نظمت وزارة الصحة وتحت رعاية رئيس متابعة العمل الحكومي , حفلا تكريميا لـ270 طبيبا من كوادرها والحاصلين على درجة البورد الفلسطيني , فوج الشهيد الدكتور أيمن أبو العوف , حيث تحدث سعادة الأستاذ عصام الدعليس رئيس متابعة العمل الحكومي عما يمثله هذا الانجاز الصحي من أهمية ونوعية لتعزيز الخدمات الصحية , وتتويج لجهد ومسيرة ممتدة من العمل على تطوير وبناء الكادر الصحي الذين يحملون اليوم رسالة سامية وامانة عظيمة لخدمة أبناء شعبنا , بل وهم اليوم القائمين على جملة الانجازات التي تتباهى بها غزة في مختلف المحافل الصحية المحلية والعالمية .
وأضاف ا. الدعليس أن غزة دائما لها مواقيتها الخاصة , مواقيت العزة والصمود , حيث يتوافق تنظيم هذا الحفل الكبير مع أحداث وطنية فقبل أيام كنا والذكرى السابعة عشر لاندحار الاحتلال الصهيوني عن قطاع غزة , هذا الجزء العزيز من الوطن والذي اراد له المحتل الغاصب الدمار والحصار , ولكننا اليوم نقف بكم ومعكم شامخين بسمو هذا الانجاز والذي سطر برسم أياديكم البيضاء .
كما وتحدث ا. الدعليس عن جملة الانجازات الحكومية والتي تتصدرها وزارة الصحة بما شهدته من قفزات نوعية على مختلف الأصعدة فهاهي وزارة الصحة تزهى بحلة من خيرة اطباء فلسطين , هؤلاء الاطباء الذين هم جزء من ثورة التعليم الصحي , ونتاج لبرامج البورد الفلسطيني بتخصصاته المختلفة ضمن منهج تدريبي نظري وعملي وتقييم دوري وامتحانات سنوية لمدة 4 الى 6 سنوات تتنتهي بشهادة الاختصاص الصادرة من المجلس الطبي الفلسطيني والتي تعادل شهادة الدكتوراه , ليواصل أطباؤنا رحلة العطاء والعمل وتقديم الخدمة والرعاية الصحية الى أبناء شعبنا في كافة الاوقات وتحت أي ظرف .
مشيرا الى أن البورد الفلسطيني مثل أحد أهم العناوين التي تعبر عن رعاية واهتمام وزارة الصحة ببناء الكادر البشري الذي هو محور الانجاز , فاليوم نشهد تكريم 270 طبيب وطبيبة ممن حصلوا على درجة البورد الفلسطيني منهم 93 تم ترفيعهم الى درجة مدرب ضمن اختصاصات برامج البورد الفلسطيني .
وتابع ا. الدعليس ان جهود وزارة الصحة لم تقتصر على بناء الكادر الصحي فحسب , ولعل المؤشرات الصحية توصِف ماحققته الوزارة في مختلف عناوين تقديم الخدمة والرعاية الصحية , من تطوير وتهيئة البنى التحتيتة وتوسعة المرافق والانشاءات الجديدة فعلى سبي المثال لا الحصر ماشهده المستشفى الاندونيسي من اضافة طابقين وتوسعة الخدمات , وافتتاح مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى شمال القطاع , ومشروع انشاء مستشفى سمو الشيخ حمد بن جاسم في محافظة رفح , ومبنى الياسين في مجمع ناصر الطبي بخانيونس , ومستشفى النساء والتوليد في مجمع الشفاء الطبي , ومركز الاورام في مستشفى الرنتيسي للاطفال , وتدشين خدمات الاورام في مستشفى الصداقة التركي اضافة الى افتتاح عدد من مراكز الرعاية الاولية وتعزيز الخدمة بعديد التجهيزات الطبية من اجهزة التصوير والتشخيص الطبية وأسرة العناية المركزة وغرف العمليات والمختبرات وحضانات الاطفال وغيرها , اضافة الى ماتم استحداثه من خدمات تشخيصية شكلت فيما مضى عبئا على المريض ومقدم الخدمة على حد سواء , فها نحن اليوم أمام خدمات قطعت شوطا مهما من العمل مثل عمليات القسطرة القلبية التشخيصية والعلاجية وعمليات القلب المفتوح وعمليات زراعة الكلى وعمليات زراعة القوقعة السمعية والتي تتم بايدي وطنية وبنتائج عالمية , وعمليات زراعة القرنيات والتي شكلت حلم للمرضى حيث يصل عدد الحالات التي تحتاج لزراعة قرنيات 300 حالة سنويا , وعمليات المخ والاعصاب والأوعية الدموية والكسور المعقدة والمناظير وغيرها .
