المحكمة العليا الباكستانية والخبيرة السابقة في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والكولونيل الايرلندي المتقاعد ديسموند تريفرز إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
حيث ألقى الوزير كلمة مطولة تحدث فيها عن الأدلة والبراهين التي تثبت تورط جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين خلال الحرب الأخيرة على القطاع , من خلال استهدافه للمدنيين من النساء والأطفال وقصف المدارس والمستشفيات والمؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الانروا" وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها , موضحا أن ما قامت به آلة الحرب الإسرائيلية يرتقي إلى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي.
كما استعرض الوزير آثار الحصار المدمرة على القطاع الصحي قائلا" أن الحصار حصد أرواح المئات من المرضى نتيجة رفض قوات الاحتلال السماح بإدخال الأدوية والمهمات الطبية عبر المعابر إلى مستشفيات القطاع إلى جانب منعه للمرضى من السفر لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج , منوها إلى أن العديد من الأجهزة والمعدات الطبية وخاصة جهاز القسطرة القلبية الوحيد في القطاع قد تعطلت ولا يوجد قطع غيار خاصة بها نتيجة إغلاق المعابر واستمرار فرض الحصار منذ ثلاث سنوات".
وأضاف" هناك المئات من الحالات المرضية الخطيرة المسجلة لدى كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية وهي بحاجة ماسة للعلاج في الخارج ولا تنتظر التأجيل , داعيا إلى ضرورة فتح المعابر بشكل فوري من اجل إنهاء معاناة المرضى ومعاناة مليون ونصف المليون يعيشون في قطاع غزة تحت ظروف صعبة ومأساوية نتيجة الحصار التي أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة والفقر في غزة.
كما تحدث د. محمد الكاشف عن المشاكل التي واجهتها مدير عام مجمع الشفاء الطبي عن المشاكل التي تواجهها إدارة المستشفى نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يؤدي إلى عطل العديد من الأجهزة الطبية في الأقسام الهامة مثل غرف العناية المكثفة وحضانات الأطفال وغيرها.
كما قدم د. نصر التتر المدير الطبي لمستشفى شرحا مفصلا عن حجم المشاكل التي تواجهها المستشفى جراء الحصار .
وفي نهاية الزيارة قام وفد البعثة بتفقد أقسام الكلية والأورام ومركز الأمير نايف للأشعة العلاجية والتشخيصية
كما رحبت البعثة الدولية بحجم التعاون الكبير التي تبديه وزارة الصحة الفلسطينية وأكدت أنها تقوم بجمع الأدلة التي تثبث تورط الاحتلال في ارتكابهم جرائم الحرب الدولية.