تُعتبَر المضادّات الحيويّة من الأدوية الفعّالة في مواجهة الالتهابات البكتيريّة وذلك عن طريق قتل البكتيريا أو منعها من التكاثر. من المهمّ جداً معرفة أنّ المضادّات الحيويّة لا تُستخدم في مكافحة الالتهابات الناتجة عن عدوى فيروسيّة كنزلات البرد، الإنفلونزا، ومعظم حالات السّعال، والتهاب القصبات الهوائية، فاستخدام المضادّات الحيويّة دون حاجتها أو عند وجود عدوى فيروسيّة قد يسبّب نتائج سلبية وأضراراً مختلفة.

الاستخدام الخاطئ للمضادّات الحيويّة

إن مقاومة المضادات الحيوية آخذة في الارتفاع إلى مستويات خطيرة بأنحاء العالم كافة، وثمة آليات مقاومة جديدة آخذة في الظهور والانتشار على مستوى العالم وهي تهدد قدرة المضادات الحيوية على علاج الأمراض المعدية الشائعة. ويوجد قائمة متزايدة من عدوى الالتهابات – مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان- التي أصبح علاجها أصعب، بل مستحيل أحياناً، بسبب تدني نجاعة المضادات الحيوية.

فعلى الرغم من أن المضادات الحيوية مطلوبة لعلاج العدوى البكتيرية الشديدة إلا أن إساءة استخدامها ساهمت في رفع مقاومة البكتيريا. إذ يسبّب الاستخدام المتكرر أو الاستخدام الخاطئ للمضادّات الحيويّة تشجيع حدوث مقاومة المضادّات الحيويّة بحيث تصبح بعض أنواع المضادّات الحيويّة غير قادرة على العمل ضدّ البكتيريا ومكافحتها.

وقد أظهر استخدامها المبالغ به عند الأطفال ارتفاعا كليا في نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات، الأمر الذي  يؤدي إلى زيادة فترة وصعوبة المرض، واستخدام المضادّات الحيويّة القويّة والمُكلِفة للمريض، وزيادة زيارات الأطباء، وزيادة فرصة حدوث الوفاة النّاتجة عن الالتهابات البكتيريّة..

وتؤدي إساءة استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها بالاضافة إلى تسريع وتيرة مقاومتها من قبل البكتيريا – تؤدي أيضا إلى تردي الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، ولهذا فإنه يجب اتباع ممارسات صحية للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها.

تجنّب الاستخدام الخاطئ للمضادّات الحيويّة

لتجنّب الأضرار والسلبيات الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، لا بد من تعزيز بعض الممارسات الصحية، مثل:

  • عدم أخذ المضادّ الحيويّ إلا بوصفة من الطبيب، وعدم أخذ المضادّ الحيويّ الذي تم وصفه لمرض آخر أو تم وصفه لشخص آخر.
  • الالتزام بأخذ المضادّ الحيويّ حسب الإرشادات، والتأكد من إكمال أخذ الدواء كاملاً حتى لو شعر المريض بتحسّن، وعدم إبقاء جزءٍ منه لعلاج الالتهابات المستقبليّة.
  • وصف المضادّات الحيويّة بصورة صحيحة من قبل مقدّمي الرعاية الصحية، مثل التأكد من وصف الدواء الصّحيح بالجرعة الصحيحة والمدة الصّحيحة، وعمل زراعة للبكتيريا، بالإضافة إلى إعادة التقييم بعد مرور ثمانٍ وأربعين ساعة، وذلك بالاعتماد على فحص المريض والفحوصات الأخرى.
  • التأكد من توثيق الجرعة، والمدة والالتزام بها، وسبب الاستخدام لكل وصفة مضادّ حيويّ.
  • عدم طلب المريض من الطبيب أخذ مضاد حيويّ في حال كان التشخيص هو عدوى فيروسيّة. فالمضادات الحيوية لا تعمل ضد الفيروسات ولا تعالج العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد والانفلونزا والتهاب الحنجرة ومعظم التهاب الحلق.