الصحة: استحداث وحدة الكسور الملتهبة في مجمع ناصر نقلة نوعية في علاج إصابات العدوان
وزارة الصحة/نهى مسلم
في إطار تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، عمدت وزارة الصحة على استحداث وحدة الكسور الملتهبة في مجمع ناصر لعلاج الالتهابات العظمية الناتجة عن الإصابات، وذلك بالشراكة مع مؤسسة أطباء بلا حدود فرنسا.
“فريق عمل طبى محلى متكامل من جميع التخصصات قام على علاج الحالات في تلك الوحدة، كان أبرزها أحد المصابين (ع.ف ) في مقتبل العشرينات الذى أصيب بعيار ناري في النخاع الشوكي خلال مسيرات العودة في العام 2018 تسببت في احداث شلل نصفى لديه، حيث لجأ الى الوحدة في ديسمبر2021بعد معاناته من مضاعفات وتقرحات سريرية من الدرجة الرابعة حتى وصلت الى عظم الحوض” .
وفى هذا السياق، يوضح د.رائد الرباعي جراح العظام في وحدة الكسور الملتهبة بمجمع ناصر أن المريض كان قد تنقل خلال تلك الفترة بين عدة مراكز دون جدوى، وعندما وصل للوحدة تعامل معه الفريق الطبي بكافة تخصصاته على مدار شهرين ونصف من المتابعة والعلاج المكثف، حيث تم أخذ عينة من العظم المكشوف وفحصها في مختبر الأنسجة التي بينت وجود بكتيريا عنيدة وتم التعامل معها بإعطائه مضاد حيوي وريدي مكثف للبكتيريا الموجودة من قبل أخصائي المضادات الحيوية بالتزامن مع تركيب جهاز الفاكوم لعلاج الجروح المزمنة والملتهبة، إلى جانب اجراء العديد من عمليات تنظيف الجروح وأخذ العينات وآخرها التي أجراها أخصائي التجميل بعمل رقعة عضلية جلدية مكان التقرحات.
ويضيف: “كما و كان دور كبير لفريق التمريض في علاج المريض من خلال تطبيق برنامج تجنب الضغط و التي تضمن تطبيق برنامج تأهيل للقولون ، وأيضا لأخصائيي العلاج الطبيعي في مساعدته في التنقل وتقوية الأطراف، عدا عن الدعم النفسي الذى تلقاه من أخصائى التثقيف الصحي، كما و اتبع معه فريق التغذية نظام غذائي خاص حيث وصل المريض الى الوحدة بوزن لا يتجاوز ال40 كيلو جرام، حتى تعافى المريض من جميع المشاكل الصحية التي كان يعانى منها و تم تخريجه قبل أسبوعين، مؤكدا أنه ستتم المتابعة معه على مدار عامين متكاملين بعد خروجه من المستشفى” .
ويذكر د.الرباعى أنه تم انشاء وحدة الكسور الملتهبة لعلاج إصابات الحروب والناتجة عن الأعيرة النارية وتعاني من التهابات عظمية مزمنة وعدم التئام الكسور والتي قد تؤدى الى بتر الأطراف، لافتا الى أنه يتم التعامل مع تلك الحالات وفق أحدث البروتوكولات العالمية والعلمية.
وقال خلال لقاء اعلامى معه صباح اليوم، أنه تم شفاء العديد من الحالات ومنها ما كانت تتابع خارج قطاع غزة دون جدوى وتم شفاؤها على يد الطاقم المحلى من خلال العلاج الأمن والمتابعة الحثيثة واتباع أحدث البروتوكولات لعلاج الكسور المفتوحة والحد من مضاعفات الالتهابات العظمية المزمنة تجنبا لفقدان الأطراف.
الى جانب ذلك، يشير د.الرباعى الى استحداث مختبر الأنسجة العظمية لفحص الانسجة العظمية للمصابين بدعم من أطباء بلا حدود فرنسا، لافتا الى أنه كان سابقا يتم ارسال العينات الى خارج قطاع غزة لفحص العينات الأمر الذي يتطلب وقتا أطول في العلاج، ومع تواجد هذا المختبر سهل على المريض تلقى الخدمة بشكل سريع وآمن، والذي يستقطب جميع العينات من كافة قطاع غزة كما الوحدة التي تقدم خدماتها لكافة المصابين من جميع محافظات القطاع.
وبين أن هذه الوحدة التي تم انشاؤها في العام 2020 بالتزامن مع أحداث مسيرات العودة، جاءت استكمالا لمشروع الجراحة الذي بدأته مؤسسة أطباء بلا حدود -فرنسا في العام 2018، حيث تضم هذه الوحدة فريق طبي متكامل من جراحين أخصائي تجميل وتمريض وفنييى عمليات وتخدير ودعم نفسي وتثقيف صحي وأخصائي علاج طبيعي، الى جانب ايفاد أخصائي مضادات حيوية حيث تم استحداث ذلك المسمى لأول مرة والذي يعنى بصرف المضادات الحيوية ومراقبة العلاج للمريض لفترة طويلة كما أنه المسئول عن إيجاد المضاد الحيوي المناسب للمريض.
ونوه الى أنه تم تخصيص يوم في الأسبوع لجراح العظام والتجميل لمتابعة الحالات واجراء التدخلات الجراحية اللازمة لهم، والتي أضافت نقلة نوعية في العلاج.
ويشير الى أن الوحدة تتابع علاج المريض حتى بعد شفائه لمدة عامين متكاملين واجراء الفحوصات المخبرية وفحوصات الأنسجة له بشكل دوري خلال ذلك العامين، لافتا الى أنه تم دخول ومتابعة ٣٢٠ حالة، بالإضافة الى ٦١٤ إجراء جراحي خلال 2021.