في هذه اللحظات الصعبة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة الصابر المرابط , تتعالى فيه صراخات أطفال بريئة , شوهت طائرات المحتل الغاصب طهر براءتها لترتكب المزيد من المجازر وتقصف بيوت الآمنين , وتجعل من اجساد الأبرياء هدفا لآلة الحقد والدمار التي تعاود شن بشاعة جرائمها بحق شعب حوصر بظلمات من الحرمان تشتد بشاعتها في هذه الأيام .
وفي خضم تسارع وتيرة العدوان الغاشم , تجد وزارة الصحة نفسها أمام واجب وطني مقدس , تضمد على جراحات شعبنا , رغم التحديات الكبيرة والصعبة التي تعصف بالمنظومة الصحية من نقص حاد وغير مسبوق في الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية وفي كميات المحروقات اللازمة لنقل واسعاف الجرحى والمرضى , والتهديد المباشر بسلب أبسط حقوقهم العلاجية , فالأرصدة الدوائية تتهاوى أمام ما يعيشه قطاع غزة من حصار وعدوان غاشم حيث بلغت نسبة العجز في قائمة الأدوية الأساسية 28 % فضلا عن أصناف أخرى مهددة بالنفاذ خلال أيام , وأن ما نسبته 54% من المستهلكات الطبية وصلت الى الصفر .
ومنذ صباح اليوم اشتدت الحرب المعلنه من المحتل الغاصب ,حيث يستخدم أبشع الأسلحة المحرمة دوليا من طائرات تدميرية فتكت بمنازل الآمنين كما رأى العالم مجزرة عائلة آل كوارع في محافظة خانيونس ظهر اليوم حيث رأينا جميعا أشلاء الأطفال , فتلك المشاهد ليست بمستغربة على قوة محتله لطالما جعلوا من أطفال فلسطين أهدافا مشروعة لصواريخهم , حيث بلغت حصيلة العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا في قطاع غزة حتى اللحظة 17 شهيدا و122 جريحا .
وفي ضوء تلك الأزمة الصعبة عقدت اللجنة المركزية العليا للطوارئ اجتماعا طارئا لبحث تداعيات التصعيد المستمر حيث كان القرار باعلان حالة الطوارئ في كافة مستشفيات وزارة الصحة حيث يشمل القرار العمل بما يلي :
- 1. التأكيد على قرار الوزارة السابق بوقف العمليات المجدولة والغير طارئة .
- 2. رفع درجة الاستعداد والجهوزية في كافة مرافق وزارة الصحة .
- 3. الغاء الاجازات الاعتيادية , وتعزيز جداول المناوبات في الأقسام الحيوية .
- 4. الابقاء على عمل العيادات الخارجية كالمعتاد .
وفي ظل تلك الأحداث المتسارعة والصعبة فاننا في وزارة الصحة نؤكد على ما يلي :
- 1. نعبر عن اعتزازنا وفخرنا بكوادرنا الطبية والتمريضية والفنية والادارية كل في موقعه على وقفتهم البطولية والشجاعة في حرصهم ومثابرتهم على استمرار تقديم الخدمات الصحية رغم شح الموارد الطبية والدوائية .
- 2. نحمل الاحتلال الصهيوني مسئولية تردي الاوضاع الانسانية و الصحية في قطاع غزة جراء حصاره وعدوانه المستمر وسط صمت غير مبرر من المجتمع الدولي ازاء ما يرتكبه من جرائم ضد المدنيين العزل .
- 3. نضع حكومة التوافق الوطني عند مسئولياتها الوطنية و الاخلاقية باعتبارها حكومة الكل الفلسطيني لرفع المعاناة عن شعبها الذي منحها الثقة و ما زال ينتظر منها خطوات ايجابية متسارعة تنهي حالة العزلة التي يعيشها.
- 4. ندعو أشقاءنا في جمهورية مصر العربية الى فتح معبر رفح البري بشكله الطبيعي امام الاحتياجات الانسانية و الاغاثية لشعبنا الفلسطيني .
- 5. نطالب كافة الجهات المحلية و الاقليمية و الدولية للتدخل الفوري لإنقاذ منظومة العمل الصحي و حماية حقوق المرضى العلاجية .
نسأل الله تعالى أن يجننبنا شر المعتدي الغاصب
وزارة الصحة
8 يوليو 2014