وزارة الصحة خلال مسيرات العودة الكبرى…
100 يوم من العمل وجهود طبية استثنائية لآلاف من الجرحى
وزارة الصحة/ زينة محيسن
على مدار 100 يوم بذلت وزارة الصحة كل ما يمكن بذله في سبيل تأمين خدمة صحية متكاملة للجرحى الذين استهدفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في مسيراتهم السلمية المطالبة بحقوقهم المشروعة.
النقاط الطبية، كانت ولازالت صمام الأمان الأول الذي استعدت به وزارة الصحة للتعامل مع الوضع الميداني شرق قطاع غزة، حيث أكد مدير شئون الأطباء في وزارة الصحة د. أحمد شتات أن الهدف الأساسي للنقاط الطبية هو إسعاف المصابين وعلاج الحالات البسيطة ميدانياً وتحويل الحالات المتوسطة والصعبة إلى المستشفيات بعد تقديم الإسعافات الأولية لها وهو ما كان من شأنه تخفيف الضغط على المستشفيات بنسبة 47% وفق إحصائيات وزارة الصحة.
وفي خطوة أكثر تقدماً، وتبعاً لتصاعد الأحداث الميدانية وتمادي الاحتلال في استخدام العيارات النارية تجاه المواطنين العزل، أشار د. شتات أن الوزارة قررت تطوير خدماتها المقدمة ميدانياً من خلال تدعيم نقاطها الطبية بفرق طبية ذات خبرات عالية من المستشفيات تضمُ أطباء جراحين وأطباء عناية مركزة وفنيي عمليات للتعامل مع الإصابات الخطيرة ميدانياً واستثمار كل دقيقة من أجل إنقاذ حياتهم وتقليص حجم الضرر في أجسادهم.
وفي الوقت الذي تهيأت في النقاط الطبية ميدانياً، كانت المستشفيات أيضاً قد استنفرت كافة طواقمها ومقدراتها لاستقبال المصابين بالإصابات المتوسطة والصعبة والخطيرة، وذكر د. شتات أن الطواقم الطبية في المستشفيات الرئيسية في الوزارة عملت في كثير من الأيام حتى منتصف الليل، في حين عملت هذه الطواقم على مدار 24 ساعة متواصلة في الأيام الأكثر صعوبة كالثلاثين من مارس والرابع عشر من مايو والتي شكلت علامات فارقة في مسيرة وجهود وزارة الصحة حيث بذلت هذه الطواقم الطبية جهوداً جبارة تحت ضغط الأعداد الضخمة ونوعية الإصابات البالغة والمعقدة.
وأكد د. شتات أن المستشفيات استقبلت أعداداً كبيرة من المصابين بالعيارات النارية وقدمت لهم خدمات الجراحة وخدمة العمليات المتخصصة وقد بذلت المستشفيات جهوداً كبيرة في السيطرة على هذه الأعداد الضخمة في ظل العدد المتواضع من غرف العمليات والأسرّة المتوفرة والذي اضطر الوزارة إلى تأجيل كافة العمليات المجدولة في مستشفياتها والاقتصار فقط على علاج المصابين وبعض العمليات الطارئة للمرضى.
وذكر د. شتات أن الوزارة دعّمت المستشفيات بأطباء متخصصين في جراحة الأوعية الدموية والعظام من خلال توزيع الكادر البشري على المستشفيات واستقدام الوفود الطبية الأجنبية للتعامل مع الحالات الصعبة خاصة المصابين بالأعيرة النارية المتفجرة التي تسبب تهتكاً وتلفاً كبيرين في أجساد وأطراف المصابين.
وحول رعاية المصابين بعد إجراء العمليات، أشار د. شتات أن الوزارة بذلت جهوداً حثيثة في توفير الأسرّة اللازمة لمتابعة المصابين بعد العمليات، كما بذلت كل جهودها في الحد من انتشار العدوى ومواجهة حالات فشل العمليات أو فشل الوصلات الشريانية، منوهاً ان الوزارة تعاونت مع المؤسسات الأهلية المحلية والدولية لاستيعاب بعض الحالات التي تحتاج للمتابعة تحت إشراف الوزارة.
ونوّه د. شتات أن العلاج التأهيلي والنفسي كان أيضاً ضمن جهود الوزارة لعلاج المصابين وتقديم خدمات متكاملة لهم، حيث تمّ تدعيم المستشفيات بكوادر متخصصة في العلاج الطبيعي والنفسي لمساعدة المصابين، كما تم التعاون مع عدد من المؤسسات الشريكة لتقديم هذه الخدمات.
أما العلاج في الخارج، فكان أحد السبل التي اتبعتها الوزارة لإنقاذ المصابين من الحالات الصعبة وتم الإيعاز لجميع الأطباء المعالجين بعمل تحويلات طبية للعلاج بالخارج لأي مصاب يعاني من جروح معقدة وصعبة أو يستوجب علاجه فترات زمنية طويلة, مشيراً إلى أن الوزارة وجهت نداء استغاثة لجميع المعنيين لاستقبال الجرحى وتم الاستجابة من قبل جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية التركية إضافة إلى مستشفيات المحافظات الشمالية من الوطن.