الصحة/ ناهض المنسي و إبراهيم شقوره
أعلنت وزارة الصحة عن نيتها اطلاق نظام جديد للتخلص من النفايات الطبية، بطريقة صديقة للبيئة وذلك عبر تعقيم النفايات الطبية بعد جمعها ونقلها للنفايات العادية للتخلص منها بالطرق الطبيعية.
وقال مدير دائرة الطب الوقائي في الادارة العامة للرعاية الأولية بوزارة الصحة د. مجدي ضهير خلال لقاء اجري معه بمقر الادارة العامة للرعاية الأولية بغزة، اليوم الأحد، إن النظام يقوم على التخلص من المخلفات الطبية الخطرة التي يتم انتاجها في المؤسسات الصحية من خلال تعقيمها ومن ثم فرمها وتقليل حجمها من خلال الحرارة والبخار.
طريقة صديقة للبيئة
وأكد ضهير حرص وزارته على الالتزام بكل المعايير الصحية بما يتوافق مع قانون الصحة العامة، وخصوصا فيما يتعلق ببنود واحكام القانون الهادفة للحفاظ على صحة البيئة والمواطنين.
وشدد ضهير على أن وزارته حريصة على التخلص مما وصفه بـ “الارث الموجود الخاص بالمحارق الطبية داخل المؤسسات الصحية والانظمة المتهالكة وايجاد حل جذري لهذه القضية من خلال التعاون مع شركائها في العمل الصحي.
وأشار إلى أن وزارته توصلت لاتفاقية تعاون مع مؤسسة جايكا اليابانية وبالتعاون مع المجالس التنفيذية للتخلص من النفايات الصلبة في قطاع غزة، عبر بناء نظام متكامل يتعامل مع النفايات الطبية من خلال الفرم والتعقيم.
وتوقع ضهير أن يتم بدء العمل بالنظام الجديد خلال أشهر وذلك بعد أن تم تجربته لفترة وأثبت كفاءته في أحد المرافق الصحية ، مؤكدا أنه سيمثل حل نهائي وجذري لهذه المشكلة.
وبين مدير دائرة الطب الوقائي أن من مزايا النظام الجديد أنه يعتبر آمن ولا ينتج عنها غازات وعوادم تؤثر على البيئة، إلى جانب كونه آمنا على صحة العاملين.
سلامة العاملين والعقوبة للمخالفين
وشدد ضهير حرص وزارته على سلامة جميع الطواقم العاملة في محارق المخلفات الصحية إلى حين بدء العمل بالنظام الجديد.
وقال: “نحن نوفر الزي اللازم والادوات الواقية للموظفين في المحارق ونراقب استمرار مدى التزام الموظف بالزي من خلال الأدوات الرقابية المفعلة في وزارة الصحة”.
وأشار إلى أن وزارته ستتخذ جملة من العقوبات للموظفين الغير ملتزمين بتعليمات السلامة خلال العمل، وذلك وفقا لما يقتضيه القانون.
كما أوضح ضهير أن وزارته تقوم بأعمال صيانة دورية للمحارق حسب الاعطال والاضرار التي تحدث لها نتيجة الاستخدام، مبيناً سعي وزارته لتوفير الأحجار الحرارية والتي تهترئ نتيجة استخدامها المتواصل وهي غير متوفرة حاليا في قطاع غزة وتسعى الوزارة بكل الطرق مع شركائها لإدخالها عبر المعابر مع الاحتلال.
خطط لترميم المحارق
من جانبه، يشير مدير وحدة تحسين الجودة ومكافحة العدوى موسى العماوي في وزارة الصحة، إلى أن الوزارة أنهت ترميم محرقة النفايات الطبية في مستشفى ناصر وهي تعمل الآن بشكل سليم، فيما يجري العمل على ترميم محرقة النفايات الطبية في مجمع الشفاء الطبي.
وأوضح أن وزارته تعمل ضمن خطة واضحة لترميم محرقة مجمع الشفاء الطبي وننتظر قدوم الحجر الحراري الخاص بالمحارق من داخل الخط الاخضر حتى يتم اعادة ترميمها دوريا.
وأكد العماوي التزام وزارته بالمواصفات المتبعة في بناء مداخن المحارق والتي تنص على ارتفاع المدخنة مسافة 12 م، بما لا يضر بالسكان المجاورين ويسمح بصعود الغازات المتصاعدة إلى طبقات الجو العليا.
قطاع غزة الأقل عربيا في نسب انتشار السرطان
بدوره، يؤكد استشاري ورئيس قسم الأورام بمجمع الشفاء الطبي د. خالد ثابت أن نسب انتشار السرطان في قطاع غزة وفقاً لآخر الاحصائيات الصادرة عام 2014 قدرت بـ 83 حالة لكل 100 ألف حالة، وهي تأتي ضمن النسب الطبيعية كما في المحيط العربي والاقليمي.
ومن جانبه، يفيد مدير وحدة نظم المعلومات أ. هاني الوحيدي أن الاحصائيات المتواجدة لدى وزارته لا تشير إلى أي زيادة أو بين السكان المجاورين لمحارق النفايات على صعيد السرطان.
كما يؤكد الوحيدي أنه لا توجد أي دراسات تربط بين مرض السرطان والأدخنة المتصاعدة من أعمدة المحارق.
الصحة ملتزمة تماما بمعايير الدين الحنيف
وبدوره، يؤكد د. ضهير على الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف، خصوصا على صعيد التخلص من النفايات والمخلفات المتعلقة بالمشيمة وذلك وفقاً للفتاوى الشرعية الصادرة عن علماء الشريعة في قطاع غزة.
وتابع: ” فيما يتعلق بالتخلص من المشيمة، تخلصنا منها عن طريق الحرق، حيث لا تعد المشيمة جزء حقيقي من الانسان حسب رأي بعض العلماء، وهناك طريقة الدفن، لكن الايسر هو الحرق، وهو ما اتبعته الوزارة وفقا للأيسر ولرأي العلماء بالموضوع.
وبين أن وزارته درست طرق أخرى للتخلص من المشيمة وذلك بسبب ضيق المساحات المخصصة للدفن في قطاع غزة وتعذر الوصول إليها بشكل دوري، ولكن كانت هنالك العديد من المشاكل على صعيد انتشار الأوبئة والأمراض، مما دفع الوزارة للاستمرار في البحث عن حلول اخرى للمشكلة.
وختم د. ضهير أن الطريقة الجديدة في التخلص من النفايات تشمل المشيمة حيث سيتم تعقيمها وفرمها ومن ثم التخلص منها بالطرق السليمة.