أنفلونزا الخنازير
المواجهة مع الأوبئة لم تعد محصورة بمنشئها بل أمام حركة السفر، وتبادل البضائع، وسهولة الاتصال والتي هي احد مشاكل العولمة، وقبل أن ينهي العالم أزمة انفلونزا الطيور، انفجرت انفلونزا الخنازير، والمشكلة أن الاحتياطات مهما علت وأعلنت حالات الطوارئ، فالمنافذ لتسرب العدوى تأتي من العديد من المصادر، سواء جاءت مع السلع، أو الطيور المهاجرة، أو مع الحدود، وخاصة البلدان التي تقوم بتربية الخنازير وخصوصا البرية منها التي تستطيع التنقل بسهولة.
إنفلونزا الخنازير مرض يتفشى في مزارع الخنازير سببه فيروس انفلونزا من النوع "ايه" (هذا النوع قابل للتحول الى جائحة خلافا لنوع "بي"). ويمكن لهذا الفيروس ان ينتشر بسرعة. وتتغير فيروسات الانفلونزا باستمرار لدى الخنازير كما هو الحال لدى الانسان. الا ان الجهاز التنفسي لدى الخنازير تحتوي على مستقبلات فيروسات انفلونزا الخنازير والطيور والانفلونزا البشرية ايضا، إذا يشكل الخنزير من حيث تركيباته الجينية "بيئة محفزة" لظهور انواع جديدة من فيروسات الانفلونزا، وذلك حين تنتقل اليها اكثر من عدوى بشكل متزامن. وتركيبة فيروس A من النوع (H1N1) الحالي غير مألوفة بحسب العلماء، انها نوع جديد من الفيروسات. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من ان فيروس A من النوع (H1N1) الحالي قابل بوضوح للتحول الى جائحة لانه يطال البشر". وقالت السلطات المكسيكية إن كل الاصابات المسجلة في المكسيك انتقلت عدواها من انسان لاخر. وأضافت المنظمة ان الفيروس "يصيب الراشدين من فئة الشباب الذين ينعمون بصحة جيدة".
وتشهد بعض مناطق العالم حالياً تفشيات للفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير والتي ادت الى رصد هذه الفيروسات في حالات إصابة بشرية بين المتعاملين في تربية الخنازير.
وبائية المرض:
انتقل المرض بشكل وبائي الى الانسان من الخنازير في بعض دول العالم منها المكسيك والولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل والعديد من الدول الاخرى.
العدد التراكمي للحالات والوفيات بين البشر:
سُجلت أول الحالات بين البشر في المكسيك ومن ثم انتشرت الى العديد من دول العالم حيث تم تسجيل 898 اصابة مؤكدة مخبرياً بحسب بيان منظمة الصحة العالمية اعتباراً من 27/04/2009م وحتى 03/05/2009م.
المسبب:
يسبب المرض فيروس الانفونزا (A) الذي يتضمن قائمة طويلة من الأنماط ( حتى الآن 15 ) التي تعرضت لتحورات جينية أدت إلى حدوث أوبئة عديدة بين الخنازير في الأمريكيتين وانحصرت تلك الأوبئة حالياً في النمط ( H1N1 )عالي الضراوة .وقد اكتسب هذا الفيروس أهميته نسبة لقدرته على التحور الجيني مما جعله أكثر ضراوة ولدية القدرة للانتقال من الخنازير الى البشر.
فترة حضانة المرض:
1-7 أيام.
طرق انتقال فيروس أنفلونزا الخنازير للإنسان :
– تعتبر المخالطة المباشرة أو غير المباشرة مع الخنازير الحية المصابة بالمرض المصدر الرئيسي لانتشار المرض عن طريق إفرازات الفم والبراز لهذه الحيوانات.
– للفيروس قدرة للعيش لفترات طويلة في درجات الحرارة المنخفضة مما يزيد من فرص انتشار الأوبئة.
– من خلال تلوث الأدوات والملابس المستعملة من قبل العاملين في حظائر الخنازير.
أعراض وعلامات أنفلونزا الخنازير في الإنسان :
وتبدو أعراض إنفلونزا الخنزير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية من ارتفاع في درجة الحرارة تصل إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، آلام في الحلق، سعال، الام في العضلات، اجهاد شديد، صعوبة شديدة في التنفس نتيجة إلى حدوث التهاب فيروسي في الرئة ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية وتستمر عادة هذه الأعراض (3-7 أيام) واحيانا تؤدي إلى إصابات مميتة.
