الصحة/نهى مسلم
“الجيش الأبيض بكافة فئاته يلتقى في الميدان و يتوحد ليتصدى فيروسا مجهولا ،قد يعرضه للخطورة ،مهنته الانسانية كانت حافزا قويا لحماية أبناء شعبه ليكون في الصفوف الاولى بعيدا عن أحبابه و ذويه الذين لا يملكون الا الدعاء لهم في هذه الاوقات العصيبة”.
“صابرين و عهود و هيا” و غيرهم من الطواقم المخبرية كانت السد المنيع لانتشار الفيروس من خلال التعامل مع عينات الفحص المصابة و غير المصابة،و الذين تجرعوا أطنانا من الخوف و القلق عندما كانت تكون النتيجة ايجابية ليمضوا النهار بالليل لتمتد الى ساعات الفجر الأولى في غرفة العزل للوصول الى دقة النتائج التى ترتبط بها مصير انسان، حيث التعامل الحذر و الدقة المتناهية في التعامل مع تلك العينات للحالات المشتبه بها فيجعل الطواقم المخبرية أمام وضع أكثر تعقيدا خاصة و انها تتطلب المزيد من مضاعفة الجهود و الاحترازية،ليكون شعار المرحلة “لامجال للخطأ”
و في ذات الصف، تقف الطواقم التمريضية تحمل على أكفها روحها خاصة انها أيضا في نقاط التماس مع المرضى ليقول أحدهم أن المواجهة الاصعب عند سحب عينات الدم للمرضى المصابين للتاكد من خلوهم من الفيروس ،الى جانب اجراء فحوصات العمليات الحيوية للمرضى و قياس ضغط الدم درجة الحرارة بشكل يومى.
“عبير وآلاء وسهام” الأمهات الممرضات اللواتى ترفعن عن أمومهتن قسرا ليتوحدن في الميدان لمواجهة ذلك الجائح،كل منهن لها حكاية أقسى وأشد وطأة من الاخرى ،كل منهن لديها عائلة وأطفال ورُضَّع هن الأَوْلى برعايتهم،لكن المهنة الملائكية التى أقسمن بها القسم كان الدافع الأقوى للتغلب على مشاعر الأمومة.
و في الجانب الأخر، يقف أطباء بكل قوة و صلابة متحدين هذا المجهول بسلاحهم الابيض ،معتبرين انها لم تكن أقسى من خوضهم لحروبا ثلاث كان الموت والحياة في كفة واحدة،عبارات تصدح من حناجرهم تقول “أننا في الميدان الى جانب مرضنا لتعافى شعبنا”.
و منهم من يصف الوضع بالصعب للغاية، نظرا لحجم المسؤوليات الكبيرة في تقديم الرعاية الطبية للمستضافين داخل الحجر الصحي، وغير قادرين على فراق ذويهم معتبرين ان ذلك تحديا كبيرا لهم بالميدان.
*تحديا كبيرا للصيادلة فى الميدان عندما كانوا جزء مؤسس فى مستشفى معبر رفح ، د.أحمد السميرى والذى* **يصمد فى معركة لا يعرف متى و أين ستنتهى تلك الحرب المجهولة ،ليجهز عدته وعتاده* *من قوائم الادوية و المستهلكات الطبية لتشكل درعا مدافعا وحاميا للمرضى ضد هذا الجائح الذى دخل أجسام* *المرضى المصابين ليقدم الخدمة الدوائية للمرضى بجرعات أمنة و دقيقة تخفف من حدة المرض،و الى جانب* *ذلك هناك فريق الصيدلة بوزارة الصحة يقوم بتجهيز قوائم الادويةو الذى سبق أن أعد القوائم خلال* *يومين من تشغيل مستشفى معبر رفح لضمان كفاية و حماية الطاقم الطبى و المرضى داخل العزل.*
*
طواقم الطب الوقائى لسحب العينات أكثر الفئات التى لا مجال لهم للخطأ في عملهم أو التقصير في ارتداء بدل الوقاية والعزل المخصصة، والتى يلبسونها لساعات طويلة لسحب مئات العينات من مراكز الحجر الصحي، التى يصل عددها الى مئات العينات قد تكون منهم ايجابية،و هنا يكمن الخطر النفسى لتساوره الشكوك و الأرق من العدوى رغم الحماية الكاملة التى يتحصن بها .
هذا الجيش الأبيض كان ولا يزال سببا في نجاح تجربة وزارة الصحة في قطاع غزة على مستوى العالم في المحاربة الوقائية الفعالة لفيروس كوفيد19، حيث عملت الوزارة من خلال وضعها للسياسات و الاجراءات على مبدأ الوقاية خير من العلاج، مبدأٌ لا زال يثبت جدارته يوماً بعد يوم على جميع الأصعدة الصحية،بجهود كوادرها التى قبلت التحدى والمواجهة،لحماية أبناء شعبها وسلامتهم.