حاورته/نهى مسلم

اعتبر د.مفيد المخللاتى وزير الصحة بأن معبر رفح هو شريان الحياة لقطاع غزة سواء على صعيد حركة الافراد و المرضى و التبرعات من الأدوية و المستهلكات الطبية لوزارته و كذلك دخول الوفود الطبية ،و أن اغلاقه يؤثر بشكل خطير على كافة أركان و مرافق وزارة الصحة من مستشفيات و مراكز رعاية أولية .

جاء ذلك خلال حوار خاص للمكتب الاعلامى الصحي حول تداعيات اغلاق معبر رفح على القطاع الصحى فى غزة.

دخول الادوية و المستهلكات الطبية

و أكد معاليه خلال اللقاء بأن اغلاق معبر رفح سيؤثر سلبا فى عدة جوانب أهمها حرمان القطاع من وصول حوالى 30 % من الادوية و (25%)من المستهلكات الطبية الى قطاع غزة عن طريق معبر رفح ،حيث كانت تقوم السلطات المصرية باستمرار بتسهيل دخول التبرعات من الادوية و المهمات الطبية بشكل رسمى من خلال المعبر لتزويد القطاع بما يلزمه منها.

وأضاف:”بان حرمان قطاع غزة من هذه  الأدوية و المهمات الطبية سيؤثر بشكل سلبي و خطير على القطاع الصحي و الانسانى و خاصة المستشفيات و بالتالى ستزيد النسبة الصفرية من الأدوية و المستهلكات.

و أشار إلى أن وزارة الصحة قطعت شوطا كبيرا فى تحقيق انجازات مهمة فى  تعزيز الارصدة الدوائية وتغطية 80% من احتياجات الأدوية معتبرا أن هذا الانجاز كبير و عظيم و لابد من المحافظة عليه ،موضحا بأن معظم هذه الادوية تم تغطيتها من المؤسسات العربية و الدولية المانحة مرورا بمصر الشقيقة بشكل رسمى شاكرا لها هذا الدور الانسانى و الفعال فى تعاطيها مع أزمات قطاع غزة.

سوق دوائى و رصيد استيراتيجى

و لفت الى ان مصر كسوق أدوية تعتبر رصيد استيراتيجى لأى نقص مفاجئ فى المستشفيات و المراكز الصحية تستطيع تغطيته مباشرة من السوق الدوائية المصرية و اغلاق معبر رفح سيشكل اضطرابا جديدا فى الارصدة الدوائية و سيؤثر على مستوى الخدمة الصحية و الإنسانية .

ترشيد الاستهلاك

وأشار  د.المخللاتى الى أن الكميات المحدودة من المحروقات التى تدخل القطاع و جزئية عمل معبر رفح البرى يشكل قلقا حقيقيا لوزارة الصحة و تجعلها بكل مكوناتها تعمل كمطفئة حريق لمنع أى كارثة صحية و انسانية،منوها الى ان وزارته تسير بخطة محمكة لترشيد الاستهلاك الدوائى و المحروقات لتجنب الوصول الى مرحلة الخطر و استمرار تقديم الخدمة الصحية لنحو (1.7 مليون مواطن).

حركة الوفود الطبية

و أوضح المخللاتى بأن معبر رفح شهد خلال الفترة الاخيرة نشاط متواصل و متواتر للوفود الطبية المتخصصة و التى كانت تأتى لقطاع غزة محملة بالأدوية و المستهلكات الطبية،اضافة الى استقدام  الخبراء لإجراء عمليات جراحية متخصصة مثل عمليات قلب الاطفال المفتوح و قسطرة القلب العلاجية و جراحة الاعصاب و الاوعية الدموية و العظام و العيون و التجميل ،مما يوفر علاجا متخصصا نوعيا فى أرض الوطن و بالتالى يخفف ن عدد الحالات المحولة للخارج و ما يصحب ذلك من تكاليف و معاناة .

وأشار معاليه بأن معبر رفح كان أيضا للتواصل بين الخبرات الطبية الخارجية و الفلسطينية سواء كان على مستوى التعليم و التدريب أو الممارسة الطبية،و اغلاق المعبر سيؤثر تأثير كبير على التعليم الطبى و الخدمة الصحية.