التشخيص:
أخذ عينات من الدم والجهاز التنفسي لفحصها لأنفلونزا الخنازير ويعتبر التشخيص إيجابياً عند حدوث واحد أو أكثر من التالي:
– ايجابية المزرعة للفيروس.
– ايجابية الـ (PCR) لأنفلونزا الخنازير.
– ايجابية الـ (IFA) لمضادات أنفلونزا الخنازير.
– ارتفاع بمقدار أربعة أضعاف للمضادات النوعية لأنفلونزا الخنازير.
الاجراءات العلاجـية:
أولاً: تجاه المريض:
تتمثل المعالجة في علاج الأعراض الأساسية وهي الالتهاب الرئوي والحمى والالتهابات الثانوية.
– أخذ عينات للفحص المخبري للأنفلونزا والالتهابات الأخرى.
– أعطاء المريض مضادات الفيروسات والتي تستخدم كعلاج للمريض وأيضاً لوقاية المخالطين والأشخاص الأكثر عرضة ويفضل اوسلتاميفير oseltamivir (تاميفلو – Tamiflu ) 75 ملجرام بالفم مرتين يومياً لمدة خمس أيام وينصح بعدم استخدام أمانتادين (amantadine) وريمانتادين (rimantadine) لأن الفيروس لديه مقاومة ضدهما وكذلك عدم استعمال الريبافيرين (ribavirin).
يبدأ العلاج بالتاميفلو في اليوم الأول أو الثاني من ظهور الأعراض ( 36 ساعة من بداية الأعراض)
– الجرعات العلاجية:
أ- البالغين : 75 مليجرام بالفم مرتين يوميا لمدة 5 أيام.
ب- الأطفال :
– الأطفال الذين وزنهم اقل من 15 كيلو جرام : 30 مليجرام بالفم مرتين يوميا لمدة 5 أيام.
– الأطفال الذين وزنهم بين 15-23 كيلو جرام 45 مليجرام بالفم مرتين يوميا لمدة 5 أيام.
– الأطفال الذين وزنهم بين23-40 كيلو جرام 60 مليجرام بالفم مرتين يوميا لمدة 5 أيام.
– الأطفال الذين وزنهم أكثر من 40 كيلو جرام 75 مليجرام بالفم مرتين يوميا لمدة 5 أيام.
– استخدام المضادات الحيوية الواسعة الطيف لعلاج الالتهابات الثانوية البكتيرية.
– تجنب استعمال سلسلات الصوديوم ( أسبرين ) للأعمار أقل من 18 سنة ويمكن استعمال الباراسيتامول ( بنادول ) أو آيبوبروفين (ibuprofen) عند الحاجة.
– وضع المريض في غرفة سالبة الضغط وفي حالة عدم توفر ذلك وضع الحالات في غرفة واحدة مع وضع حواجز من القماش (ستارة ) على ان تكون المسافة بين المرضى متر واحد على الاقل.
– في حالة عدم الحاجة لتنويم المريض تتم توعيته وأقربائه عن المرض وطرق الانتقال وحثه على استخدام وسائل الحماية الشخصية ( غسل الأيدي، استعمال الكمامة العادية أو الجراحية، تجنب الزيارات الاجتماعية ) وينصح بطلب المساعدة الطبية عند الشعور بمضاعفات أو سوء الحالة.
ثانياً: تجاه المخالطين.
– وضع المخالطين المباشرين للمريض تحت الترصد لمدة 7 أيام من آخر مخالطة وينصحوا بقياس درجة الحرارة مرتين في اليوم.
– تنفيذ العلاج فوراً في حالة ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية أو وجود كحة أو صعوبة في التنفس.
ثالثاً: العاملين الصحيين المباشرين للمريض:
– استعمال الملابس الواقية ( مرايل، كمامات جراحية، قفازات )
– غسل الأيدي جيداً بمطهر أو بالماء والصابون.
– إعطاء مضادات الفيروسات كعلاج وقائي.
– قياس درجة الحرارة مرتين في اليوم.
– تنفيذ العلاج فوراً في حالة ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية أو وجود كحة أو صعوبة في التنفس.
تعليمات خاصة بجرعات دواء التاميفلو:
أ. المرضى ذوي الاعتلال في وظائف الكلى:
– ليس هناك تغيير في جرعة العلاج للمرضى الذين معدل التخلص من الكرياتنين (creatinine clearance) لديهم أعلى من 30 مليلتر في الدقيقة.
