أوصى خبراء ومختصون بالمجال الصحي بضرورة زيادة عدد الكوادر الطبية في مجال الصحة النفسية إضافة إلى تكامل أدوار مزودي الخدمات الصحية النفسية بين كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتعمل بنظام موحد إضافة إلى افتتاح أقسام للصحة النفسية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.
جاء ذلك خلال ورشة عمل حول الخطة الوطنية للصحة النفسية وخطة الطوارئ المقترحة وذلك بحضور معالي وزير الصحة د. باسم نعيم ووكيل الوزارة المساعد د. حسن خلف وعدد من النواب ضم د. خميس النجار رئيس اللجنة الصحية في المجلس التشريعي والنائب محمد شهاب ود.عايش سمور مدير عام الصحة النفسية بالإضافة لحضور ممثلين عن منظمة الصحة العالمية، وعدد من المدراء العامين في الوزارة.
وأوضح وزير الصحة د. باسم نعيم أن وزارته تعطي أولوية واهتمام كبير في تطوير العمل الصحي النفسي بخلاف ما كان في السابق حيث كان الحديث في هذا الموضوع يعد ثانويا، مشيرا أن هذه الورشة جاءت عقب سلسلة من اللقاءات والخطوات التي كانت قد اتخذت في الفترات السابقة والتي تمّت بالتنسيق والتعاون مع الإخوة المعنيين في الضفة الغربية وبمشاركة العديد من المؤسسات ذات الصلة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.
وقال الوزير نعيم” إن الوزارة قد خطت خطوات واثقة ومتميزة في المجال الصحي النفسي من خلال تبنّيها لبرنامج الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية في الجامعة الإسلامية والذي جاء العمل به عقب اتفاق مسبق تم بين كلا من وزارة الصحة والجامعة الإسلامية ومنظمة الصحة العالمية، مشيرا أن هذا البرنامج يعقبه برنامج ثاني متعلق في علم النفس الاكلينينكي وثالث خاص بالباحثين الاجتماعين.
وأضاف الوزير نعيم” إن عمل الصحة النفسية شهد خلال العامين الأخيرين ثورة حقيقة يمهد لمستقبل أفضل، خاصة بعد إنشاء اللجنة الوطنية العليا للصحة النفسية، شاكرا جهود كل من تعاون مع الوزارة في سبيل تحقيق نهضة قوية في مجال الصحة النفسية.
وبيّن الوزير نعيم أن وزارته معنية بتفعيل الخطة الإستراتيجية التي تم وضعها في عام 2005 ولكنها لم تفعل حينذاك، علما أنه تم تفعيلها منذ عامين من خلال إدخال تعديلات هامة عليها، منوها أن العمل جار على قدم وساق لتنفيذ الخطة الخمسية التي أعدتها الإدارة العامة للصحة النفسية وعبر التعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة، بما يضمن نجاح الخطة والوصول إلى واقع صحي نفسي أفضل في فلسطين.
بدوره استعرض د. عايش سمور مدير عام الصحة النفسية مسودة الخطة الوطنية للصحة النفسية 2010 – 2014 المقترحة، والتي تناول من خلالها العديد من الموضوعات التي ركنت عليها الخطة والتي كان أبرزها ترميم مراكز الصحة النفسية لتتناسب مع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين إضافة إلى زيادة الاهتمام في الصحة النفسية من خلال اعتبار العمل فيها مستقلا بعيدا عن أن تكون تابعة للرعاية الأولية كما كان دارجا في السابق.
كما دعا د. سمور إلى زيادة التنسيق والتعاون بين كافة مقدمي خدمات الصحة النفسية سواء العاملين في القطاع الحكومي أو الأهلي فضلاً عن زيادة عدد العاملين في المجال الصحي وعقد دورات تدريبية لهم بشكل متواصل.
وأثنى د. سمور على دور اللجنة الوطنية العليا للصحة النفسية الفاعل والمساند لوزارة الصحة للارتقاء بهذا النوع من الخدمات الصحية، كما أشاد باهتمام المسئولين في الوزارة وفي مقدمتهم معالي وزير الصحة د. باسم نعيم من خلال تسخير كافة طاقات وإمكانات الوزارة في هذا المجال الهام.