مرضى العلاج بالخارج

و استطرد قائلا:”بأن المستشفيات المصرية المتخصصة تعتبر العنوان الرئيس لمرضى قطاع غزة للعلاج التخصصى و خاصة التخصصات التى لا تستطيع وزارته  توفيرها محليا ،مشيرا الى أنه  ما يزيد عن (300 حالة) يتم تحويلها رسميا وبتغطية مالية شهريا ،الى جانب أكثر من ضعفى هذا العدد من المرضى الذين يتلقون العلاج على نفقتهم الخاصة ليصل العدد الى (1000) مريض شهريا يتوافدون بأناتهم الى المشافى المصرية ،ومحاولة من وزارة الصحة للتخفيف من معاناة العديد من المرضى معنويا و ماديا فى السفر الى الخارج للعلاج و اغلاق معبر رفح سيحرم هذه الفئة من العلاج و يخلق مشكلة صحية صعبة امام وزارة الصحة.

التجربة برهان

و أكد على أنه رغم التحديات والصعوبات التى ما فتئت تعصف بالخدمات الصحية خلال سنين الحصار المتواصل مرورا  بإغلاق معبر رفح حاليا،  إلا أن التجارب الطويلة فيها صقلت مهارات الطواقم الطبية و العاملين فى الوزارة فى كيفية ادارة الأزمة بكفاءة عالية تجلت فى انتصار غزة فى معركة الايام الثمانية ، حيث كانت تمر الوزارة وقتها بأحلك الظروف و أصعبها الا أنها تمكنت من تقديم خدمة صحية متكاملة أثبتت للجميع بأن القدرات الموجودة استطاعت أن تجتاز الازمة ،مؤكدا على أن وزارته بكافة أركانها تبذل كل جهد ممكن لاستمرارية تقديم الخدمة الصحية لأبناء الشعب الفلسطينى خاصة خدمات الطوارئ .

 

جهود الحكومة و الوزارة

و فى معرض رده حول جهود الحكومة الفلسطينية لإدارة الأزمة قال:”بأن القطاع الصحي من أولويات الحكومة و تواصل الليل بالنهار لحمايته و تأمين استمرار الخدمة الصحية للمواطن الفلسطينى.

 

تحركات دولية وعربية

و أضاف معاليه:”بأننا نتواصل مع جميع الجهات العربية و الدولية لتعويض النقص الدوائى و المحروقات بما يكفل استمرارية تقديم الخدمة الصحية ،حيث طالب المنظمات الدولية فى قطاع غزة و رئاسة الصليب الاحمر الدولى فى القدس و مع منظمة الامم المتحدة قسم الشئون الانسانية و مسئولة الصليب الأحمر في غزة بفك الحصار الاسرائيلى وبذل أقصى الجهود لتأمين النقص الدوائي و المحروقات”

ثقته بالأشقاء المصريين

و فى سؤالنا حول خطة وزارة الصحة لإدارة الازمة بما يؤمن استمرار تقديم الخدمة الصحية  فى حال استمرار اغلاق معبر رفح قال المخللاتى :” لا نريد أن نصل الى هذا الامر لأننا متأكدين تماما بأن أشقائنا فى مصر على المستوى الرسمى و الأهلى بأنهم لن يتركوا قطاع غزة  لمواجهة هذه الصعوبات ، متأملا بأنه فى القريب العاجل سيتم فح المعبر بشكل متواصل.

ووجه وزير الصحة د.المخللاتى رسالة الى السلطات المصرية قائلا:”أنتم أشقاؤنا و ما يربطنا بمصر من صلات الجوار و اللغة والتاريخ و المصاهرة أقوى من كل عوامل أخرى ،وأن دور مصر هو تاريخى أصيل على مر العصور ، مطالبهم بفتح معبر رفح على مدار الساعة و دعم قطاع غزة و احتياجاتها في المجال الصحي.

طمأن المواطن

كما و طمأن المواطنين فى قطاع غزة بأن الحكومة الفلسطينية ووزارة الصحة على جاهزية عالية لتقديم الخدمات الصحية مهما كانت الظروف ،مؤكدا على أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته الوطنية سيبقى داعما لاستقرار مصر و ثباتها و يعتبر ذلك  رافعة أساسية لصموده مما تشكله مصر من حاضنة للمجموع العربى و الاسلامى .

 

 

وحدة العلاقات العامة و الاعلام