بين المنع الكامل والرفض والاعتقال الأمني

معبر بيت حانون كابوس يطارد الحقوق العلاجية لمرضى قطاع غزة

الصحة : حذيفة أبوهين

على مقعده المتحرك ينتظر المريض ( ل.ن ) 34 عاماً أمام ممرٍ طويل تحيطه الأسلاك الشائكة وفي نهاية الممر العديد من كاميرات المراقبة المثبتة على الأبراج العسكرية والمدججة بأسلحة أوتوماتكية، يترقب المريض بأعين أنهكهما المرض ما ستسفر عنه مقابلة أجهزة أمن الاحتلال العنصري على معبر بيت حانون ، فقد تم استدعائه للمقابلة والفحص الأمني على المعبر ليتمكن من الحصول على تصريح للعبور باتجاه المستشفيات التخصصية في الداخل المحتل ليكمل علاجه حيث يعاني من سرطان الدم منذ 7 أشهر، تلك الصورة المعتمة يعيشها مئات المرضى ممن تستدعي حالاتهم السفر للعلاج في الداخل المحتل أو مشافي الضفة الغربية والقدس المحتلة، فعلى مدار سنوات الحصار ظل معبر بيت حانون حلقة بأيدي محاصري غزة يطبق به على ما تبقى من حياة لنمو مليوني نسمة، تلك النقطة الأمنية الاحتلالية العنصرية أخفت بين جنباتها فصولاً تكبد قسوتها مرضى قطاع غزة، فاجتياز هذا المعبر مرتبط بمقابلات أمنية عنصرية تنتهي بالمنع الكامل أو الرفض أو الاعتقال الأمني في ظروف صعبة لا تراعي الوضع الصحي لهؤلاء المرضى أو حتى لمرافقيهم .

تقرير منظمة الصحة العالمية ..

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية لحركة العبور عن شهر يناير المنصرم عبر معبر بيت حانون ايرز، أن أكثر من نصف المرضى المحولين تم رفضهم أو تأجيل تصاريحهم، وذكر التقرير أن عدد الطلبات المقدمة للجانب الاسرائيلي المحتل بلغ 2.792  تصريح في شهر يناير المنصرم، تم قبول 46.95% منهم، بينما رفض منهم وتم تأجيله 53.05%، وحول الفئة العمرية التي يتم منعها، جاء في التقرير أن 3.51% ممن لا تزيد أعمارهم عن 18 سنة والبالغ عددهم 6 أطفال بينما كان 8 حالات ممنوعة ممن يزيد عمرهم عن الـ60 عام، وأن 1.383 حالة مرضية لم يصلهم أي رد بينهم 320 طفل و92 شخص ممن يزيد عمرهم عن 60 عاماً  وهو ما نسبته 49.53%.

أما في شأن مرافقي المرضى فقد جاء في التقرير أن 61.4% من مرافقي المرضى تم رفض أو تأجيل تصاريحهم ، حيث كانت نسبة قبول طلبات التصاريح لمرافقين المرضى 38.6% وأن عدد المرافقين المرفوضين بلغوا 5.85%  بينما بلغت نسبة المرافقين المعلقين من مواعيد المستشفيات المقررة لمرضاهم 55.6% .

وحول استجواب قوات الاحتلال الاسرائيلية الأمنية لمرضى القطاع واذلالهم بطريقة عنصرية فقد جاء في التقرير أن الأمن العام الاسرائيلي استجوب في شهر يناير المنصرم 35 مريض منهم 24 من المرضى ذكور و11 مريض من الإناث  بينهم طفلين .

مؤشرات خطيرة ..

إلى ذلك حذر د. أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة من ارتفاع نسبة المنع الملحوظ للمرضى المحلوين لمستشفيات الأراضي المحتلة وكذلك محاولة أجهزة أمن الاحتلال الاسرائيلي العنصرية اذلال المرضى من خلال استجوابهم للتحقيق معهم، مطالباً كافة الجهات الحقوقية والدولية والانسانية الى لجم الممارسات الإرهابية والعنصرية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المرضى الفلسطينيين على معبر بيت حانون ، معتبرا إياها تجاوزا خطيرا لكافة الأعراف الإنسانية والحقوقية واتفاقية جنيف الرابعة التي كفلت للإنسان حرية التنقل والحركة والعلاج خاصة وان كانوا مرضى

وأضاف د. القدرة أن الاحتلال عمد منذ فترة إلى تحويل معبر بيت حانون إلى مركز للتحقيق والاعتقال خاصة للمرضى المحولين للعلاج في مستشفيات الأراضي المحتلة ولمرافقيهم  وكذلك منع عددٍ منهم خاصة الأطفال وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن ال60 عاماً والتي كان آخرهم الطفل أحمد شبير ، والطفل محمد حبيب .

الموقف الحقوقي ..

وفي بيان له، فقد استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان وبشدة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة والتي تحرم مرضى القطاع من الوصول إلى المستشفيات وتلقي حقهم في الرعاية الصحية، والتي تسببت آخرها في وفاة المريض الطفل أحمد شبير، ومحاولة إرغام المدنيين والأطفال على العمل لصالح القوات المحتلة الأمر الذي يحظره القانون الدولي.

كما أدان المركز حالات المنع العشوائي والارتفاع الملحوظ في أعداد الممنوعين من المرضى من السفر لتلقي العلاج من قبل قوات الاحتلال، والتي تتسبب بمعاناة وألم شديدين لسكان القطاع، وتفضي إلى استمرار تدهور حالة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في انتهاك منظم وجسيم لمعايير وقواعد القانون الدولي الانساني .