– يوصى بخفض الجرعة الى 75 ملجرام يومياً لمدة 5 أيام لعلاج المرضى الذين معدل التخلص من الكرياتنين لديهم بين 10 و30 مليلتر في الدقيقة.
– لا يوصى بإعطاء الدواء للمرضى الذين يقل معدل التخلص من الكرياتنين عن 10 مليلتر في الدقيقة أو المرضى الذين يعانون اعتلال شديد في وظائف الكلى أو يخضعون للغسيل الكلوي.
– لا يوصى بإعطاء الدواء للأطفال الذين يعانون من فشل كلوي.
ب. المرضى ذوي الاعتلال في وظائف الكبد:
لا يوجد تغيير في الجرعة سواءً في حالة العلاج أو الوقاية.
ج. المرضى المسنين:
لا يوجد تغيير في الجرعة سواءً في حالة العلاج أو الوقاية.
د. الأطفال:
درجة الأمان وكفاءة استخدام العقار لم يتم التثبت منها في الأطفال الأقل من عام.
هـ. الحمل والرضاعة:
– لا توجد معلومات كافية في الوقت الراهن عن استخدامه كعلاج في حالة الحمل أو الرضاعة.
– يمكن استخدام العقار أثناء الحمل أو الرضاعة فقط إذا كانت الفائدة من استخدامه تعادل الخطر المحتمل على الجنين أو الرضيع.
موانع استخدام العقار:
عند وجود حساسية لأي من مركبات العقار.
الآثار الجانبية:
أعراض بالجهاز الهضمي ( غثيان – قئ )، صداع، إجهاد، أرق، التهاب بالملتحمة، رعاف الأنف، طفح جلدي ونادراً ما يحدث التهاب كبدي أو متلازمة استيفن جونسون.
الإجراءات الوقائية :
تهدف الإجراءات الوقائية إلى تقليل انتقال المرض من المصابين او المشتبه باصابتهم ومنع انتقال المرض إلى اخرين والذي تُتبع معهم الإجراءات الاحترازية التالية :
1. التوعية والتثقيف الصحي للعاملين في المراكز الصحية تزويدهم بالمعلومات والنصائح والإجراءات الوقائية اللازمة في مثل تلك الظروف.
2. إعطاء الفئات الأكثر عرضة (العاملين بالمختبرات التي تتعامل مع فيروسات أنفلونزا الخنازير، العاملين الصحيين الذين يتعاملون مع مرضى أنفلونزا الخنازير في المستشفيات أو الوحدات الأخرى ) العلاج الواقي ضد الفيروس (Tamiflu) 75 ملجرام جرعة واحدة يومياً لمدة 7 أيام وكذلك اللقاحات ضد الأنفلونزا البشرية الموسمية الموصى بها من المنظمة.
3. إتباع تعليمات وضوابط مكافحة العدوى في المختبرات والمستشفيات.
4.التنسيق بين الجهات ذات العلاقة كوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومراكز الاونروا والمؤسسات الصحية غير الحكومية وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وفادة المـرض ورفع درجـة الترصد والتحقق المبكر من المصادر المحتملة للمرض .
تعريف حالة أنفلونزا الخنازير
التعريف الطبي للحالات البشرية المصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير
الحالة المشتبهة:
أ- أي شخص يشكو من التهاب حاد في الجهاز التنفسي وكان هناك اختلاط مباشر مع حالات تم تشخيصها بانها حالات مثبتة بوجود المرض فيها، او
ب- أي شخص يشكو من التهاب حاد في الجهاز التنفسي وكان تاريخه المرضي يدل على وجود اختلاط مع حيوانات مثبت وجود المرض فيها او متوقع، او
ت- أي شخص يشكو من التهاب حاد في الجهاز التنفسي وكان قد حضر من مناطق بها حالات مثبتة من المرض خلال 7 ايام من قدومه.
الحالة المحتملة:
أي حالة مشتبه بوجود المرض فيها بالاضافة الى فحص مخبري موجب بوجود فيروس الانفلونزا A، او
أي شخص يتوفى من التهاب رئوي حاد غامض ويتوقع ان يكون قد خالط شخص محتمل وجود العدوى عنده او مثبتة.
الحالة المثبتة:
أي حالة محتملة ومثبتة بالتحاليل المخبرية بوجود الفيروس وتم تحديد نوعه بانه H1N1 عن طريق احد التحاليل التية:
– إيجابية المزرعة لفيروس الأنفلونزا.
– إيجابية الـ (PCR) للأنفلونزا.
