وقعت وزارة الصحة، اتفاقية تعاون مع منظمة "نورواك" النرويجية، من أجل رفع كفاءة الكوادر الطبية المحلية، وذلك في مقر الإدارة العامة للقوى والتنمية البشرية التابعة للوزارة بمدينة غزة.
ووقع الاتفاقية كل من نقيب الممرضين، محمد المقادمة، والمدير العام لإدارة القوى والتنمية البشرية بوزارة الصحة، د. ناصر أبو شعبان، وإريك بليد، منسق مشاريع مؤسسة نورواك بقطاع غزة. وتشتمل الاتفاقية على أن تقوم "نورواك" بتمويل برنامج تدريب مدته 9 أشهر، وسيستفيد منه 45 ممرضاً وممرضة من مختلف مستشفيات القطاع الموزعة من الشمال إلى الجنوب، فضلا عن أن المدربين بالبرنامج سيكون معظمهم من الكفاءات المحلية ذات التأهيل العالي في مختلف المجالات.
وأشار المقادمة إلى أن دراسة شاملة أعدت لتقييم احتياجات القطاع الصحي المحلي من التدريب، حيث تمت زيارة العديد من المستشفيات المركزية بالقطاع، فضلاً عن نظيرتها الصغيرة، والتي كانت تستقبل أعداداً كبيرة من المصابين والشهداء خلال الاجتياحات المتكررة، أو حتى خلال الحرب على غزة. وأضاف المقادمة لـ "فلسطين": " حرب الفرقان كانت تحدياً حقيقياً، لمسنا فيه حاجتنا الشديدة لمختلف الكوادر الصحية، لأن حجم الحدث كبير للغاية، وقد تعجز حتى دول كبرى عن التعامل معه بالشكل الأمثل. وقد لمسنا خلال حرب الفرقان نقصا واضحا في الممرضين المتخصصين بعدد من المجالات، ومن بينها التعامل مع حالات الطوارئ الخاصة بالأطفال، والعناية المكثفة للبالغين، والعمليات الجراحية".
من جهته، شكر أبو شعبان "نورواك" على ما قدمته من جهود لدعم القطاع الصحي عبر سنوات طويلة، مؤكداً أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار التعاون المستمر بين الجهات المانحة ووزارة الصحة، مشيراً إلى وجود إمكانية لاستقدام مجموعة من الخبراء النرويجيين لتقوم بالتدريب في غزة، بهدف إطلاع الكوادر المحلية على آخر المستجدات في ميدان الطب، "إلا أن الإغلاق شبه المستمر لمعبر رفح حال دون تحديد جدول زمني محدد لقدومهم".
بدوره، قال بليد: إن الشعب النرويجي يتعاطف مع المأساة الإنسانية التي يحياها نظيره الفلسطيني، ويحاول مساعدته عبر مشاريع تهدف على ترقية مختلف نواحي الحياة في الأراضي الفلسطينية، وبخاصة القطاع الصحي". وأوضح بليد لـ "فلسطين" الأسباب التي دفعت المنظمة لمساعدة القطاع الصحي بغزة، قائلاً: "إن الوضع في غزة لا يشابه أي وضع آخر في العالم، فالحصار المستمر، وإغلاق المعابر، فضلا عن الحرب التي اشتعل فتيلها مع بداية السنة، كل ذلك ساهم في تداعي القطاع الصحي، الذي ظل بالرغم من كل هذه التحديات صامداً، وبقي يقدم خدماته إلى المواطنين".
وتمنى بليد وجود إمكانية لوضع الأساسات التي تسمح بإقامة مشاريع دائمة ترفع من المستوى الصحي لمستشفيات القطاع، خاصة مع الأزمة التي تحياها هذه المستشفيات في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات. ويشار إلى أن "نورواك" منظمة نرويجية إنسانية غير حكومية، متخصصة في مجال الإغاثة الطبية، وتعمل في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1994، مقدمة خدماتها في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.