وقال ا. الدعليس أن ميادين عدة شهدنا تفاصيلها في السنوات الماضية فكانت وزارة الصحة ولازالت صمام الحياة وأيقونة الامل لأبناء شعبنا , فمن الحروب والاعتداءات الصهيونية المتكررة على قطاع غزة مرورا بمسيرات العودة وكسر الحصار , وما شهده قطاع غزة من تداعيات جائحة كوفيد 19 والتي انهارت امامها عديد الانظمة الصحية في مختلف دول العالم , حيث كان الجميع يراقب كيف ستتعامل وزارة الصحة في غزة مع الجائحة أمام واقع صحي مثقل بعديد الازمات التي فرضها الحصار المستمر , الا أن وزارة الصحة استطاعت تقديم نموذجا وثقته عديد المؤسسات والمنظمات الصحية الدولية في التعامل مع مراحل الجائحة والاستعداد لها وتعظيم الجهوزية الصحية والجهود الكبيرة التي أخرت دخول الجائحة الى المناطق السكنية في غزة , وحتى بعد تسجيل اولى الحالات كانت المستشفيات المخصصة والمجهزة بالكوادر الطبية والتمريضية المدربة على اعلى المستويات تعمل دون كلل أو ملل على تقديم الرعاية الطبية المتكاملة للمرضى , وهنا نستذكر بكل الفخر والاعتزاز من قضوا من كوادرنا الطبية متأثرين باصابتهم بكورونا سائلين الله لهم الرحمة والمغفرة .., كل هذه التحديات ولم تغفل وزراة الصحة عن المضي قدما في عملية التطوير الصحي وتعزيز الخدمات بمستوياتها المختلفة فكان اطلاق الخطة الصحية الاستراتيجية والتي شكلت اطارا ابداعيا طموحا جامعا بين كافة مقدمي الخدمة .
وأضاف ونحن بين يدي هذه الكوكبة من أطباء فلسطين تختلط فينا مشاعر العز والفخر ومشاعر الفرح , ونحن نحتفي بكم منارات ثورة التعليم الصحي , ولعل مايزيد ذلك بهاءً وعظمة , أن نتوج هذا الفوج بعبق وطيب الاكرم منا جميعا ” شهداء فلسطين ” , فأنتم اليوم تحملون اسم فوج الشهيد الدكتور ايمن ابو العوف , والذي استشهد هو وافراد عائلة خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة في مايو من العام الماضي , ذلك الاسم الذي سيبق مخلدا بعطاءه المشهود خلال جائحة كورونا , سيبقى مخلدا بكم بما قدمتم وستقدمون في مسيرة العطاء الطبي , ففلسطين وغزة لاتزال تنتظر منكم الكثير .
واختتم ا. الدعليس كلمته فمتوجها بخالص التهنئة والتبريكات الى وزارة الصحة الفلسطينية ممثلة بعطوفة وكيل الوزارة د. يوسف أبو الريش وكافة الكوادر الصحية خاصة الاطباء المحتفى بهم , والى كافة القائمين على المجلس الطبي الفلسطيني ادارة ومدربين والذين عليهم ان يفخروا بهذا الحصاد وبهذا التتويج , التهنئة والتبريكات الى كافة الحضور بهذا العرس الوطني الطبي , والذي يجعلنا ننتظر موعدا آخر من مواعيد الانجاز الصحي لنلتقي في حضرة الأيادي البيضاء.
الى ذلك عبر وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش عن سعادته الغامرة ونحن نشهد هذا العرس الوطني الصحي والذي نتوج فيه هذه الكوكبة من خيرة أطباء فلسطين وهم يحملون اسم الشهيد الدكتور أيمن أبو العوف , مشيرا الى نوعية الاختصاصات وما تمثله من اضافات على طريق تعزيز الخدمة والرعاية الصحية .
وتحدث د. أبو الريش عن مسيرة التعليم الصحي , والمجلس الطبي الفلسطيني كعنوان مهم ونوعي على خارطة العمل الصحي مؤكدا حرص وزارة الصحة على المضي قدما في تطوير الكادر الطبي الذي هو محور عملنا والأجدر على صناعة الفارق في الانجاز الصحي .
كما واستذكر د. ابو الريش السيرة العطرة التي خلدها الشهيد الدكتور أيمن أبو العوف والذي مثل واحدا من النماذج المعطاءة والتي قدمت الكثير في مسيرة العمل فكان أحد الكوادر الطبية التي عملت خلال مواجهة جائحة كورونا والذي عمل دون كلل أو ملل فكانن رحمه الله حاضرا في كل المواقف , كما وتحدث عن الدكتور الشهيد وليد عفانة والذي قضى متأثرا بجائحة كورونا والذي أصر على مواصلة العمل وخدمة المرضى رغم ما كان يعانيه من أمراض , سائلا لهم الرحمة والمغفرة وأن يكمل أطباؤنا تلك المسيرة من العطاء والتميز .
وقدم د. ابو الريش خالص التهاني والتبريكات الى كافة الأطباء المحتفى بهم والى ذويهم والى المنظومة الصحة بهذا الانجاز المهم , متمنيا ان نلتقي في مواعيد جديدة ومع تتويج آخر في العمل الصحي .
بدوره قدم د. محمد الكاشف مدير المجلس الطبي الفلسطيني وصفا شاملا لعمل المجلس منذ نشأته وما يضمه حاليا من برامج تدريبية وصلت الى 17 برنامجا تدريبيا والمراكز التدريبية المعتمدة والتي بلغ عدد الملحقين بها 500 طبيب وهو الرقم الأعلى وهم في رحلة التعليم الصحي في قطاع غزة .
هذا وتخلل الحفل مجموعة من الفقرات الفنية والتراثية التي حظيت باعجاب الجمهور والحضور من مختلف المكونات المجتمعية والرسمية والسياسية .