بعد استئصال مرض شلل الأطفال و الجدرى الحبيبى
الصحة : برنامج التطعيم الموسع فى قطاع غزة حقق معدلات تغطية بلغت نسبتها 99% سنويا
الصحة:نهى مسلم //
يعتبر برنامج التطعيم الموسع للأطفال من أ نجح البرامج المعمول بها فى فلسطين من خلال النتائج و النسب التى توضح استئصال بعض الامراض كشلل الاطفال و الجدرى الحبيبى و السيطرة على أخرى كالحصبة و الحصبة الالمانية و الكزاز أو الحد من انتشارها كالتهاب السحايا.
و يشمل هذا البرنامج على 11 نوعا من اللقاحات للوقاية من احدى عشر مرضا يتلقاها الاطفال منذ الولادة حتى سن (15 عاما) ،حيث تشير الاحصائيات الصادرة من وزارة الصحة و منظمة الصحة العالمية بأن معدلات التطعيم سنويا فاقت نسبتها 99% لكافة اللقاحات فى قطاع غزة.
أجود اللقاحات عالميا
و فى هذا السياق أكد د.مجدى ضهير مدير دائرة الطب الوقائى بالإدارة العامة للرعاية الصحية الاولية على أن وزارة الصحة حريصة على توفير اللقاحات لكافة أطفال فلسطين ،حيث تعتمد فى الشراء على اجود و أفضل انواع اللقاحات الموجودة عالميا و التى تجتاز اختبارات الجودة لمنظمة الصحة العالمية بنجاح.
كما أكد خلال لقاء المكتب الاعلامى الصحى بأن هناك برنامج مراقبة لرصد أى مضاعفات أو أعراض جانبية قد تظهر جراء تلقى هذه اللقاحات و متابعتها بما يلزم فى الوقت المناسب ،مشيرا الى انه منذ بداية العمل فى هذا البرنامج لم يتم تسجيل أى مضاعفات خطيرة تؤثر بشكل مباشر على صحة الاطفال أو تسبب الوفاة لهم حتى تاريخه.
تطور البرنامج
و استعرض د.ضهير تطور العمل فى هذا البرنامج و الذى بدأ فى الخمسينات من القرن الماضي بالتطعيم ضد الدرن (السل الرئوى) ثم أضيف اللقاحات ضد خمسة أمراض أخرى وهي الدفتيريا و الكزاز و السعال الديكى و الجدرى الحبيبى وشلل الاطفال فى الستينات ، ، وبعدها اضيف لقاح ضد الحصبة فى اوائل الثمانينات ومن ثم اضيف بعدها لقاح الحصبة الالمانية و النكاف اواخر الثمانينات، كذلك تم اضافة لقاح التهاب الكبد البائى فى العام (1993)
وتم ادخال لقاح المستدمية النزفية فى (2007) وأخيرا لقاح المكورات الرئوية فى العام (2012)
جرعات منشطة
و أوضح د.ضهير بأن جميع هذه اللقاحات تعطى للأطفال منذ الولادة حتى سن 18 شهر، ضمن المرحلة الأساسية للتطعيم كما يتم اعطاء جرعات منشطة لبعض اللقاحاتت فى الصف الاول الابتدائى مثل شلل الاطفال و الدفتيريا و الكزاز ، اضافة الى جرعة منشطة أخرى فى سن (15 سنة ) من الدفتيريا و الكزاز.
و أشار الى أن هذه اللقاحات تستهدف جمع الاطفال فى فلسطين حتى الوافدين الى قطاع غزة يتم استكمال جدول التطعيم لهم حسب عمر الطفل أو المولود.
استئصال شلل الاطفال و الجدرى الحبيبى
هذا و حقق البرنامج نجاحات كبيرة ، من خلال نتائج واضحة و قوية دلت على استئصال أو انخفاض معدلات انتشار هذه الامراض الى مستويات يجعلها تحت الوقاية الجيدة،حيث أكد مدير الطب الوقائى بأنه تم استئصال شلل الاطفال من فلسطين، و هذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية من خلال الحصول على شهادة اشهاد منها على خلو فلسطين من هذا المرض،الى جانب استئصال مرض الجدرى الحبيبى.
