وزارة الصحة/ملكة الشريف
هرعت الطواقم الطبية بمجمع الشفاء الطبي لتقديم خدماتها الطبية للمصابين الذين يصلون تباعا الى قسم الطوارئ في المستشفى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سرعة مهيبة من التعامل مع الحالات بدقة وحذر ومشاعر مختلطة تلهث بها القلوب وتلهج بها الالسنة بالدعاء.
الطفل “أدهم صالح” كان أحد أهداف الاحتلال الذي لا يرحم طفلا أومسنا أو حجر، جرحه ينزف متدفقا على جسده النحيل الذي لا حركة فيه.
استشاري المخ والاعصاب بمجمع الشفاء الطبي د.حازم ماضي يستذكر تلك اللحظات العصيبة التي أشرف فيها الطاقم الطبي المرافق على تقديم المساعدة للمصاب، ويقول “هرعنا لإسعاف الجريح وانقاذه، واصابة “أدهم” كانت إصابة شديدة في الدماغ، فهو مصاب بكسر وتهتك في الجهة الامامية من الدماغ من الجهة اليسرى، وتهتك في عظم الجمجمة مصحوبا بنزيف”.
ويتابع د. ماضي ” قمنا بعمل اجراء جراحي طارئ، وذلك برفع الشظايا من الدماغ، وإيقاف النزيف، وتمت متابعة “أدهم” في العناية المركزة لعدة أيام، استكمل فيها العلاج وتقديم الخدمات الصحية اللازمة من متابعة دائمة، وتعقيم لجرحه، وتناول الادوية اللازمة له.
عائلة الطفل “أدهم” تستذكر تلك السويعات من الألم والهلع والدعاء والبكاء التي امتدت لتصبح دهرا وهم بانتظار حبل نجاة يطوق ابنهم، فكانت فرحتهم العارمة امتزجت فيها كل مشاعر الامل في وجه الله، فكانت كلمات الطبيب لهم بمثابة البلسم الشافي لخوفهم وهلعهم على حياة ابنهم.
“أدهم” الذي غادر المستشفى لا زال يستذكر حنو الفريق الطبي وابتسامتهم الدائمة له وهم يقدمون له الرعاية الصحية والابتسامة لا تفارق محياهم ويقول “بس أكبر أتمنى اصير دكتور”
يذكر انه خلال العدوان الأخير على قطاع غزة أصيب (151) طفل، واستشهد (17) طفل.