25% من الأدوية الأساسية مفقودة
الصحة : مرضى قطاع غزة حياتهم على ذمة أزمة أدوية هي الأشد منذ
فرض الحصار
لسنوات عدة، بقي القطاع الصحي في غزة يعمل وسط سلسلة من الأزمات التي أطبقت على شعاع أمل بات ينتظره مرضى لا حول لهم , تتعالى صرخاتهم في واقع مأساوي فلا يجدون حبة دواء تهدئ من وقع ألم بات بنهش في أجسادهم النحيلة , تتربص بهم أزمة دواء عصفت بأحلامهم بالشفاء، حتى باتت تلك الأزمة سيفا مسلطا على رقابهم فمرضى السرطان تتوقف مسارات علاجهم إلى نقطة تتوقف معها حياتهم , وآخرون أجلت عملياتهم إلى أجل غير مسمى.
وسط تلك الصورة القاتمة والتي تشتد ظلمتها في هذه الأيام , جلست المريضة (س . ش ) أمام عيادة الأورام بمجمع الشفاء الطبي، وهي تمسك بيديها بطاقة المراجعة لمتابعة علاجها وصرف أدويتها حيث تعاني من سرطان الثدي منذ سنوات، علامات التعب واليأس عبرت عن مرارة معاناتها مع أدويتها المفقودة , تحدثت إلينا بنبرة خافته أنها حصلت على 3 جرعات وأنها يجب ان تستكمل علاجها المتوقف منذ شهر , لتكمل دموعها قصة ألم لعل من عاقل يستشعر ألمها .
خطر حقيقي
من جهته، أكد د. نصر التتر مدير عام مجمع الشفاء الطبي أن قضية الدواء والمستهلكات الطبية من القضايا التي باتت تهدد حياة مئات بل آلاف المرضى داخل مجمع الشفاء الطبي موضحا أن عددا من الأقسام التي تحتضن المرضى مهدده بتوقف الخدمات فيها بسبب هذه الأزمة، موضحا وجود نقص شديد في الأدوية والمستهلكات الطبية خاصة أدوية العمليات وقسم الطوارئ ومرضى الأورام والدم ، وأدوية مرضى زراعة الكلى إضافة إلى أدوية القلب والمضادات الحيوية، وأدوية القلب، وكذلك نقص في المحاليل الطبية خاصة الملحية، مبينا وجود عجز في المهمات الطبية الخاصة بالعمليات والطوارئ وأخرى رصيدها صفر ولا يوجد لها بديل مثل الخيوط الجراحية بأنواعها ومقاساتها وشاش العمليات والأربطة الضاغطة والحقن والسرنجات، بالإضافة إلي أفلام الأشعة بمقاساتها المتعددة، مبينا أن المختبر المركزي بالمجمع يواجه أيضا نقص شديد في مواد فحص الدم (CBC)، يوجد نقص في مواد الفحص الكيميائية بشكل عام ولا سيما التي تخص أمراض الكلى،ونقص في الانابيب الخاصة بالفحوصات الكيميائية ونقص في الفحوصات الروتينية، كما ويوجد نقص شديد في مواد فحوصات التوافق في قسم بنك الدم.
نزف مستمر
وحول الأزمة اكد د. أشرف ابو مهادي مدير عام الصيدلة , أن الأرصدة الدوائية تشهد تدهورا غير مسبوق خاصة ونحن نتحدث عن 25 % من أدوية القائمة الأساسية هي مفقوده منها أدوية هامة وحساسة , كأدوية التخدير والمحاليل الوريدية والقلب وأدوية الطوارئ والعناية المركزة , مشيرا الى أن 20 % من أصناف أخرى على وشك النفاذ خلال أيام قليلة , وان 55 % من المهمات الطبية هي مفقودة أيضا و10 % من أصناف أخرى على وشك النفاذ , محذرا من صعوبة استمرار تقديم الخدمات الصحية الأمر الذي اضطر المستشفيات إلى إيقاف إجراء العمليات المجدولة , كما وحذر د. أبو مهادي , من صعوبة وخطورة الوضع في حال تصعيد الاحتلال لهجماته العسكرية على قطاع غزة والتي تتخذ منحنيات خطيرة , قد نجد طواقمنا في أقسام الاستقبال والطوارئ في المستشفيات أمام تحدي خطير من توقفهم لتقديم خدمات الطوارئ للجرحى في حال وقوع أي عدوان لاسمح الله ، موجها دعوه الى كافة الجهات ذات العلاقة بتحمل مسئولياتها للتدخل الفوري لإنقاذ منظومة العمل الصحي و حماية حقوق المرضى العلاجية.