الصحة/نهى مسلم
على غير العادة يتطرق الجميع الى الجوانب الانسانية للطواقم الطبية التى تعمل داخل مراكز الحجر الصحى و أماكن العزل و يغفلون دور الجنود المجهولة من الاداريين الذين يتواجدون بالميدان الى جانب تلك الطواقم و تعرض حياتها للخطر لتنظيم سير العملية الادارية داخل تلك الأماكن.
في لقاء هاتفى مع المدير الادارى بمستشفى معبر رفح أ.محمد جودة ،أوضح أن هناك فريق من الاداريين يعملون بمستشفى معبر رفح الى جانب الطواقم الطبية و التى كانت متواجدة في الفرقة الاولى و تم تدريب ثلاث اداريين حول اجراءات السلامة و الوقاية لتكون ضمن الفرقة الثانية في المستشفى لتعمل على مدار 14 يوما متتالية بعيدين عن أسرهم و أطفالهم .
يوضح جودة أنه لليوم الخامس على التوالى يعمل الفريق الثانى في مستشفى معبر رفح و المكون من اثنين من أطباء التخدير و العناية المركزة و ثلاثة من التمريض و ثلاثة أخرين من الاداريين و خمس من عمال النظافة .
و يشير الى أنه تم تخريج ثلاث حالات من المصابين بفيروس كورونا بعد استكمال اجراءات الخروج من جانب طبى و صحى،و العدد المتبقى فقط أربع حالات وتقدم لهم الرعاية الصحية بشكل كامل الى جانب اجراءات الامن و السلامة و الالتزام بالزى الرسمى للتعامل مع الحالات المرضية و تقديم الوجبات الغذائية لهم.
و ليس بالامر السهل على الاطلاق أن يعمل الاستاذ محمد جودة الى جانب الكوادر العاملة التى تعمل في مستشفى معبر رفح الذى يعد الاكثر خطورة دون غيره كونه يضم الحالات المصابة بالفيروس،حيث ينتابه شعور القلق و الخوف من هذه البيئة تواجد الفيروس المجهول،و تواجده على مدار (14 يوما) متواصلة بعيدا عن أطفاله الاربع أصغرهم لا يتجاوز العامين و النصف .
تواصل عبر شاشات التواصل الاجتماعى مع افراد عائلته كونه العمود الفقرى لها ،يقول جودة”ليس سهلا ان نفارق أحبتنا و ذوينا وأسرنا لنواجه خطرا مجهولا لكن رسالتنا الانسانية و الانتماء للمهنة كان الشعور الأقوى لدى للوقوف بجانب زملائنا من الكوادر لاتمام و تنظيم العملية الادارية التى تحتاج منا الدقة قى المعلومة لحساسية الأمر”.
و تقع على عاتق المدير الادارى جودة المسئولية الاكبر في مخاطبة المختصين في وزارته و اعداد التقارير اليومية لحظة بلحظة و التى تتطلب منه الدقة الشديدة و المهنية لمتابعة و رصد الحالات ،الى جانب متابعة اعمال النظافة التى يتوجب مضاعفتها في كل لحظة للحفاظ على سلامة المرضى و الطاقم العامل .
يقول جودة يتطلب منا تدوين الملاحظات الدقيقة لحظيا للحالات المرضية حتى وصولها للشفاء ،داعيا الى توفير نظام معلوماتى طبى محوسب خاص بحالات فيروس كورونا لضمان سرية المعلومات و الاستفادة منها من الناحية الطبية و الادارية والبحثية.
يذكر أن مستشفى معبر رفح تم تشغيله منذ ظهور اول حالتين مصابتا بفيروس كورونا في (22 من مارس الماضى) و الذى تم تجهيزه ب(28) سرير منهم (8) اسرة عناية مركزة،حيث تم تجهيزه لوجستيا من مستشفيات وزراة الصحة.