الكوادر الإعلامية في الميدان.. جنودٌ مجهولون والحقيقة سلاحهم
وزارة الصحة/
في الوقت الذي يستهدف فيه الاحتلال الإسرائيلي شعباً أعزل في مسيرات سلمية ليطالب بحقوقه المشروعة، تستنفر وزارة الصحة كافة كوادرها ومقدراتها للوقوف إلى جانب مواطنيها وإنقاذ حياتهم التي تحاول أسلحة وقناصات الاحتلال سلبها بكل اصرار وترصد.
إعلاميو الوزارة والمراكز الصحية كانوا أحد الجنود المجهولين في الميدان، وثقوا انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وأسلحته المحرمة التي تفتك بأجساد المدنيين، كما وثقوا الجهود الجبارة التي تقوم بها الكوادر الطبية في الميدان.
المصور الصحفي في وحدة العلاقات العامة في وزارة الصحة محمد حمودة الذي يتواجد منذ صباح يوم الجمعة في الميدان، ويعود إلى منزله بعد حلول الظلام حاملاً معه كاميراته ومعداته ليكمل عمله ويخرج بمادة إعلامية تظهر الحقيقة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي إخفاءها.
يؤكد “محمد” أنه وبالرغم من خوف عائلته الشديد عليه واشتياقه لأطفاله الذين يغلبهم النعاس قبل عودته إلى المنزل ليلاً، إلا أنه لم يتردد بالخروج في أيّ مرة، مشيراً انه يقضي يومه بالكامل ما بين التصوير في النقاط الطبية والمستشفيات وعمل المونتاج للمواد الإعلامية ونشرها في مكتبه بالوزارة.
وعن أهم الصعوبات التي يواجها الإعلاميون في النقاط الطبية، أكد “محمد” أنه يتألم كثيراً بسبب مشاهد الدماء التي تنزف من أقدام المصابين، وحجم الضرر التي تحدثه الطلقات بأجسادهم، كما أنه يشعر بالحزن الشديد على ما يصيب الأطفال الصغار بسبب الغازات والأعيرة المتفجرة التي تقتلهم أو تفتت أقدامهم.
أما المصور في إدارة صحة رفح أحمد البابا فله قصةٌ تدمي القلب، ففي الوقت الذي ينشغل فيه “أحمد” بتوثيق وتصوير الحالات منذ الصباح حتى غروب الشمس، يُفاجأ بنفسه يلتقط صور لوالده الجريح.
يصف “أحمد” اللحظات الأولى لرؤيته والده قائلاً “التقطت عدة صور سريعة لأحد المصابين بالكاميرا، وعندما فتحت الصور لأتأكد من جودتها أصبت بصدمة كبيرة لأن صاحب الصورة هو والدي المريض بالقلب، وظننت بداية أنه هنا بفعل استنشاق الغاز إلا أنني فوجئت مجدداً بكونه مصاب بطلق ناري في قدمه، واستمراراً لمسلسل المفاجآت اكتشفت لاحقاً أنه مصاب بطلقين ناريين في كلتا قدميه!”
وفيما يتعلق بالجانب المهني للإعلاميين في مسيرات العودة، أكد الإعلامي في الإدارة العامة للرعاية الأولية إياد أبو غزة أن الإعلاميين يبذلون جهوداً كبيرة في توثيق الإصابات المختلفة التي يتعرض لها المواطنون، إضافة إلى تنسيق عمل وسائل الإعلام الأخرى وتغذية المنافذ الإعلامية بآخر الإحصائيات والمستجدات في الميدان، كما يعمل الإعلاميون على استقبال الوفود الزائرة وإجراء الاتصالات اللازمة لتهيئة النقاط الطبية والتأكد من جهوزيتها التامة.
وتحدث أبو غزة عن روح التعاون التي تسود بين كوادر وزارة الصحة على اختلاف تخصصاتها، مشيراً إلى أن الجميع يقوم بأكثر مما يتوجب عليه ليكون بمثابة صمام أمان للمواطنين هناك.
وفي ذات السياق، تحدث الإعلامي في وحدة العلاقات العامة في الوزارة نور الدين عاشور عن حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الإعلامي في وزارة الصحة، لكونه المصدر الأول لوسائل الإعلام المحلية والدولية فيما يخص أعداد الجرحى والشهداء، إضافة إلى دوره في توثيق الصورة والكلمة التي تصف الوضع الميداني مهنياً وإنسانياً.
وأكد “نور الدين” أن رسالتهم كإعلاميين تحمل طابعاً إنسانياً مدافعاً عن حقوق الجرحى والمرضى بشكل عام، منوهاً إلى أن جميع الكوادر الطبية تتفهم عملهم وأهمية دورهم في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث هناك.