السيطرة على مرض الكزاز و الحصبة
و لفت د.ضهير الى أنه و من خلال هذا البرنامج تمت السيطرة على مرض الكزاز (التيتانوس) و هو عبارة عن مرض تسببه بكتيريا لا هوائية تنتقل الى الانسان من خلال تلوث الجروح من التربة وتسبب افراز سموم تؤثر على الجهاز العصبى و الحركى للانسان مما يؤدى الى تشنجات خطيرة تؤدى غالبا الى الموت ،اضافة الى السيطرة على مرض الحصبة و الحصبة الالمانية.
وأردف:تم انخفاض معدلات انتشار الامراض الاخرى المستهدفة باللقاحات بشكل ملحوظ مثل التهاب السحايا بالمستدميات النزفية وهى احدى المسببات لالتهاب السحايا البكنيرية بنسبة تصل الى 90% فى قطاع غزة،بالإضافة الى الدفتيريا والسعال الديكى و النكاف.
جرعة ثانية للنكاف
وحول انتشار مرض النكاف فى الاونة الاخيرة أوضح د.ضهير بأن لقاح النكاف يعطى حاليا بواقع جرعتين لكل طفل،وكان قد تم البدء باعطاؤه فى اواخر الثمانينات كجرعة واحدة فقط وهى لا تعطى مناعة كافية .
وعزا سبب انتشاره بأن الذين اصيبوا بهذا المرض هم ممن تلقوا جرعة واحدة مهمعرضة للإصابة بهذا المرض ،مبينا بأن القئة العمرية دون ست سنوات والتي تلقت جرعتين لم تظهر حالات مرضية بينهم .
نوه ضهير الى أنه جارى العمل على توفير كميات من اللقاح المذكور لتطعيم هذه الفئة بجرعة ثانية حتى ترفع كفاءة هذا اللقاح و مقاومة هذا المرض المعدى.
حملات توعية
هذا و تقوم وزارة الصحة و بشكل مستمر بحملات تثقيفية و توعوية حول برنامج التطعيم و اهميته للاطفال فى المراكز الصحية التى تعطى هذه اللقاحات اضافة الى تنظيم لقاءات فى وسائل الاعلام ،وتوزيع كتيب دليل التطعيم الموسع .
و أشار الى انه يتم تنفيذ حملات توعوية على مدار أسبوع كامل سنويا في الاسبوع الاول من شهر ابريل من كل عام ضمن فعاليات الأسبوع العالمى للتطعيم ،مؤكدا على ان المجتمع الفلسطينى من اكثر المجتمعات التزاما و تفهما ببرنامج التطعيم وهذا ما اثبتته معدلات التغطية للتطعيم التى يتم تحقيقها سنويل فى هذا البرنامج بما يزيد عن 99%.
والتقى المكتب الاعلامى الصحى بإحدى السيدات التى كانت تنتظر دورها لتطعيم طفلها بعيادة شهداء الرمال و التى عبرت عن سعادتها لاهتمام وزارة الصحة بسلامة الاطفال و صحتهم قائلة:”منذ ولادة طفلتى و انا التزم بالتطعيمات و الان اتيت لتطعيمها جرعة العام و النصف حيث تم تطعيمها جميع التطعيمات ،واثقة بان هذه التطعيمات هى فى صالح طفلتها.
بينما السيدة (م.س) التى كانت داخل غرفة التطعيم تحاول تهدئة طفلها ذا الشهرين بعد تلقيه للتطعيم قالت:”هذا التطعيم الثانى لطفلى حيث كانت له تطعيم فى الاسبوع الاول لولادته بالإضافة الى فحص دمه و الكشف عليه بالكامل، حيث شكرت وزارة الصحة على اهتمامها ببرنامج التطعيم و تطويره وإضافة تطعيمات لم تكن موجودة سابقا.