تقرير نور الدين عاشور

تصوير محمد العرابيد

لم تكن الطفلة نور ابو حصيرة ذات الثلاثة أعوام تعلم أن ابتسامتها البريئة ستكون هدفا لصواريخ الموت , ففي ذلك اليوم اصطحبت لمى شقيقتها نور الى أحد المحال التجارية لشراء ما تذهب به نور صورة الالم والخوف من مخيلتها بعد أيام طويلة مليئة بالرعب والقصف , بيدها الصغيرة امسكت لمى يدي شقيقتها نور , لتشعرها بشئ من الطمأنينة فرائحة الموت باتت تنتشر في أدق تفاصيل الحياة في غزة , وماهي الا لحظات حتى باغتت صواريخ الموت لحظة الفرح التي رسمتها براءة الطفلتين , فارتقت نور شهيدة وأصيبت لمى بجراح خطيرة .

ألم وحسره

والد الطفلتين محمود ابو حصيرة , احتضن بألم وحسرة طفلتيه داخل قسم الاستقبال والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي , ورغم جراحها وخطورة حالتها تساءلت لمى عن شقيقتها نور هل استشهدت ؟ وهل سأستشهد أنا ؟ لتدخل بعد ذلك في حالة إغماء جراء إصابتها البالغة .

وضع حرج

د. محمد ابو سمرة أخصائي جراحة الأطفال والطبيب المباشر لحالة لمى وصف حالتها بأنها وصلت للمستشفى مصابة بعدة شظايا في أنحاء الجسم واصابة مباشرة في الكبد وشظايا في الصدر , أدخلت على إثرها الى غرفة العمليات , لاجراء جراحات عاجلة , ومن ثم حولت الى قسم العناية المركزة حتى بدأت تتماثل للشفاء حيث تم اخراجها اليوم الى اقسام المبيت واصفا حالتها بالمستقرة .

561 شهيدا من الاطفال

الى ذلك أوضحت وزارة الصحة في احصائية لها أن اجمالي عدد الشهداء من الاطفال بلغ 561 شهيدا واصابة 3189 جريحا بجراح مختلفة احدثت للعديد منهم اعاقات جسدية دائمة , وتعقيبا على تلك الارقام , أكد د. يوسف ابو الريش وكيل وزارة الصحة ان الاحتلال الصهيوني تعمد بشكل مباشر الى قتل الحياة في غزة باستهدافه الاطفال , وقصفهم بأطنان من القنابل المحرمة والتي هشمت رؤوسهم وقطعت أجسادهم بشكل وحشي وبلا رحمة , معتبرا تلك المشاهد المرعبة هي جرائم حرب مكتملة الاركان بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

وطالب د. ابو الريش المجتمع الدولي والذي ينادي بالحقوق الانسانية الى محاسبة العدو على جرائمه بحق أطفال فلسطين ومعاقبتهم كمجرمي حرب يتعمدون خرق القوانين والأعراف الدولية .