روى مسلم رحمه الله في صحيحه أن رسول الله قال: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامّتهم».
أهمية النصيحة:
كلمة النصيحة من الكلمات التي يرتاح إليها السمع، وتطمئنّ إليها النفس، وتميل إليها المشاعر النقيّة؛ لأنها تهدف إلى الودّ والصلاح، وإلى ما ينفع الناس، يقولون: إنك نصحت القول لفلان، أي قصدت مصلحته ومنفعته، من هنا نجد أن النصيحة مهمّة جدًّا بين المسلمين، حيث إن رسول الله اهتم بها، وأمر بها وكأنها ركن من أركان الإسلام، ولُبّ الإسلام، وجوهر الإسلام، ومن أوجه أهمية النصيحة:
النصيحة من خلق الأنبياء:
النصيحة خُلُق أنبياء الله ورسُلِه، فهم أنصَح الخَلق، وأبرُّهم وأنقاهم، قال الله عن هود عليه السلام: ﴿وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ
النصيحة سنة النبي صلى الله عليه و سلم:
ومحمّد أعظمُ الخلقِ نُصحًا للخلقِ، وشفقةً على أمّته، ونصحًا لهم، وخوفًا عليهم، وصدَق الله سبحانه وتعالى إذا قال: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.
اشترط النبي النصيحة على من بايعه صلى الله عليه و سلم:
كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يبايعون الرسول صلى الله عليه و سلم على الصلاة والزكاة والنصيحة لكل مسلم، كما جاء ذلك في قول جرير بن عبد الله رضي الله عنه حينما قال: «بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم». وقال النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه عن ربّ العزّة جلّ وعلا: «أحب ما تعبّدني به عبدي النصح لي».
النصيحة من حقوق الأخوة بين المسلمين:
قال صلى الله عليه و سلم: «إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له». فالنصحُ بين المسلمين أفرادًا ومجتمعًا ليعدُّ أمارةً من أماراتِ الاهتمام بالصّلاح والإصلاح والمودة والمحبة.
النصيحة صفة الصالحين المصلحين:
وصُلحاءُ هذه الأمّة هم المتّصفون بالنصيحة لله ولكتاب الله ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم، قال أبو بكر المزنيّ رضي الله عنه: «ما فاق أبو بكر رضي الله عنهأ صحابَ رسول الله بصوم ولا بصلاةٍ، ولكن بشيء كان في قلبِه». قال: «الذي كان في قلبه الحبّ لله عز و جل والنصيحة في خلقه.
حكم النصيحة:
النصيحة واجبة على المسلمين للمسلمين، فهي عماد الدين، ولذلك عد قوله صلى الله عليه و سلم: «الدين النصيحة»، أصلاً عظيمًا من أصول الإسلام.