الصحة/ ابراهيم شقوره
لا تكاد أم الطفلة فاطمة قاسم تصدق أن معاناة طفلتها على وشك الانتهاء بعد أن أجرى وفد جراحة القلب الأمريكي الواصل إلى مستشفى غزة الأوروبي جنوب قطاع غزة، عمليةً جراحية معقدة لها، تم خلالها ازالة لحمية على الشريان الأورطي، الشريان الأكبر في جسم الانسان والمغذي لجميع أنحاء الجسم.
تقول أم الطفلة فاطمة: ” بعد أن ولدت طفلتي بعام ونصف اكتشفت المرض لديها، وأخبرني الأطباء حينها أنها يجب أن تجرى لها العملية بعد أن تكبر قليلاً، ومن ثم يتم تحويلها للخارج لإجراء العملية”.
وتتابع ” كنت أشهد معاناتها التي تكبر معها وحاولت كثيراً أن أحصل على تحويلة للعلاج في الخارج دون جدوى، كان آخرها تقديم تحويلة للعلاج بالخارج منذ شهرين لإجراء العملية في مستشفى المقاصد ولم يأتني الرد حتى اللحظة”.
وتشير أم الطفلة إلى أن الأطباء في مستشفى الرنتيسي بغزة، المتابعين لحالة طفلتها، ابلغوها بقدوم وفد جراحة قلب الأطفال إلى مستشفى غزة الأوروبي، حيث تم اجراء العملية لطفلتها.
وتضيف: “بحمد الله أجرت طفلتي العملية وأخبرني رئيس الوفد بأن العملية تمت بنجاح وانه تم ازالة اللحمية من جذورها”، على حسب تعبيرها.
وتثني أم الطفلة فاطمة على الطواقم الطبية والتمريضية القادمة مع الوفد والمحلية في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للطفلة، مقدمة شكرها الجزيل لوزارة الصحة وجمعية اغاثة اطفال فلسطين في انهاء معاناة طفلتها.
وفي ذات السياق، يشير رئيس الوفد الطبي الأمريكي، ناهض حسنية إلى أن الوفد سيجري خلال هذه الزيارة وهي الثانية من نوعها لقطاع غزة، 10 عمليات قلب مفتوح للأطفال، وهي الخدمة غير المتوفرة للأطفال في قطاع غزة، وعادة تحتاج إلى تحويل للعلاج بالخارج.
ويوضح د. حسنية إلى ان الوفد الطبي الجراحي الذي يرأسه يتكون من 12 طبيباً وممرضاً وطواقم مختصة لمتابعة الأطفال بعد اجراء العملية.
ويبين د. حسنية أن جميع العمليات التي أجراها الوفد خلال الزيارة تكللت بالنجاح، وأنه تم اشراك الطاقم الطبي في مستشفى غزة الأوروبي بالعمليات لنقل الخبرات إلى الأطباء في قطاع غزة.
من جانبه، يفيد رئيس قسم قلب الأطفال في مستشفى غزة الأوروبي د. عبد الرحيم العزب أن الاطباء في مستشفى غزة الاوروبي شاركوا بفعالية في العمليات وان العديد من المهارات والخبرات تم اكتسابها من قبل الأطباء المحليين.
وبين د. العزب أن الوفد ساهم بشكل كبير في انهاء معاناة الأطفال المحتاجين للعمليات، خاصة في ظل المشاكل التي تواجه الأطفال المرضى وذويهم بسبب سياسات الاحتلال على المعابر من منع ومماطلة في اصدار التصاريح للمرضى بحجج أمنية.
من جانبه، قال أخصائي جراحة القلب المفتوح ساهر أبو غالي رئيس لجنة جراحة القلب المفتوح للأطفال في وزارة الصحة إن وزارته تتواصل مع مؤسسات عالمية، من بينها جمعية اغاثة اطفال فلسطين بهدف استقدام وفود متخصصة في المجالات الجراحية غير المتوفرة في قطاع غزة بهدف تخفيف المعاناة عن اهلنا في قطاع غزة.
وبين أبو غالي أن وجود الوفود الطبية يسهم في تخفيف معاناة الأهالي من ذوي الأطفال عبئ التحويلات العلاجية للخارج، ويجنبهم ابتزاز الاحتلال لهم على المعابر في ظل حاجتهم لعلاج اطفالهم.
وأكد ابو غالي أن الهدف الأساسي من زيارة الوفود الطبية هو اشراك الأطباء المحليين في اجراء العمليات، بما يمكنهم مستقبلا من اجراء العمليات الجراحية للأطفال بكفاءة واستحداث المزيد من الخدمات الطبية النوعية في مستشفيات القطاع.
من جهته، قال المدير الطبي لمستشفى غزة الأوروبي د. اتحاد شبير إن زيارة الوفود الطبية تقلل من الجهد والعناء الذي يتحمله المرضى في حالة تحويلهم للخارج لتلقي العلاج.
وبين د. شبير أن الوفود الزائرة والتي تجري العمليات في قطاع غزة تشمل نخب طبية من افضل الجراحين على مستوى العالم، مبيناً أن نسب نجاح العمليات التي تجريها الوفود الزائرة تكون عادة مرضية للغاية.
وتبذل وزارة الصحة في غزة جهودا مضاعفة لإنهاء ملف التحويلات العلاجية بالخارج، خاصة في ظل التكاليف المالية العالية للخدمات العلاجية في الخارج، إلى جانب تلقيها العديد من الشكاوي لتعرض المرضى وذويهم لانتهاكات من قبل الاحتلال تشمل التحقيقات المطولة معهم وتعرضهم للابتزازات الأمنية مقابل تلقيهم الخدمات العلاجية.