الصحة/ إبراهيم شقوره
بكثير من الأمل المصحوب بالتوتر والقلق ترقبت والدة الطفل الرضيع جود نصر الله نجاح عملية عيني طفلها، التي أجريت في ظروف استثنائية داخل حضانة مجمع الشفاء الطبي، بعد أن قرر الأطباء في مستشفى العيون نقل التجهيزات الخاصة بالعملية إلى حضانة مجمع الشفاء الطبي حرصاً على سلامة الطفل والذي حملته أمه بعد سنوات طويلة من الانتظار.
خلال العملية لم تستطع والدة جود أن تتلفظ بأي كلمة قبل اكتمال اجراء العملية سوى السير ذهاباً وإياباً في الممر أمام مقر إجراء العملية، والدعاء لطفلها الذي ولد قبل موعد ولادته، حيث تسببت ولادته المبكرة إلى حدوث اعتلال في الشبكية لديه، تمكن الأطباء من اكتشافها من خلال فحص تجريه الطواقم الطبية على الأطفال الخدج وفقاً لبروتوكول رصد حالات اعتلال الشبكية الذي أطلقته وزارة الصحة للمواليد الخدج والبالغ عمرهم الحملي أقل من 32 أسبوعاً.
وفي ذات السياق، يشير استشاري ورئيس قسم الحضانة بمجمع الشفاء الطبي د. ناصر بلبل إلى أن الطفل جود تم استقباله داخل حضانة مجمع الشفاء الطبي بعد أن أجرت والدته عملية قيصرية اضطرارية في الأسبوع 27 من الحمل، حيث مكث داخل الحضانة نحو 50 يوماً تحت الرعاية الطبية.
ونوه د. بلبل إلى أنه تم إجراء العديد من الفحوصات الطبية للرضيع نصر الله من بينها إجراء فحص العيون من قبل أطباء العيون، ليتبين إصابته باعتلال الشبكية حيث تم إقرار العملية للطفل.
بدوره، تحدث استشاري جراحة العيون د. عبد الله الكاشف أن الطفل جود اتضح من خلال الفحص الذي أجري له أنه يعاني من مضاعفات شديدة لاعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج، ليتم إجراء العملية داخل حضانة مجمع الشفاء الطبي.
ويلفت د. الكاشف أن مهمة العملية التقليل من المضاعفات ومسببات العمى لدى الطفل، مشيراً إلى أن إجراء العملية لم يكن متاحاً في قطاع غزة من قبل بسبب عدم توافر جهاز التثبيت بالليزر داخل قطاع غزة، حيث تم توفيره منذ عامين فقط من قبل وزارة الصحة بدعم من مؤسسة العون الطبي البريطاني للفلسطينيين.
وينوه د. الكاشف إلى أن عملية تثبيت الشبكية للطفل جود هي العملية الثالثة التي تم إجراءها داخل مرافق وزارة الصحة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن إضافة الأجهزة الخاصة العملية داخل قطاع غزة أزاح عن المواطنين عبئ كبير، حيث كان يتم تحويل مثل هذه الحالات إلى خارج قطاع غزة.
الطبيب الكاشف، وعقب خروجه من غرفة العمليات هنأ عائلة نصر الله وطمأن والدته بنجاح عملية طفلها جود، مشيراً إلى أنهم سيتمكنون من إخراجه واصطحابه إلى المنزل قريباً.
ملامح الحزن والقلق لدى أم جود ووالده، سرعان ما تبدلت إلى ملامح ابتهاج وفرح ، أما كلمات الدعاء فسرعان ما أعقبتها كلمات شكر كادت ألا تتوقف لله أولاً ثم للكادر الجراحي في مستشفى العيون ولطواقم قسم الحضانة بمجمع الشفاء الطبي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.