– إيجابية الـ (IFA) لمضادات الأنفلونزا.
– ارتفاع بمقدار أربعة أضعاف للمضادات النوعية للأنفلونزا.
حالة تحت البحث:
– هو أي مريض يحتاج الطبيب إلي معلومات إضافية ( إكلينيكية أو تاريخ مخالطة ) قبل اتخاذ أي تصنيف.
إجراءات مكافحة العدوى بالمستشفيات
إجراءات مكافحة العدوى بالمستشفيات تجاه الحالات المشتبهة لمرض أنفلونزا الخنازير
الاحتياطات الاحترازية لمكافحة العدوى:
تتكون هذه الإجراءات من شقين:
? الاحتياطات الاحترازية المعيارية: هي الإجراءات التي يجب تطبيقها لكل
المرضى وفي كل الأوقات بما فيهم مرضى أنفلونزا الخنازير.
? الاحتياطات الاحترازية الإضافية المتعلقة بانتقال العدوى: تتضمن التالي:
– الاحتياطات الخاصة بالإفرازات التنفسية.
– الاحتياطات الخاصة بالمخالطة المباشرة.
– الاحتياطات الاحترازية الهوائية.
كما أن الجمع بين هذه الإجراءات الاحترازية سوف يؤدي إلى كفاءة عالية في مكافحة العدوى والالتزام القوي بالإجراءات الاحترازية مطلوب لكسر سلسلة العدوى.
الاحتياطات المعيارية:
علاج المرضى في المستشفيات يجب أن يكون علي قدر عال من الحماية للمرضى والعاملين بالمستشفى والزائرين وذلك يتمثل في الاحتياطات التالية:
– غسل الأيدي بأي مطهر أو بالماء والصابون.
– استعمال الملابس الواقية (PPE)عند التعامل مع العينات المخبرية والإفرازات الأخرى وتشمل الكفوف الكمامة عالية الحماية (N95) أو الجراحية ومريول ذا أكمام طويلة وغطاء الرأس ونظارة للعين.
– الحرص عند التعامل مع أدوات ومهمات المريض.
– الوقاية من طعنات الإبر والأدوات الجراحية.
– نظافة البيئة المحيطة والتخلص الآمن من الفضلات.
?الاحتياطات الاحترازية الإضافية المتعلقة بانتقال العدوى:
هذه الاحتياطات تنفذ بعد التأكد من أن الإجراءات السابقة قد طبقت وتشمل التالي:
– احتياطات تجاه انتقال العدوى بواسطة الرذاذ التنفسي.
– احتياطات الاحتكاك المباشر.
– احتياطات تجاه العدوى الهوائية: وتشمل استعمال الكمامة عالية الجودة من نوع (N95) ووضع المريض في غرفة سالبة الضغط.
تتخذ هذه الاحتياطات عندما يكون المريض معدي (ناقل للمرض):
– الأفراد في عمر أكبر من 12 عام: تستمر هذه الاحتياطات من وقت التنويم وحتى 7 أيام بعد اختفاء الحمى.
– الأطفال في عمر 12 سنة أو أقل: تستمر هذه الاحتياطات من وقت التنويم حتى 21 يوم بعد اختفاء الحمى.
– تنصح الأسرة بإجراء احتياطات السلامة الشخصية المتمثلة في غسل الأيدي جيداً واستعمال الكمامة العادية أو الجراحية للأطفال الذين ما زالوا يعانون من الكحة.
الاحتياطات التالية تقلل من فرص انتشار العدوى:
– عزل المريض في غرفة لوحدة وفي حالة عدم إمكانية ذلك يوضع المرضى من نفس المرض في غرفة كبيرة مع وضع فواصل بين كل سرير وآخر على ان تكون المسافة بينهم متر واحد على الاقل.
– التأكد من اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للحماية الشخصية ( الملابس الواقية ) عند الدخول في غرفة المريض.
– الحد من تحركات المريض داخل المستشفى وعند الضرورة أن يلبس الملابس الواقية.
– يجب على الكوادر الصحية التي تتعامل مع المريض اتخاذ كافة إجراءات السلامة الشخصية ( لبس الملابس الواقية ).
الفئات التي يجب عليها ارتداء الملابس الواقية:
– كل العاملين الصحيين الذين يتعاملون مباشرة مع المريض ( الأطباء، الممرضين والممرضات، العاملين بالأشعة، المعالجين الطبيعيين ).
– الكوادر المساعدة ( عمال النظافة، عمال المغسلة ).
–