ضمن مبادرة” جرب تسمعها”..

الصحة: مريضة تروي تجربتها مع سرطان الثدى وكيف هزمته بعزيمة وتحدى حتى الشفاء التام

الصحة/ أسامة طه

لم تصدق السيدة “مفيدة” من قطاع غزة المحاصر ما قاله لها طبيبها المعالج في مستشفى الصداقة التركي-مركز غزة للسرطان د. رسمي قشطة والسرور والفرح على محياها أنها شفيت تماما من المرض وكأنها لم تصب من قبل، خاصة أنه لم يمض على اكتشافها للمرض عام واحد، وأن مريضات السرطان بغزة يعانين من واقع صعب نتيجة عدم توفر الفرص الحقيقية للعلاج في مستشفيات غزة التي تعاني من نقص مستمر بالأدوية والعلاجات اللازمة وكذلك الأجهزة التي تساعد على شفائها.

ورغم كل الصعوبات التي سمعتها من رفيقاتها بالعلاج، فإنها لم تيأس وصمدت كمثال للإرادة والقوة لتنال الشفاء التام.

وتواصل السيدة مفيدة حكاية قصتها مع السرطان.” عندما شفيت منه كدت أطير فرحا، لكنني لم أكن أتصور لحظة أنه سوف أنجو منه وتتذكر تهاونها مع المرض “بحسرة”، إذ اكتشفت لأول مرة كيسا صغيرا في ثديها الأيسر دون أن تألوه اهتماما، حتی شعرت بعد فترة بفقدان وزنها وتضاعف الألم عليها، وعند مراجعتها الطبيب تبين أنه سرطان ثدي متقدم

، وتقول إنها تداركت الأمر سريعا، وقررت خوض التحدي مع المرض الخبيث بدلاً من الاستسلام للحزن، وانتصرت عليه بعد عام خضعت خلالها للعلاج الكيماوي، ورضخت لتشخيص الطبيب بضرورة استئصال ثديها.

تابعت والبسمة لم تفارق شفتيها، وقالت أنها كانت تستمد الطاقة من أفراد أسرتها عندما رأت أن حبهم لها لم يتغيّر، وأنهم ينتظرون الاحتفال بشفائها بفارغ الصبر.

وتعتبر السيدة مفيدة انتصارها على المرض بفضل الله اولا ومساندة الطواقم الطبية لها لهو إنجاز حقيقي ومصدر قوة لها وتقول:” أصبحت الآم حريصة على حياتي وعدلت كتير في طريقة طعامي، والحياة حلوة ولما يشعر الانسان بدو يفقدها بيصير يواجه المرض، وهمي الآن أفكر بنفسي وأهتم بصحتي، وأنا ممتنة لجميع من وقف معي ودعمي من أبنائي وأسرتي والأطباء وكل الشكر للناس الذين وقفوا بجانبي أثناء إصابتي بالمرض”.

وتوجه السيدة “مفيدة” نصيحة لجميع النساء باستشارة الطبيب فورا في حال ملاحظة أي من العلامات التحذيرية، مثل كتل متصلبة أو عقد ونتوءات بالثدي أو تغير لون الثدي.

وعن تجربة السيدة “مفيدة” مع المرض، أكد استشاري الأورام د.رسمي قشطة على أن نفسية المريض تتحكم في سير العلاج ونسبة نجاحه، فكلما حافظ المريض على معنوياته مرتفعة كان العلاج أقل ضررا بسبب تقويتها الجهاز المناعي، موضحا أن الخوف والهلع قد يقتلان المريض أكثر من أعراض سرطان الثدي، الذي ثبت أنه قابل للعلاج.

وقال إن البداية كانت مع سرطان الثدي في مايو 2022 حينها تم تشخيص السيدة مفيدة بسرطان الثدي المتقدم، وبدأت رحلة علاجها بوصفة طبية تشمل ثمانية بروتوكولات علاجية كيماوية مكثفة مخصص للعلاج الثلاثي السلبي، وبعدها تم اجراء صورة بالأشعة المقطعية تبين من خلالها انحسار المرض.

وأضاف:” أنه تم بالتشاور مع طبيب جراحة الثدي بضرورة استئصال الثدي كاملا مراعاة لصغر حجم الورم وبعد الفحص الذي أظهر أن المريضة ليست بحاجة لعلاج تكميلي وأنها شفيت تماما من مرض السرطان وكأنها لم تصب به من قبل.

وأعرب د. قشطة عن سعادته في الحصول على القراءة الصفرية بالنتائج النهائية للتحليل وصف تجربتها بنقطة مضيئة في جدارية يخيم عليها السواد نتيجة معاناة المرضى أثناء تلقيهم العلاج خارج قطاع غزة وأيضا نتيجة النقص المزمن في بروتوكلات العلاج والكثير من الأدوية المساعدة لمرضى السرطان وعدم توفر العلاج الاشعاعي.

وأضاف أن من العلامات الأخرى التي تنذر باحتمال الإصابة بسرطان الثدي هي اتجاه حلمات الثدي إلى الداخل، أو ظهور قشور أو بقع عليها، أو تعرضها للنزف.

وأكد د. قشطة على أن عوامل نجاح وانتصار المرضى على مرضهم تتعلق بداية بتهيئة المريض نفسيا لتقبل خبر مرضه برضى وتحدي، وكذلك اختيار العلاج الناجع للحصول على النتيجة الأفضل، مبيناً أن الذي ساهم في شفاء المريضة هو النظام العام بالمستشفى وتوظيف الإمكانات المحدودة من الادوية والتحاليل اللازمة للتشخيص ومحاصرة المرض إضافة الى التزام المرضى والدقة بالمواعيد وحجزاتهم والتزامهم في خطط وبروتوكولات العلاج.