بسم الله الرحمن الرحيم
( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ?
أخي المؤمن : حقٌ عليَّ وعليك أن ندعوا الله في الشدةِ والرَّخاءِ والسَّراءِ والضَّراءِ، ونفزعُ إليه في المُلِمَّاتِ ونتوسّلُ إليه في الكرباتِ وننطرحُ على عتباتِ بابهِ سائلين باكين ضارعين منيبين، حينها يأتي مددُهْ ويصِلُ عوْنُه ويُسْرع فرجُهُ ويَحُل فتْحُهُ ? أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ? ينجي الغريق ويعافي المبتلي وينصرُ المظلوم ويهْدِي الضالَّ ويشفي المريض ويفرّجُ عن المكروبِ ? فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ?
يا أخي : حريٌّ بمن يجيد فن الدعاء أن لا يهتمَّ ولا يغتمَّ ولا يقلق كلُّ الأبوابِ توصدُ إلاَّ بابهُ وهو قريبٌ سميعٌ مجيبٌ، يجيب المضطرَّ إذا دعاه. ? وقال ربكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ?
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ومن المدينة إلى الشام يقصد المدينة، إذ عرض له لص على فرس فصاح بالتاجر فقال: قف, فوقف له التاجر، وقال: شأنك ومالي وخلي سبيلي، فقال اللص: كمقالته الأولى. فقال التاجر:أنظرني حتى أتوضأ وأصلي وأدعو ربي. فقال اللص: افعل ما تريد، فقام التاجر, وصلى أربع ركعات. ثم رفع يديه إلى السماء وكان من دعائه أن قال: يا ودود, يا ودود, يا ذا العرش المجيد, يا مبدئ يا معيد, يا فعال لما يريد, أسألك بنور وجهك الذي ملأ أقطار عرشك, وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيء, لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني (ثلاث مرات) فلما فرغ من دعائه، إذا بفارس على فرس أشهب, عليه ثياب خضر وبيده حربة من نور، فلما نظر اللص إليه ترك التاجر وأخذ الحربة ومر نحو الفارس, فلما دنا منه شدً الفارس على اللص فطعنه طعنة اسقطته عن فرسه, ثم جاء إلى التاجر فقال له: قم فاقتله, فقال له التاجر: من أنت ؟فما قتلت أحدًا ولا تطيب نفسي بقتله, قال: فرجع الفارس فقتله. ثم جاء إلى التاجر وقال: اعلم أني ملك من السماء الثاثلة, حين دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا أمر حدث، ثم دعوت الثانية ففتحت أبواب السماء ولها شرر كثير كشرر النار, ثم دعوت الثالثة فهبط جبريل عليه السلام وهو ينادي: من لهذا المكروب؟ فدعوت ربي أن يوليني قتله, واعلم يا عبد الله أنه من دعا بدعائك هذا في كل كربة و في كل شدة, فرج الله عنه وأعانه. فجاء التاجر غانمًا سالمًا إلى المدينة, ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالقصة والدعاء, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعى بها أجاب وإذا سئل بها أعطى.
يا أخي : من الذي يفْزعُ إليه المكروبُ ، ويستغيثُ به المنكوبً ، وتصمدُ إليه الكائناتُ ، وتسألهُ المخلوقاتُ ، وتلهجُ بذكِرِه الألسُنُ وتُؤَلِّهُهُ القلوب ؟ إنه اللهُ لا إله إلاَّ هو.
فيا من أصابه البلاء وأعياه طـول العناء، مدَّ يديْك، ارفع كفَّيْكَ، أطـلقْ لسانك، أكثرْ من طلبِهِ، بالغْ في سـؤالِهِ
ألحَّ عليه، الزم ْبابهُ، انتظرْ لُطْفُه، ترقبْ فتْحهُ، أحسنْ ظنَّك فيه، انقطعْ إليـه، تبتَّلْ إليه تبتيلاً حتى تسـعد وتُفْلِحَ.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
دائرة العلاقات العامة والإعلام
وزارة الصحة