العلمي للحروق يستقبل شهريا 50 حالة

د.أبو شعبان: التمارين العلاجية تقلل أخطار الجلطات وتحافظ على الحس والتوازن

الصحة/ مؤزر الحنجوري- ملكة الشريف

يقدم الطاقم الطبي في مركز عدنان العلمي للحروق خدماته بشكل تكاملي بين أطباء الحروق والتجميل وطواقم العلاج الطبيعي والتأهيل والتمريض والأخصائيين النفسيين ويستقبل القسم شهرياً حوالي 50 حالة دخول ومتابعة في العيادة الخارجية.

حاصرتها النيران

لم تكن “مريم” 17 عاماً تعلم ما تخبئ لها الأقدار وهي تذاكر دروسها في غرفتها حين حاصرتها النيران نتيجة ماس كهربي أدى لإصابة جسدها بحروق ما نسبته 37% من الدرجتين الثانية والثالثة في وجهها وأطرافها العلوية والسفلية، حيث مكثت قرابة الشهر في العناية المكثفة وأجريت لها عدة عمليات جراحية وقد عانت الفتاة من محدودية الحركة في مفاصل الأطراف العلوية وصعوبة في المشي.

والدة “مريم” لم تتوقع تحسناً وتقدماً في حالة ابنتها، ولكن قدَّر الله أن تعود لوظائف حياتها اليومية بشكل يقترب للوضع الطبيعي لها في المشي والحركة بعد مشوار غير قصير من التمارين العلاجية، واستخدام الجبائر والأوضاع المختلفة والعناية الطبية المختلفة ومازالت قيد العلاج والمتابعة.

وأكد د. نافذ أبو شعبان رئيس قسم الحروق وجراحة التجميل بالمركز أن دور العلاج الطبيعي أساسي ولا يمكن الاستغناء عنه، وأن ما يميز العاملين بقسم الحروق هو العمل  بروح الفريق، وأخصائي العلاج الطبيعي مكون مهم وفعَّال فيه ، والمضاعفات الناتجة عن الحروق وصلت لمستويات منخفضة جداً بفضل جهود عمل طاقم العلاج الطبيعي بالقسم .

وأضاف د. أبو شعبان أن للتمارين العلاجية التي يستخدمها أخصائيو العلاج الطبيعي أهمية بالغة في المحافظة على حركة المفاصل ومنع التشوهات فيها، والحفاظ على قوة العضلات وتقليل الانتفاخ خصوصاً في الأطراف وتنشيط الدورة الدموية ، بالإضافة إلى تمارين المشي والحركة مبكراً التي تساهم في تقليل أخطار الجلطات وللمحافظة على الحس والتوازن، كما تم تجهيز غرفة ألعاب في قسم الحروق بتبرع من مؤسسة MAP والتي يستخدمها العلاج الطبيعي لتنفيذ تمارين وأنشطة علاجية للأطفال بما يطلق عليه “العلاج باللعب”.

                          وسائل علاجية فعالة

بدوره،  اعتبر أخصائي العلاج الطبيعي د. محمد درويش أن استخدام الجبائر Splints من الوسائل العلاجية الفعالة في التعامل مع حالات الحروق ويشكل إضافة مهمة لوسائل العلاج الطبيعي، حيث يقوم الأخصائي بتصنيعها محلياً حسب مقاييس علمية وتشريحية دقيقة بهدف استخدامها للمحافظة على أفضل وضعية للأطراف، ومن المواد المستخدمة أيضاً اللباس الضاغط والسيلكون حيث يستخدمان لمنع ظهور الندب اللحمية بعد الحرق والتحكم بها قدر المستطاع وكذلك المساج الطبي.

وتتم متابعة المرضى بعد خروجهم من المستشفى حيث تقدم لهم النصائح والإرشادات وأيضاً متابعتهم في استخدام الجبائر المناسبة والألبسة الضاغطة، ومساج الندب وتركيب السيلكون والتمارين العلاجية.

ويرتكز دور العلاج الطبيعي في قسم الحروق على متابعة المرضى في غرف العناية المكثفة والعمليات وقسم المبيت، وذلك بهدف إعادة تأهيل مصابي الحروق ومنع أو التخفيف من المضاعفات الناتجة عن الحروق والعودة لأفضل مستوى من النشاط الحركي وممارسة أنشطة الحياة اليومية، و أفضل مستوى جمالي لما ستتركه الحروق من أثر ليتمكن الإنسان من الرجوع إلي ربوع العائلة والمجتمع ومحيط العمل.

 

وأضاف أن خدمات العلاج الطبيعي في قسم الحروق انتقلت نقلة نوعية خلال السنوات الأربع الماضية من حيث الإمكانات والأدوات والمهارات الفنية، و تم استبدال استخدام الجبس العادي POP بمواد أكثر كفاءة وفعالية وذات ميزات متعددة مثل thermoplast المتبرع به لصالح العلاج الطبيعي حيث أنها مادة مرتفعة الثمن غير متوفرة بوزارة الصحة.

من ناحيتها تحدثت د. رانية أبو شوارب أخصائية العلاج الطبيعي عن أن جهداً كبيراً بُذل لتطوير الكادر وتحسين خدماته حيث وفرت وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل بالتعاون مع مؤسسات أطباء بلا حدود – فرنساMSF  و منظمة الإعاقة الدولية HI فرصاً تدريبيةً في ذات المجال بمساهمة خبير أجنبي وتم تزويد شعبة العلاج الطبيعي بقسم الحروق بالمواد والأدوات اللازمة لتصنيع الجبائر.

ويعد تقييم المريض خلال الـ 24 ساعة الأولى من دخوله المستشفى هدفاً مبدئياً يرتكز عليه أخصائيو العلاج الطبيعي بشكل أساسي لتحديد الخطة العلاجية المناسبة، ويستخدم العلاج الطبيعي وسائل متعددة للتعامل مع مصابي الحروق من أهمها الحفاظ على ميكانيكية التنفس ومنع أية مضاعفات في الجهاز التنفسي يمكن أن تتطور، وكذلك وضع المصاب في أوضاع Positioning خاصة لتجنب حدوث الاستسقاء وتلف الأنسجة ومنع تكون الانكماشات والشد Contractures في الأنسجة والعضلات والحفاظ عليها في حالتها الطبيعية خصوصاً في مناطق المفاصل.

شح المواد الخام

ويعاني أخصائيو العلاج الطبيعي من شح المواد الخام المستخدمة في تصنيع الجبائر البلاستيكية وخصوصاً مادة thermoplast حيث يصنعوا منها الجبائر الضرورية فقط حيث لا بديل للمادة في حال نفاذها ولعدم وجود دعم منها لغلاء ثمنها، وأن هناك مواد مهمة مثل السيلكون والأربطة الضاغطة غير متوفرة لذات السبب الأخير.

وتواجه الطواقم العاملة في أقسام الحروق ضغوطاً كبيرة في العمل بفعل الحرائق المتكررة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة نتيجة استخدامهم المولدات الكهربية والشموع حيث الانقطاع المتواصل للتيار الكهربي، أضف إلى ذلك استخدام الاحتلال الصهيوني القذائف والصواريخ الحارقة ضد المواطنين، ويؤثر ذلك كله بشكل أساسي على فئة الأطفال من المواطنين.

هذا وتبذل وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل بوزارة الصحة جهوداً كبيرة في تطوير خدمات العلاج الطبيعي للتخفيف من معاناة المصابين والمرضى لضمان إيصال الخدمة إلى أكبر شريحة من مستحقيها.