وزارة الصحة / طلعت المفتي
تزامنا مع يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذي حدد في العالم 1977 من قبل الأمم المتحدة , أطلقت منظمة الصحة العالمية تقريرها السنوي لعامي 2014 , 2015 في حفل أقامته في غزة تم من خلاله تسليط الضوء على نظام التصاريح والحواجز الإسرائيلية كمعيقات للوصول للخدمات الصحية للمرضى ولسيارات الإسعاف والطواقم الصحية الفلسطينية .
من جانبه وفي كلمة له بهذه المناسبة , أشاد د. يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة في غزة بالتقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية مذكرا الحضور بأنه يأتي بعد مضي قرابة 30 عاما من قرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة وما تبعه من ويلات على الشعب الفلسطيني .
وذكر أبو الريش بأن عناوين من قبيل “الحق في الوصول , الحصول على العلاج , الحرية , الجودة ” تبقى حبرا على ورق ما لم نراها واقعا ملموسا على أرض الواقع منوها إلى أهمية اتاحة الفرصة كاملة للمريض للتنقل من وإلى المستشفيات داخل وخارج الوطن ومؤكدا بأن إمكانية الوصول لأي مستشفى هو حق أصيل من حقوق المريض متسائلا عن الأسباب التي حرمت قرابة 25.5% من المرضى الحاصلين على تحويلات علاجية هذا الحق في تلقي العلاج في العام 2015 وتضاعف هذه النسبة في العام الجاري 2016.
هذا وأشار أبو الريش في كلمته للمعاناة الكبيرة التي تلحق بالمرضى الفلسطينيين جراء الانتظار أو المنع على الحواجز والمعابر الإسرائيلية وكيف أنها ساهمت بشكل واضح في إضافة المزيد من المتاعب والمضاعفات على كاهل المريض من الجانب الجسدي والمعنوي إضافة لحالة الابتزاز التي يتعرض لها المريض على تلك الحواجز ونوه في السياق بأن منع دخول بعض الأجهزة الطبية وقطع الغيار لها يعد أيضا شكلا من أشكال منع تلقي العلاج للمرضى في غزة
وطالب أبو الريش في نهاية كلمته إلى ضرورة وضع حد لتجاوزات المحتل الإسرائيلي في هذا الجانب مشددا على أهمية بذل المنظمات الصحية الدولية لمزيد من الجهد في سبيل ايجاد آليات مناسبة وضابطه تسمح للمرضى بتلقي علاجهم دون منع أو تأخير وتعاقب المحتل الغاصب على سلوكه المنافي لأبسط معاني حقوق الإنسان .
بدوره تحدث د. جيرالد روكنشاوب ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين عن التحدي الكبير الذي يواجه العمل الصحي في غزة رغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها وزارة الصحة في الفترة السابقة سما في مجال القضاء على الأمراض المعدية , مؤكدا على أهمية الوصول للخدمات الصحية لكل إنسان بغض النظر عن دينه وعرقه , لافتا انتباه الجميع بأن من حق كل طفل وكل أم وأب أن يتلقى العلاج وأن ترافق الأم طفلها دون أي معيقات .
من جانبه , قال السيد روبرت بيير منسق الأمم المتحدة لشئون المساعدات الإنسانية والتنمية أن حرية الحركة في أبسط صورها هي الحق في الوصول , وتحديدا الوصول للخدمات الصحية المنقذة لحياتنا وحياة كبار السن أو ربما حياة أطفالنا الرضع , وأضاف ” يجب أن يملأنا الفزع من فكرة وجود السياج والجدار ورجل الأمن والموظف البيروقراطي التي تحول بينك وبين الخدمات الصحية المنقذة للحياة ”
تجدر الإشارة إلى ان هذا التقرير اعتمد على بيانات واردة من الوزارات الفلسطينية ومن مؤسسات صحية غير ربحية وعلى مقابلات مع المرضى ودراسات ميدانية وتكون من ثمان وأربعين صفحة تطرق من خلالها إضافة لحالات المنع على الحواجز الإسرائيلية الهجمات العنيفة على المرافق الصحية والمرضى والطواقم الصحية خلال فنترة التقرير وحالة الوصول الى الخدمات الصحية في المنطقة “ج” في الضفة الغربية حيث تسيطر دولة الإحتلال على الشؤون الأمنية والميدانية هناك .
وأوصى التقرير إسرائيل كونها القوة المحتلة الى تحمل المسؤولية القانونية وإتاحة الفرصة كاملة للمرضى حرية الوصول لتلقي الخدمات الصحية دون أي عراقيل , كذلك دعا التقرير مصر لرفع القيود عن حركة المرضى وتسهيل وصولهم إلى المستشفيات في كل الأوقات والظروف .