الصحة: مضاعفات نفسية وجسدية وحالة من اليأس تعيشها المريضة “سهام” بعد إصابتها بالسرطان وعدم توفر علاجها في قطاع غزة

الصحة: نهى مسلم

لا تعلم كيف تواسي نفسها أم تعزيها باكتشاف سرطان خبيث في أحد أعضاء جسدها النحيف، لكنها الحقيقة التي أكدتها الفحوصات الطبية أنها مصابة بسرطان في المعدة، بعد معاناتها لفترة من استفراغ وقيء متواصل أجبرها للكشف الصحي لمعرفة سبب ذلك، لتكون النتيجة صادمة لها ولذويها.

المريضة “سهام” في أواخر الثلاثينات كانت في حالة صدمة وذهول كبير، لا أعلم لماذا لربما من مضاعفات المسكنات التي تتناولها علها تسكن بعض من آلامها أو قد تكون من بعض العلاجات لربما أيضا تخفف من وطأة وحدة الانتشار، ولكن حينما بادرنا بالسؤال عن حالتها اكتفت بنظرات يائسة، ليجيب زوجها بأنها حالتها صعبة جدا خاصة مع عدم توفر بعض الأصناف من الأدوية اللازمة لها، والبعض الآخر يضطر لشرائه على نفقته الخاصة.

ذويها وأقاربها المتواجدين معها لم يكفوا بالدعاء لها خاصة وأنهم يعلمون أن علاج هذا السرطان غالبا غير متوفر في مشافي القطاع، وفق ما سمعوه عبر وسائل الإعلام المحلى ومدى معاناة مرضى السرطان في القطاع المحاصر.

هذه المريضة انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد إصابتها بالسرطان لم تعد كما السابق، لم تستطيع التعايش مع مرضها وهي ترى جسدها يتأكل شيئا فشيئا، لم تعد ترى أطفالها لفترات طويلة بعد مكوثها على سرير مستشفى الصداقة التركي لفترات أطول للمتابعة الصحية، نظرات الاستجداء وصمتها المطبق لم يعد كافيا لتوفير علاجها، وهى تنظر لحالها وقد استوطنها ذلك الخبيث ليجعل منها روح بلا روح.

كان لقاءنا مقتضبا مع حالة اليأس التي كانت تسيطر على المشهد العام لذوي المريضة وتحديدا زوجها الذي رافقنا الى خارج غرفة المريضة، ليتساءل الى متى ستستمر معاناة مرضى السرطان في حرمانهم في العلاج سواء داخل القطاع أو السفر للخارج لتلقي جرعاتهم الكيماوية، ونحن نرى يوما بعد يوم تزايد حالات السرطان وفق قوله، ليوجه رسالة تعاطف مع هؤلاء المرضى لإنقاذ حياتهم قبل أن يستشرى في أجسادهم التي باتت لا تقوى على مقاومته جراء نقص الدواء.

حالة “سهام” كمئات الحالات في مستشفى الصداقة التركي التي تنتظر توفر علاجها أو السفر الى الخارج لتلقى جرعاتهم الكيماوىة، ربما تقلل من مضاعفات ذلك المرض وعدم انتشاره في أجسادهم الضعيفة التي باتت لا تقوى على الانتظار أكثر من ذلك، ويبقى السؤال، الى متى هذا التسويف والمماطلة والعبث بحياة المرضى وحرمانهم من أبسط حقوقهم في العلاج؟